الرئيسية اسئلة مصيرية أسئلة تخص الكتاب المقدس الكتاب المقدس تحت المنظار - بعض تلميحات قرآنية وأحاديث نبوية في شأن معجزة (حفظ القران)

الكتاب المقدس تحت المنظار - بعض تلميحات قرآنية وأحاديث نبوية في شأن معجزة (حفظ القران)

PDFطباعةأرسل إلى صديق

فهرس المقالات
الكتاب المقدس تحت المنظار
اتهامات خطيرة
قيمة الكتاب والإنجيل في نظر القران
هل من تحريف في الكتاب والإنجيل
تهمة اللي بالسان في تلاوة الكتاب
تهمة التحريف نفسها
شهادة القرآن لصحة الكتاب المقدس
معجزة حفظ القران
بعض تلميحات قرآنية وأحاديث نبوية في شأن معجزة (حفظ القران)
الرخص النبوية الأربعة في قراءة القران على سبعة أحرف
معنى نزول القران على سبعة أحرف سبعة نصوص مختلفة بمعنى واحد
ماذا قالوا في معنى الأحرف السبع
توطئة هل نسخ القران التوراة الإنجيل
النسخ في لغة القران
النسخ في علوم القران
القران في عرف القران
تعابير متشابهة عن مصدر القران العربي
التصاريح القرآنية عن مصدر القران العربي
صفات القران الذاتية تؤيد نسبته ال (المثل)
الإسلام دعوة نصرانية
ألقاب محمد في القران - مبعث محمد
صلة محمد بالغيب
صلة محمد بالكتاب المنزل
بالقران يعلم محمد العرب الكتاب والحكمة
محمد خاتم النبيين
الحنيفية من هم ..؟
علاقة الحنيفية بالاسلام
بدون مقدمات أقول المشهد الأول
المشهد الثاني زواج محمد من خديجة
الرسول احمد في الإنجيل
ولاية الكعبة لاجداد محمد كانت من قِبل ملوك كندة (المسيحين)
تنصر عبد المطلب زعيم مكة وتحنفه
والدا محمد كانا مؤمنين
هدى محمد في صباه
تحنف محمد مع القس ورقة
درس محمد للكتاب وترتيله ليلا
الكعبة مسجد مسيحي قبل القرآن
جميع الصفحات

نجد في القران المكي هذه الآية : ( وإذا بدلنا آية مكان آية ، والله اعلم بما ينزل ، قالوا: إنما أنت مفترٍ ! – بل أكثرهم لا يعلمون. قل: نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا ، وهدى وبشرى للمسلمين) النحل 101 –102) ؛ وقد جمع فيها التنزيل إلى التبديل ، وقرن التبديل بالتنزيل : يرد تهمة التعلم من بشر (103) ، ولا يرد تهمة التبديل بل يجعله من روح القدس مثل التنزيل .

( قالوا إنما أنت مفترٍ أي وجدوا مدخلا للطعن فطعنوا ، وكانوا يقولون : ان محمد يسخر من أصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا فيأتيهم بما هو أهون ) الزمخشري .

والتخفيف سنة قرآنية يقو بها مرارا  ويشرعها كمبدأ في سورة النساء : (يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) 25-27: ( قال الكفرة : إنما أنت مفتر، متقول على الله  : تأمر بشيء ثم يبدو لك فتنهي عنه ) البيضاوي .

ونجد في القران المدني هذه الآية : ( ما ننسخ من آية ، أو ننسها ، نأت بخير منها أو مثلها : ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ؟) بقرة 106 فالنسخ -  بحسب القراءة – منسوب إلى الله أو إلى جبريل أو إلى النبي .

قال البيضاوي : ( نزلت لما قال المشركون أو اليهود : الا ترون محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمر بخلافه.. ونسخ الآية بيان انتهاء القيد بقراءتها  أو الحكم المستفاد منها أو بهما جميعا… وإنساؤها ، إذهابها عن القلوب) .

فالقران يعترف في النسخ في بعض آياته ؛ والحديث كما سترى يروي بان عثمان اسقط المنسوخ  ، ومع ذلك فالأمة تأخذ إلى اليوم بعقيدة الناسخ والمنسوخ،   وتالف الكتب لبيان ذلك .

ومن غريب الناسخ والمنسوخ ( ما نسخ تلاوته وحكمه معا . قالت عائشة :( كان فيما انزل عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات ، فتوفى رسول الله وهن مما يقرأ من القران). رواه الشيخان .  وقد تكلموا في قولها( وهن مما يقرأ من القران) قال الاشعري : نزلت ثم رفعت . وقال مكي : هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ  أيضا غير متلو. ولا اعلم له نظيرا . وقال السيوطي في إتقانه : والنسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير . وقد اجمع المسلمون على جوازه  وأنكره اليهود ظنا منهم انه بداء. واختلف العلماء فقيل: لا ينسخ القران إلا بقران كقوله (نأت بخير منها أو مثلها) . وقيل : بل ينسخ القران بالسنة لأنها أيضا من عند الله . بهذا اظهر السيوطي للقران ميزتان : الأولى النسخ ؛ والثانية نسخ القران بالسنة.   وينكر هذا أهل الكتاب .   

وآية التبديل (النحل 101) أثارت الشكوك  عند المشركين ؛ وآية النسخ (البقرة106) أثارت التساؤل  حتى الكفر ) عند لمسلمين أنفسهم : ( أم تريدون ان تسألوا رسولكم كما سل موسى من قبل ، ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سوء السبيل) البقرة 108 ؛ لقد حذرهم من تشكيك اليهود لهم في التبديل والنسخ ونسيان القران (109) ، وحسم التساؤل فيه والسؤال عنه بكلمة ذهبت مبدأ في التنزيل القراني .

ونجد في القران المكي والمدني معا الإقرار المتواتر بنسيان القران. ومما يؤيد ظاهرة نسيان النبي للوحي  منذ مطلع بعثته هذا القول : ( سنقرئك فلا تنسى  إلا ما شاء الله) الاعلى 6-7 . وقد قال الطبري في ذلك : اخبر انه ينسي نبيه منه ما شاء : فالذي ذهب منه هو الذي استثناه اله . وظلت هذه الظاهرة عالقة بالنبي طيلة العهد بمكة ، ففي سورة الكهف : ( واذكر ربك إذا نسيت، وقل عسى ان يهدني ربي لأقرب من هذا رشدا ) 24 ؛

وفي العهد المدني يقرر بأن النسيان يعرض للنبي ، وقد يفعله الله فيه : فنسيان الوحي ظاهرية بشرية نبوية إلهية في القران . راجع تفسير الطبري لآية البقرة .106 . ويأتي الحديث فيبين لنا هذه الظاهرة الغريبة بالأمثال ويصف كيفيتها ومداها . نقل الطبري عن قتادة : ( كان ينسخ الآية بالآية بعدها ، ويقرأ نبي الله . الآية أو اكثر  من ذلك ثم تنسى وترفع) .

فمن الثابت اذن ( ان النبي أقرئ قرانا  ثم نسيه  كما انه من الثابت أيضا ان الله انزل أمورا من القران ثم رفعها .

وقد روى في الأخبار الصحاح أيضا بعض من القران الذي رفع: عن انس : ان أولئك السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة قرأنا بهم وفيهم كتابا ( بلغوا عنا قومنا آنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ! ) ثم ان ذلك رفع .

ويستنتج الطبري من الأخبار والأحاديث المتواترة عن نسيان النبي للوحي ، ورفع الله بعض ما انزل في القران فيقول : وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بإحصائها  الكتاب.

فإذا كان النبي ذاته  قد ينسى ما انزل اليه ، فكم بالأحرى القراء  الذين لم يكونوا أنبياء معصومين ؟  جاء ان ابا موسى الاشعري قال لخمسماية  من القراء بالبصرة : ( إنا  كنا نقرأ  سورة بطول السهم وحدها ، أما الآن فقد نسيتها  ما عدا بعض آيات منها.

وهناك أيضا ظاهرة غريبة فريدة يمتاز بها التنزيل القرآني ، ولا يقول بها الكتاب ، ولا الزبور ، ولا النبيون ولا الحكمة ولا الإنجيل، الا وهي إمكانية تدخل الشيطان في تحريف وافساد الوحي والتنزيل.

قال الجلالان في حديث الغرانيق : ( قرأ النبي في سورة النجم بمجلس من قريش بعد (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى)  بإلقاء الشيطان على لسانه من غير علمه به . . ( تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهن لترتجى) ) ففرحوا بذلك . ثم اخبره جبريل بم ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك فحزن . فسلي بآية الحج 52 – أخرجه البخاري عن ابن عباس أورده ابن إسحاق في السيرة ؛ وزاد في (أسباب النزول) : كثرة الطرق تدل على ان للقصة أصلا .  

وقد يكون للقصة اصل ، قد تكون مدسوسة . وانما لمشكل المحرج ما ورد في سورة الحج تبريرا للقصة . : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى (قرأ) ألقى الشيطان في أمنيته . فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته،  والله عليم حكيم ، ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) .

فهذه الآية تؤكد إلقاء الشيطان في قراءة النبي ما ليس من القران !. وتؤكد أيضا ان هذا الدس الشيطاني قد جرى لمحمد ، مثلا في سورة النجم ؛ ومما يزيد الامر خطورة ان النبي لم ينتبه اليه ولم يشعر به حتى اخبره جبريل .    

وتؤكد كذلك ، تعزية لمحمد ، ان هذا السهو ، وهذا التدخل الشيطاني اللاشعوري في الوحي قد حدث لسائر الرسل والأنبياء : (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى (قرأ) ألقى الشيطان في أمنيته ). فالقضية اخطر من إمكانية ، بل هي واقع تاريخي  يسجله القران على كل الأنبياء والرسل !.

وهذا الاذن الرباني الغريب بالسماح للشيطان ، بتحريف الوحي وإفساده أحيانا ، يدعمه سبب اغرب وأحرج (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض) أتسمح فتنة المنافقين بتحريف الوحي ، ولو لفترة ؟ وهل هذا السماح الذي بعده (يحكم الله آياته ) يزيد في الأعجاز لافحام الذين في قلوبهم مرض ؟ - الراسخون في العلم يقولون : آمنا ، كل من عند ربنا) آل عمران 7.

وقد يتخذ إبليس في فتنة الأنبياء عن التنزيل الحق وتبليغه أعوانا من الناس كما جرى لمحمد ، في فتنته عن الوحي وفي فتنته بهجرة إلى الشام  ارض الأنبياء :

( وان كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره ، واذا لاتخذوك خليلا . ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . – سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتا تحويلا ) الإسراء 73-77.  وعن ابن عباس : كادوا ليفتنوك ، ليستفزوك .  لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا  : لقد هممت ان تميل إليهم شيئا قليلا ). قال البيضاوي : والمعنى انهم قاربوا بمبالغتهم ان يوقعوك في الفتنة بالاستنزال ، عن الذي أوحينا إليك ، من الأحكام ، لتفتري علينا غير ما أوحينا إليك . وقد قاربت ان تميل إلى اتباع مرادهم . لكن ادركتك عصمتنا.

ألم تتأخر بعض الشيء في مثل هذه المواقف التي يذكرها القران بصراحة ؟

ويزيد الأمر غرابة واستغرابا ان الله اذن في فتنة جميع الأنبياء في الوحي والسيرة آنا بعد آخر : (سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتا تحويلا ) : أيسمح الله بفتنة أنبيائه لفتنة خلقه ؟ ! تلك سنة الله في رسله يفتن ما يشاء ويعصم متى يشاء!!.

وتبلغ الفتنة إلى العجلة في القران . ويتأسى محمد أيضا في ذلك بمثل الرسل ، وجدهم الأول آدم : ( ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضي إليك وحيه ، وقل : ربي زدني علما . ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ! ) طه114.  يطلب النبي زيادة العلم بالوحي، والقران حتى لا يعجل بتنزيله وحفظه وقراءته ، ويتأسى بمثل آدم الذي نزل عليه الوحي ، فأنساه إياه الشيطان ، وافسده عليه ، وأغرى آدم وأزله .   ولذلك علم القران محمد وأمته الاستعاذة من الشيطان عند قراءة القران : ( فإذا قرأت القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) نحل 98 ؛ جاء تعليم الاستعاذة بمناسبة التصريح بتبديل آية مكان آية ؛ وهذا يؤيد ما ورد في سورة  الحج52 .

انه لأمر غريب ، وأيم الحق ، ان يأمر القران محمدا وأمته بالاستعاذة من الشيطان الرجيم ، قبل الاستفتاح باسم الله  الرحمن الرحيم  .



أضف تعليق

لا يسمح بالكلمات التى يتطاول فيها صاحب التعليق على فكر او معتقد او شخص بعينه.. كما لا يسمح بنشر التعليقات التى تتضمن الفاظ تتنافى مع الاخلاق و الاداب العامة


كود امني
تحديث

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube