ما هي صفات الروح القدس؟

طباعة

ان كنتم تحبوني, تعملون بوصاياي وانا اطلب من الأب معينا آخر يبقى معكم الى الابد. ذلك هو روح الحق الذي لا يقبله اهل العالم لأنهم لا يرونه ولا يعرفونه. انتم تعرفونه لأنه ماكث معكم وسيكون فيكم. لا اترككم يتامى بل سأرجع اليكم. .... اما المعين الروح القدوس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكّركم بكل ما قلته لكم... ومتى جاء المعين الذي ارسله لكم من عند الاب, روح الحق الذي يأتي من الاب, هو يشهد لي وانتم ايضا تشهدون لي." (يوحنا14: 15-18, 26. 15 :26)

قبل ان يذهب الرب يسوع الى الصليب تكلم مع تلاميذه الذين كان مزمعا ان يتركهم, وكان يعرف انهم لن يستطيعوا ان يكملوا المسيرة بدونه لذلك وعدهم بمعزّي ومعين هو الروح القدس.

لم يأت المسيح لمجرد إعطائنا تعاليم ووصايا سماوية ثم يتركنا نتدبر أمرنا محاولين فهمها ومجاهدين في تطبيقها, لكنه يمكث معنا وفينا بالروح القدس ليساعدنا على فهم تلك الوصايا معطيا كل المؤمنين به قوة لطاعته.

من هو الروح القدس اذا  ؟
انه الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس. انه ليس شبحا غامضا، ولا قوة غير مرئية. انه اقنوم مساو من جميع النواحي، الآب و الابن. صفات الله كلها منسوبة اليه. وله معرفة غير محدودة. (1كو 2: 11)، وارادة غير محدودة (1كو 12: 11)،

إن الروح القدس هو ذات وليس مجرد قوة الهية او نفوذ او بركة او شعور او تأثير او ريح... لنا شركة معه.  (2كورنثوس13: 14) "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب ورابطة وشركة الروح القدس تكون معكم." 

ما هي صفات الروح القدس؟

1- له صفات الله .

ازلي سرمدي: (عبرانيين9: 14) "المسيح قدّم نفسه لله بروح أزلي كضحية بلا عيب."

يعلم كل شيء: (1كورنثوس2: 9-10) "روح الله يفحص كل شيء حتى اعماق الله... روح الله وحده هو الذي يعرف فكر الله."

قادر على كل شيء: (لوقا1: 35,37) "الروح القدس يأتي عليك وقوة العلي تظللك... ولا يستحيل على الله شيء."

موجود في كل مكان: (مزمور139: 7) "الى اين اهرب من روحك؟ الى اين اذهب من محضرك؟ إن صعدت الى السموات فأنت هناك. وإن فرشت لنفسي في عالم الموتى فأنت هناك ايضا!."

يصف الدكتور أدوين أور الروح القدس بقوله: "انه القائد الأعلى لجيش المسيح. وهو رب الحصاد، وسيد النهضات والخدمات التبشيرية والإرسالية. بدون موافقته كل تخطيط مصيره الفشل. ويجب علينا، كمسيحيين ان نجعل كل خططنا وأهدافنا توافق مع خطط واهداف الروح القدس لإنعاش الكنيسة وتبشير العالم.

أول إشارة إلى الروح القدس وردت في تكوين 1: 2. ويلاحظ أثره في كل العهد القديم ولكنه يصبح اكثر جلاء في حياة ربنا وخدمته. واخيرا، بعد صعود مخلصنا ليكون عن يمين الآب، أي مكان القوة، أرسل الروح القدس ليكون "معزيا" (يوحنا 14: 26, 15: 26)0 ان اللفظة اليونانية للكلمة يعزي هي "براقليط" ومعناها "الشخص المدعو لمرافقة" المسيحي كرفيق وصديق- وايضا الشخص الذي يبث الطاقة "ويشدد" "ويقوي" المؤمن بالمسيح.
روح الله 1 كورنثوس 3: 16
روح الحياة رومية 8: 2
روح الأ يمان 2 كورنثوس 4: 13
روح الحق يوحنا 13:16
روح النعمة عبرانيين 10 :29
روح القداسة رومية 1 :4
روح القوة 2 تيموثاوس 1: 7
2- لماذا جاء الروح القدس؟

2-  تنسب أليه أعمال الله:

الخلق: (ايوب33: 4) "روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني."

التجديد: (يوحنا3: 6) "يولد الشخص الولادة البشرية من أبويه, ويولد الولادة الروحية من الروح."

اقامة الموتى: (رومية8: 11) "إن روح الله الذي اقام يسوع من الموت ساكنا فيكم."

الوحي: (1بطرس1: 21) "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان, بل تكلم اناس الله القيسون مسوقين بالروح القدس..."

لقد جاء الروح القدس ليشهد للرب يسوع المسيح ويمجده. (يوحنا 16:
13-14). (وكما جاء يسوع ليرفع ويعلن الآب، كذلك أرسل الروح القدس ليرفع ويمجد الابن يسوع المسيح).
وبالتالي فأننا كلما جعلنا الروح القدس يتحكم في حياتنا زدنا حبا للرب يسوع المسيح وخدمته، وزدنا لمحبته وحضوره الدائم، لأننا حين نمتلئ بالروح القدس فأننا نمتلئ بيسوع المسيح. وحين يسيطر علينا الروح القدس يسيطر علينا يسوع المسيح، وهكذا حين نمتلئ بالروح القدس والرب يسوع المسيح فان قوة اعظم من قوتنا تنطلق فينا وبواسطتنا من أجل خدمة ناجحة وحياة منتصرة.

ان هذه الحقائق، تعرف المسيحي بالحقيقة المثيرة ألا وهي اتحاده بالمسيح "انتم في وأنا فيكم" (يوحنا 14: 20) نحن نستبدل قوته بضعفنا وقداسته وقوته بحالتنا الخاطئة و انهزامنا.
ونتيجة للعلاقة الجديدة بالمسيح، يصبح لدى كل مؤمن إمكانية الشهادة بقوة والعيشة المنتصرة على الخطية. هذه القوة الكامنة، أي حياة يسوع المسيح في كل مؤمن، تطلق بالأيمان حين يسلم المسيحي قيادته إلى الروح القدس. ومن حيث أن عمل الروح القدس هو تمجيد المسيح. فلدى يسوع المسيح الآن فرصة مطلقة ليعمل في المؤمن وبواسطته لتتميم أرادته الكاملة.

أن كل المسيحيين هم أعضاء في جسد المسيح. وكما أن الأجزاء المتعددة من الجسد البشري لها وظائف مختلفة كذلك أعضاء جسد المسيح لديهم مسؤوليات مختلفة في ملكوته. يجب على كل مسيحي ان لا يحتقر موهبة غيره.