من هو المسيح؟

PDFطباعةأرسل إلى صديق

عجيب

"لماذا تسأل عن اسمي و هو عجيب" (قضاة 18:13)، "و يدعى اسمه عجيباً" (إشعياء 6:9)، وعد الله من بداية الزمن أن يُعطى البشر مخلصاً لكي يخلصهم من خطاياهم، فاعتقدت حواء إن أول أولادها سيحطم عدوها الشيطان و يسحقه كما قال الرب الإله عنه للحية "هو يسحق رأسك و أنت تسحقين عقبه" (تكوين 15:3). لكن كان قايين سبب ألم لها. ثم وعد الله  ابراهيم بأن يتبارك في نسله جميع أمم الأرض (تكوين 18:22). ثم مرة أخرى وعد الرب داود بأن من نسله سيخرج الذي يملك إلى الأبد (مزمور11:132-12). و كل هذه الوعود تنطبق على شخص واحد فقط هو ربنا يسوع المسيح.

إقرأ ( إشعياء 6:9 ) ستجد أن الروح القدس ينظر إلى الوقت الذي كان سيولد فيه المسيح حيث يعطي الله ابنه الوحيد للعالم. و لقد أعلن الروح القدس أن المنقذ الموعود به سُيدعى بخمسة أسماء:-

عجيباً

مُشيراً

إلهاً قديراً

أباً أبدياً

رئيس السلام.

و الآن إلى أول هذه الأسماء "و يدعى اسمه عجيباً". سأل يعقوب قديماً ملاك الرب قائلاً "أخبرني باسمك؟ فقال له: لماذا تسال عن اسمي؟" (تكوين 29:32). و بعد ذلك بمئات السنين سأل منوح ملاك الرب أيضاً "ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نـُكرمك؟ فقال له ملاك الرب: لماذا تسال عن اسمي و هو عجيب؟.. و بعد ذلك عمل عملاً عجيباً"  (قضاة 17:13-19). و بعده سأل أجور بن متقية مسّا: "ما اسمه و ما اسم ابنه إن عرفت؟" (أمثال 4:30) و نرى في كل ما سبق التدرج في الإعلان عن اسمه  و عن شخصه.

فالرب يسوع هو بحق شخص عجيب و اسمه عجيب لأنه هو الله و إنسان في ذات الوقت     " و بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1 تيموثاوس 16:3). فهو ابن العلي "نـُعطى ابناً". ونرى هنا اللاهوت و لكنه أيضا وُلد كطفل   و سُمي يسوع كقول النبي إشعياء "لأنه يولد لنا ولد" و نرى هنا الناسوت. "و لكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه          (هنا نرى اللاهوت) مولوداً من امرأة (و هنا نرى الناسوت)" (غلاطية 4:4).

هل يوجد اعجب من ذلك؟ إن الرب يسوع عجيب و لا يستطيع العقل البشري أن يدركه،   فإنه يسمو فوق جميع البشر لكونه ابن الله و ابن الإنسان. قال المسيح له المجد "كل شيء قد دُفع إلي من أبى و ليس أحد يعرف الابن إلا الآب و لا أحد يعرف الآب إلا الابن و مَنْ أراد الابن أو يُعلن له" (متى 27:11).

و الرب يسوع له المجد:

- عجيب في أعماله "عجيبة هي أعمالك و نفسي تعرف ذلك يقيناً" (مزمور 14:139).

- عجيب في رأيه "عجيب الرأي عظيم الفهم" (إشعياء 29:28).

- عجيب في نوره "لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب"      (1 بطرس 9:2).

- عجيب في كلمته "عجيبة هي شهادتك لذلك حفظتها نفسي" (مزمور 129:119).

- عجيب في ولادته "و كل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة" (لوقا 18:2).

- عجيب في كلماته "و كان الجميع يشهدون له و يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه" (لوقا 22:4).

- عجيب في معرفته للكتب "فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب و هو لم يتعلم" (يوحنا 15:7).

- عجيب في معجزاته "فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل"     (متى 33:9). "رأى رؤساء الكهنة و الكتبة العجائب التي صنع" (متى 15:21).

- عجيب في محاكمته "فلم يجب يسوع أيضا بشيء حتى تعجب بيلاطس" (مرقس 5:15).

- عجيب في موته "فتعجب بيلاطس انه مات هكذا سريعاً" (مرقس 44:15).

- عجيب في قيامته "و بينما هم (التلاميذ) غير مصدقين من الفرح و متعجبون قال لهم         أ عندكم ههنا طعام" (لوقا 41:24).

- عجيب في ظهوره بالمجد مستقبلاً "متى جاء ليتمجد في قديسيه و يُتعجب منه في جميع المؤمنين" (2 تسالونيكي 10:1).

لأجل كل ذلك دعنا نفكر في ذلك الشخص العجيب باستمرار و نعطيه سجودنا و تسبيحنا من اجل ما هو في ذاته و من اجل كل ما صنع لنا. فنتذكر عجائبه (مزمور 11:77) متحدثين بها مع الآخرين "تحادثوا بكل عجائبه" (1 أخبار الأيام 9:16). و حينما ندخل إلى العمق في المعرفة الاختبارية و الشركة معه سنرى عجائب اكثر "هم رأوا أعمال الرب و عجائبه في العمق" (مزمور 24:107).

"يا رب أنت الهي أعظمك. احمد اسمك لأنك صنعت عجباً. مقاصدك منذ القديم أمانة و صدق" (إشعياء 1:25).

وَيُدعَى  اسمُهُ  عجيباً مُشيراً  إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السَّلام

( اشعياء 6:9 )



رب الارباب



لقب المسيح بلقب (الرب) كما لقب به أيضا أقنوماً الآب و الروح القدس. و قد جاء في العهد الجديد أن ( المسيح رب ) نحو 650 مرة، منها 170 مرة في الأناجيل الأربعة. و كل مسيحي حقيقي يستطيع أن يقول بالروح القدس أن " يسوع رب " (1 كورنثوس 3:12).      و أن "الله جعل يسوع هذا الذي(صلبه اليهود) رباً و مسيحاً" (أعمال 36:2). كما و يفتخر بأنه  عبد ليسوع المسيح (رومية 1:1).

و هناك عدة معانٍ لكلمة (رب)، و كلها تصدق على المسيح. فلقب الرب هو الذي يطلقه التلميذ على معلمه، و يطلقه الخادم على سيده، و أيضا العابد على إلهه. و نحن تلاميذ المسيح و هو معلمنا، خدامه و هو سيدنا، عابدوه و هو إلهنا.

المسيح رب بمعنى المعلم: قال المسيح لتلاميذه "انتم تدعونني معلماً و سيداً و حسناً تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت أنا السيد و المعلم..." ( يوحنا13:13-14 ). و لقد أوصى تلاميذه "فلا تُدْعَوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح، و انتم جميعاً اخوة" (متى 8:23).

المسيح رب بمعنى السيد: عندما ظهر المسيح لشاول الطرسوسي و هو في الطريق إلى دمشق، سأله شاول "يا رب ماذا تريد أن افعل؟" (أعمال 6:9). و لقد قدمت المطوبة مريم نصيحة رائعة للخدام في عرس قانا الجليل، إذ قالت "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنا 5:2). نعم فهو الرب، أي السيد، الذي يأمر فيُطاع.

المسيح رب بمعنى انه هو الله: بعد قيامته من الأموات ظهر للتلاميذ و قال لتوما "هات إصبعك..." ، أجاب توما و قال "ربي و الهي!" (يوحنا 28:20).

و المؤمنون الآن يسبحون للمسيح و يكرمونه و يدعون باسمه (ا كورنثوس 2:1)، و يكرزون به رباً (2 كورنثوس 5:4)، و يعبدونه (رومية 11:12)، و يخبرون بموته   (1 كورنثوس 26:11)، و ينظرون مجده بوجه مكشوف (2 كورنثوس 18:3)، أما الذين لا يعترفون به رباً على حياتهم فسيقضي عليهم لأنه رب الأرباب، صاحب السيادة الحقيقي   على كل شيء. و سيتم المكتوب "تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الأرض و من تحت الأرض، و يعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فيلبي10:2-11).

و يرتبط بهذا الاسم الكريم أسماء أخرى مثل:

رب الكل (أعمال 36:10، انظر أيضا رومية 12:10)

رب المجد (1 كورنثوس 8:2، يعقوب 1:2)

رب السلام (2 تسالونيكي 16:3)

رب السبت (متى 8:12)

رب الجنود (يعقوب 4:5)

رب البيت (متى 25:10)

رب السماء (دانيال 23:5، انظر أيضا 1 كورنثوس 47:15)

رب الأرض (رؤيا 4:11)

رب الملوك (دانيال 47:2)

ربي (فيلبي 8:3)

أخي .. أختي .. هل تعرفت على الرب يسوع المسيح؛ رب الأرباب الذي هو المعلم العظيم، و السيد القدير، و الإله المحب الذي احبك و بذل   حياته لأجلك. انه يبحث عنك حتى الآن. و بقبولك له يكون المسيح يسوع رباً على حياتك.

يسوع المسيح هو

مَلِكُ المُلُوكِ وَرَبُّ الأَربَابِ

( رؤيا يوحنا 16:19 )



رئيس السلام



عندما دخل الإنسان في الخطية دخل قلبه الخوف، فقال آدم للرب "سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت" (تكوين 10:3). و كل البشر أخطأوا و بالتالي صاروا خائفين من الله و لا يشعرون بالسلام "لا سلام قال الهي للأشرار" (إشعياء 22:48). و بحق ما اقل السلام على هذه الأرض. لكن الرب يسوع المسيح "رئيس السلام" جاء إلى العالم فهتفت الملائكة "المجد لله في الأعالي و على الأرض السلام و بالناس المسرة" (لوقا 14:2)، ثم مات من اجل خطايانا فصنع لنا السلام "تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا" (إشعياء 5:53)، "عاملاً الصلح(أي السلام)بدم صليبه" (كولوسي 20:1). لذلك يخبرنا الروح القدس أن المسيح هو سلامنا (افسس 14:2) و هو أيضا "رب السلام" (2 تسالونيكي 16:3). لذلك ممكن لأي شخص أن يمتلك الآن السلام مع الله بالإيمان بالمسيح "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 1:5). هذا السلام مع الله هو سلام الضمير إذ أصبح للمؤمن ضمير مطهر غير مُثقل بالخطايا لأنه تيقن أن المسيح حمل جميع خطاياه على الصليب.

و لنا كمؤمنين "سلام الله الذي يفوق كل عقل" يحفظ قلوبنا و أفكارنا في المسيح يسوع        (فيلبي 7:4). فالرب أعطى تلاميذه سلامه إذ قال "سلاماً اترك لكم. سلامي أعطيكم"        (يوحنا 27:14). أي نفس السلام الذي كان متمتعاً به هو هنا على الأرض، فلقد كان الرب متمتعاً بالسلام رغم مقاومة الأعداء له. و عندما يقول في ( إشعياء 6:9 ) إن الرب هو          " رئيس السلام " فهذا يعني انه سيحكم العالم بالسلام عندما يأتي للملك على الأرض ألف سنة، عندئذٍ لا تكون هناك حرب " لا ترفع أمة على أمة سيفاً و لا يتعلمون الحرب فيما بعد " (إشعياء 4:2). كانت العاصفة تزأر و البحر الصاخب يقذف الصخور بأمواجه العاتية، كانت البروق تلمع و الرعود تقصف و الرياح تزمجر... لكن العصفور الصغير كان نائماً في فجوة الصخر و قد ستر رأسه بجناحيه، آمناً مطمئناً، هذا هو السلام.. السلام هو أن نقدر على  النوم في قلب العاصفة. في المسيح لنا الراحة و الطمأنينة و السلام مهما كان يحيط بنا في  هذه الحياة من حيرة و تشويش و مشاكل معقدة. العاصفة تزأر و تهيج لكن قلوبنا هادئة مطمئنة.

أخي .. أختي .. انك تستطيع اليوم أن تمتلك السلام مع رئيس السلام. سلاماً مع الله بالإيمان القلبي بالرب يسوع الذي مات لأجلك و الذي قال مرة للمرأة الخاطئة التائبة "أذهبي بسلام" (لوقا 50:7) و تتمتع أيضا بسلام في كل ظروف حياتك فتقول مع المرأة الشونمية في اشد الظروف المؤلمة "سلام" (2 ملوك 23:4-26).

وَيُدعَى  اسمُهُ  عجيباً مُشيراً  إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السَّلام

( اشعياء 6:9 )



خبز الحياة



في إنجيل يوحنا توجد سبعة تعبيرات نطق بها الرب يسوع تبدأ بالقول (أنا هو). و أول هذه التعبيرات هو "أنا هو خبز الحياة". لقد اشبع الرب الجموع بخمسة أرغفة و سمكتين، و فضل عنهم. و في اليوم التالي بحثوا عنه إلى أن وجدوه؛ لكن الرب كشف دوافع قلوبهم – لأنه الإله العليم الذي به توزن الأعمال- انهم يطلبونه لأنهم أكلوا من الخبز و شبعوا. و ابتدأ يحول أفكارهم عن الخبز المادي إلى شخصه المبارك، خبز الحياة. و يُذكر عن الرب في يوحنا 6 انه :

الخبز الحقيقي.

الخبز النازل من السماء: أي انه سماوي.

خبز الله.

خبز الحياة: أي الذي يعطي الحياة و يحفظها و يغذيها.

الخبز الحي: أي أن المسيح له حياة في ذاته.

و لكن يأتي سؤال هام؛ و هو : لماذا شبه نفسه بالخبز؟ ذلك لعدة أسباب منها:-

1. لأن الخبز هو طعام ضروري للحياة: و هكذا بدون المسيح يهلك الإنسان إلى الأبد.

2. الخبز هو طعام مناسب للكل: يوجد بعض الناس لا يأكلون الحلوى، و البعض الآخر لا يأكل اللحوم؛ لكن الكل يأكل الخبز. انه طعام الأغنياء و الفقراء. هكذا المسيح يقابل كل احتياجات البشر المختلفة.

3. الخبز هو طعام يومي: لا يؤكل في فصول معينة من السنة؛ بل هو لازم للحياة اليومية . و هكذا فالمسيح هو طعامنا اليومي لكي نتغذى عليه.

4. الخبز هو طعام مشبع: و هكذا إذا ذهبنا بعيدا عن المسيح نختبر الجوع مثل الابن الضال (لوقا 15).

5. الخبز يدخل في كياننا: فبعد هضمه يتحول إلى خلايا في أجسادنا. هكذا المسيح، بالإيمان صار هو حياتنا.

6. المراحل التي يمر بها الخبز قبل أن نأكله: فهو ينمو سنابل قمح، تُقطع و تُدرس و تُطحن إلى دقيق، ثم تدخل النار لتصير خبزاً. و المسيح قُطع من ارض الأحياء و سُر الله أن يسحقه بالحزن، و اجتاز نيران عدالة الله عندما اخذ مكاننا فوق الصليب محتملا دينونة خطايانا، و بذلك اصبح خبزاً مناسباً لحياتنا الروحية.

7. الخبز هو طعام شخصي: فلا يمكن أن يأكل أحد الخبز بدل الآخر، كل واحد يأخذ طعام نفسه.

أخي .... أختي؛ إن الأكل من الخبز ضرورة لكي يحيا الإنسان. قد يُعجب واحد بالخبز      و يتكلم عنه دون أن يأكل، نصيب هذا الشخص هو الموت و الهلاك. لذلك ينبغي أن تعبر  عن احتياجك و جوعك للمسيح فتأتي إليه بالإيمان فتجد فيه الشبع و الحياة؛ انه من قال …

"أنا هو خبز الحياة … من يُقبل إلي فلا يجوع، و من يؤمن بي

فلا يعطش أبداً" ( يوحنا 35:6



أبا أبديا



الاسم الرابع الذي أعطى للابن في ( إشعياء 6:9 ) هو "أبا أبديا" أي أب الأبدية و هذا يعني انه أبو الدهور "ملك الدهور الذي لا يفنى و لا يرى الإله الحكيم الوحيد وحده له الكرامة و المجد إلى دهر الدهور" (1 تيموثاوس 17:1).



بحق انه من الرائع أن نعرف إن الله كلي الحكمة و له المشورة الصالحة. و أن له التحكم الكامل فوق كل الدهور و العصور، و لا يمكن أن يخطئ. و لا يوجد قوة تغير غرضه. و إن ربنا يسوع المسيح هو الله القدير، أب الأبدية ، الخالق لكل الدهور الذي هو محور و مركز كل شيء في السماء و على الأرض و حول شخصه المبارك يدور الكل.



و يقول عنه في ( كولوسي 17:1 ) إنه " قبل كل شيء " لكنه صار إنسانا، و ولد على هذه الأرض، و كانت له بداية كانسان، و حمل بالأيدي كطفل صغير، بل حمل أيضا إلى القبر حينما مات، لكنه قام و قال ليوحنا كالمقام " أنا الأول و الآخر و الحي و كنت ميتاً و ها أنا حي إلى ابد الآبدين " (رؤيا 17:1-18).

أخي .. أختي .. هل تقابلت مقابلة حقيقية مع الرب يسوع المسيح " أب الأبدية " و الحي إلى ابد الآبدين أم ترفضه؟ إذا كنت تقابلت معه و سلمت له حياتك فبالتأكيد تكون لك حياة أبدية  أما إذا رفضته فيكون نصيبك الموت الأبدي..

وَيُدعَى  اسمُهُ  عجيباً مُشيراً  إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السَّلام

( اشعياء 6:9 )



القيامة والحياة

هل تعرف ملك الأهوال، ذلك العدو المخيف الذي يرعب كل الناس؟ إنه الموت ..الموت الذي جاء نتيجة للخطية (رومية 23:6) و سبب رعب الناس منه أن " وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " (عبرانيين 27:9). لكن لا تخف إذا كنت مؤمناً حقيقياً لأن الرب يسوع ابطل الموت و أنار الحياة و الخلود. و هو الذي أعلن عن شخصه قائلاً " أنا هو القيامة و الحياة ".

جاء الموت إلى بيت عنيا، و بكت مرثا و مريم و الكثيرون على لعازر، لكن جاء المسيح أيضا إلى بيت عنيا، و أعلن لمرثا قائلاً أنا هو القيامة و الحياة، أي انه فيه القيامة و فيه  أيضا الحياة في عدم خضوعها للموت، و هذا الإعلان العظيم يعلن عن جسد حقيقة شخصه، انه الله الظاهر في الجسد. لأن القيامة عمل من أعمال الله " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات و يحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء " (يوحنا 21:5).

لقد قهر المسيح الموت في حياته بإقامة كثيرين من الأموات، فأقام ابنة يايرس و ابن      أرملة نايين و لعازر بعد دفنه في القبر أربعة أيام. نعم إن الذي يأمر الميت في قبره فيقيمه   و يمنحه الحياة هو الخالق المحيي القادر على كل شيء. ثم قهر المسيح الموت أيضا عند موته، إذ قام كثير من أجساد القديسين الراقدين (متى 52:27). ثم قهره عندما قام هو من الأموات في اليوم الثالث بقوته الذاتية (يوحنا 18:10).

و يقهر الرب الموت حالياً عندما يخلص الإنسان الخاطئ الميت بالذنوب و الخطايا فيقيمه من قبر خطاياه و يعطيه الحياة " تأتي ساعة و هي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله و السامعون يحيون " (يوحنا 25:5). و قريباً جداً سيأتي الرب للاختطاف، و في لحظة مجيئه سنتقابل معه في مجموعتين :- الأموات في المسيح يقومون أولا و هذه هي قيامة        الحياة (يوحنا 29:5) و هذا توضحه كلمات الرب " من آمن بي و لو مات فسيحيا "             (يوحنا 25:11). ثانياً:- المؤمنون الأحياء الذين على الأرض ستتغير أجسادهم في لحظة في طرفة عين و يكونون في حضرة المسيح بدون موت و هذه هي كلمات الرب "و كل من كان حياً و آمن بي فلن يموت إلى الأبد" (يوحنا 26:11).

أما الأشرار الأموات فسيقامون في قيامة أخرى تسمى "قيامة الدينونة" (يوحنا 29:5) و سيدانون طبقاً لشرورهم ثم يطرحون في البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت و هذا هو الموت الثاني (رؤيا 11:20-15).

أخي...أختي .. هل ما زلت في قبر خطاياك؟ ألا تعلم إن المسيح له المجد مستعد أن يقيمك و يعطيك الحياة؟ تعال إليه بالإيمان الآن فتنال الحياة الأبدية.

أنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَياةُ. مَنْ آمَنَ بي وَلَو مَاتَ فَسَيَحيَا

( إنجيل يوحنا 25:11 )



القدوس

أحد أسماء الرب يسوع المسيح هو "القدوس" ( إشعياء 15:57 ) و هذا الاسم يصف الرب  في جوهره، في ذاته، في طبيعته. و هناك فرق بين كلمة قدوس و كلمة مقدَّس؛ فالقدوس  صفة لا تطلق إلا على الله وحده "ليس قدوس مثل الرب" (1 صموئيل 2:2) أما المقدَّس فهي صفة تطلق على البشر الذين ارتبطوا بالمسيح بالإيمان.

و من كلمة الله نعلم أن الرب يسوع هو القدوس من الأزل و إلى الأبد:

ففي الأزل: هو القدوس، إذ قبل تجسده رآه النبي اشعياء جالساً على كرسي عالٍ       و أذياله تملأ الهيكل و الملائكة يسبحون قائلين "قدوس قدوس قدوس رب الجنود، مجده ملء كل الأرض" (اشعياء 3:6).

و في ولادته: يعلن الملاك جبرائيل للمطوبة مريم "القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لوقا 35:1).

و في التجربة: انتصر على إبليس و هو في البرية لأنه القدوس، و قد قال بعد ذلك "رئيس هذا العالم (أي إبليس) يأتي و ليس له فيّ شيء" (يوحنا 30:14).

في حياته: شهد الآب عنه قائلاً "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، و قال لأعدائه "من منكم يُبكتني على خطية"، و حتى الروح النجس عرفه إذ قال له "أنا أعرفك من أنت: قدوس الله" (مرقس 24:1).

في موته: يقول عنه بطرس الرسول "انتم أنكرتم القدوس البار" (أعمال 14:3).      و الروح القدس يسجل عنه انه بعد موته لن يرى فساداً لأنه القدوس "لا تدع قدوسك  يرى فساداً" (أعمال 27:2).

و في المجد الآن: هو القدوس الحق، كما نراه في سفر الرؤيا (رؤيا 7:3، 8:4).

في المكتوب: شهد عنه الكثيرون انه القدوس و بلا خطية، نذكر منهم ثلاثة: الرسول بولس الذي قال عنه "لم يعرف خطية" (2 كورنثوس 21:5)، و الرسول بطرس و قال عنه "الذي  لم يفعل خطية" (1 بطرس 22:2)، و يوحنا الرسول قال عنه انه "ليس فيه خطية"              (1 يوحنا 5:3).

أحبائي .. ليتنا كمؤمنين نتمثل به في كل فكر و كل قول و كل تصرف؛ متذكرين كلمات الكتاب "بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1 بطرس 15:1-16).

قُدُّوسٌّ قُدُوسٌّ قُدُوسٌ رَبُّ الجُنُوِد، مَجْدُهُ مِلُء كُلِّ الأَرْضِ

(اشعياء 3:6)



الكرمة الحقيقية

"أنا (هو) الكرمة الحقيقية" (يوحنا 1:15). هذه هي المرة السابعة و الأخيرة لعبارة  " أنا هو ..." المذكورة في إنجيل يوحنا. و هنا يذكرها الرب بالارتباط بالكرمة الحقيقية،  و الكرمة هي شجرة العنب، و هي أول شجرة يذكر الكتاب المقدس أن إنساناً قد زرعها         (تكوين 20:9). و الكرمة وُجدت لكي تثمر، لأنه لا يؤخذ منها شيء لعمل ما، فلا نستطيع أن نصنع من خشبها أبوابا أو شبابيك (حزقيال 15).

و لقد شـُبه بنو إسرائيل في العهد القديم بكرمة (مزمور 8:80، إشعياء 1:5-7) اعتنى بها الله، و كان منتظراً ثمراً لمجده، لكن للأسف هذه الكرمة صنعت عنباً رديئاً، إذ بدل العدل  وجد الظلم و نزع الحق. و هكذا رفض الله تلك الكرمة الأرضية التي لم تعد شاهدة لمجده،   و أتى الرب يسوع المسيح على الأرض ليكون هو وحده الكرمة الحقيقية الذي يشهد و يثمر لله، إذ قال في صلاته للآب" أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يوحنا 4:17). و تذكر كلمة (الحقيقي) أيضا عن الرب في اوجه مختلفة:-

فهو النور الحقيقي (يوحنا 9:1) و ذلك بالمقابلة مع يوحنا المعمدان الذي هو السراج  (يوحنا 35:5). و هو الخبز الحقيقي (يوحنا 32:6) و ذلك بالمقابلة مع المن الذي أكله الآباء في البرية و ماتوا.

و عندما شبه الرب نفسه بالكرمة، فالأغصان في هذه الكرمة هم المؤمنون و هم جزء منه،    و هنا نجد صورة للوحدة الرائعة  و الاتصال المستمر بين الرب و المؤمنين، و أيضا وحدة المؤمنين معاً، لأن كل الأغصان تستمد نفس العصارة من الكرمة الواحدة، لذلك يحدث انسجام تام بين المؤمنين إذا كانوا في شركة قوية مع الرب.

و أيضا نجد الامتياز و المسؤولية، فامتياز المؤمنين انهم أغصان في الكرمة أي يشاركون ذات طبيعة و حياة المسيح فيهم، أما المسؤولية فهي الثبات في المسيح للإتيان بالثمر فيقول الرب "الذي يثبت فيّ و أنا فيه هذا يأتي بثمر كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً". و نتيجة لثبات الغصن في الكرمة فإنه يتمتع بدسم و عصارة الكرمة فيظهر الثمر،  و هكذا المؤمن يجب أن يثبت في المسيح " اثبتوا فيّ " أي المشغولية به و الوجود في     الشركة المستمرة معه، و ذلك بقراءة كلمة الله و الصلاة و الشركة مع المؤمنين و بذلك يمكنه أن يعمل ما يُسر قلب الله. و الثمر هو ظهور صفات المسيح فينا.

أخي .. أختي .. هل تعلم لماذا أوجدك الله على الأرض؟ هل لكي تأكل و تشرب و غداً تموت؟ كلا... بل لقد أوجدك لكي تثمر ثمراً كثيراً به يتمجد الآب و به تـُظهر انك تلميذ للمسيح.

قال الرب يسوع له كل المجد

أنا الكرمة الحقيقية

( إنجيل يوحنا 1:15 )



الطريق

كل الطرق تؤدي إلى روما، لكن هناك طريقاً واحدة تؤدي إلى السماء. هذه الطريق هي الرب يسوع المسيح الذي قال عن نفسه " أنا هو الطريق ".

عندما سقط الإنسان في الخطية، تاه في برية لا طريق فيها، و اصبح عاجزاً عن أن يكون في علاقة مع الله " كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه " (إشعياء 6:53). و لقد قال الرب لقايين بعد أن قتل أخاه هابيل " تائهاً و هارباً تكون في الأرض " (تكوين 12:4). و ما اصعب أن يضل شخص و لا يعرف الطريق. وللأسف إن ملايين من الناس يظنون انهم  يجب أن يعملوا أعمالا صالحة لكيما يمكنهم الوصول إلى السماء؛ مثل التبرع بالمال للمشروعات الخيرية أو مساعدة الفقراء، أو أن يكونوا لطفاء في معاملتهم للآخرين؛ و لكن هذه الطريق خاطئة جداً و هي التي سلكها قايين قديما و الروح القدس يحذر قائلاً " ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين " (يهوذا 11)، و أيضا " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة و عاقبتها طرق الموت " (أمثال 12:14).

لكن شكراً للرب لأنه أعلن لنا انه هو الطريق الوحيدة للآب، إذ قال " ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " (يوحنا 6:14). فالمسيح-له المجد- هو السلم الذي يربط الأرض بالسماء، يربط الإنسان الخاطئ بالله القدوس (1 تيموثاوس 5:2). فالخاطئ لا يستطيع الاقتراب إلى الله، لكن الله في شخص ابنه أتى إلى الخطاة، فيقول الرسول بولس " المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا " (1 تيموثاوس 15:1). لقد كان يطلق على المسيحية في البداية اسم (الطريق) (أعمال 2:9، 9:19)، و ذلك لارتباطها بالرب يسوع المسيح، الذي هو الطريق.

أخي..أختي.. هل وجدت الطريق إلى الله؟ أم ما زلت تائهاً بعيداً عنه بسبب خطاياك؟ تعالَ كما أنت إلى الرب يسوع، معترفاً بخطاياك، واثقاً في محبته لك، مؤمناً بكفاية عمل الصليب؛ فتتمتع بالسلام و الشركة مع الله.

قال الرب يسوع له كل المجد

أنا هُوَ الطَّريقُ والحَقُّ و الحَياة

( إنجيل يوحنا 6:14 ) 



الراعي الصالح

المؤمن الحقيقي هو أحد خراف المسيح الغالية على قلبه، و بالتالي فإن له راعياً عظيماً يحبه هو الرب يسوع. لذلك تغنى داود قائلاً "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء" (مزمور 1:23)،     و قال اشعياء "كراعٍ يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان و في حضنه يحملها و يقود المرضعات" (إشعياء 11:40) و يعلن الرب يسوع عن نفسه انه هو "الراعي الصالح" أي انه الراعي الإلهي لأن الصلاح صفة الله وحده، "و ليس أحد صالحاً إلا واحد و هو الله" لذلك الراعي الصالح لم يعبر عن هويته انه هو الله. و ما أعظمه ضماناً للخراف أن يكون الله الظاهر في الجسد هو راعيهم.

ما هي مميزات الراعي الصالح؟

الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف .

قديما كان الخروف يموت من اجل الراعي، مثل ما حدث مع هابيل إذ قدم من أبكار غنمه و من سمانها. لكن المسيح لأنه "الراعي الصالح" فإنه وضع حياته طوعاً و اختياراً بدلاً عن الخراف لكي يخلصوا من الموت الأبدي و ينالوا الحياة الأبدية بالإيمان باسمه.

الراعي الصالح يعرف خاصته و خاصته تعرفه:

فالرب يسوع يعرف كل مؤمن معرفة جيدة، فهو يعرفك بإسمك، و يعرف طبيعتك،   و يعرف مشاكلك و التجارب التي تمر بها، و لكنه أيضا يعرف كيف يعالجها.        و الخراف أيضا تعرف راعيها كمعطي الراحة، و الذي يردها حين تضل، و يشجعها في التجارب. بعد أن مات المسيح و قام ارتفع إلى السماء و يحيا الآن في المجد لأجلنا كراعي الخراف العظيم (عبرانيين 20:13) الذي يهتم بنا و يطعمنا من كلمته المشبعة، و يروينا و يقودنا بالروح القدس، لذلك يستطيع كل مؤمن أن يقول                    " الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم " (تكوين 15:48). و عندما نصل إلى المجد سنرى الرب كرئيس الرعاة الذي يُعطي إكليل المجد الذي لا يُبلى لمن يرعون   و يهتمون بقطيعه (1 بطرس 4:5).

أخي...أختي... إن كنت لم تصبح بعد أحد خراف المسيح، و بعد أن رأيت تضحية الرب يسوع الراعي الصالح و موته لأجلك أنت شخصياً على الصليب؛ هل تأتي إليه محتمياً في  دمه الكريم لتـُغفر خطاياك؟ و يا من تمتعت بالسلام مع الله هل تثق أن راعيك الصالح هو المسؤول عن كل أمورك الصغيرة و الكبيرة ؟ لذلك لا تقلق و لا تهتم..

أنا هُو الرَّاعي الصَّاِلحُ. والرَّاعِي الصَّالِحُ يَبذُلُ نَفسَهُ عن الخِرَافِ.

( إنجيل 11:10 ) 



الحق

إن كان ما في العالم هو ظلال و خداع، خرافات و كذب، فهذا ليس بالشيء الغريب؛ ذلك لأن رئيس هذا العالم هو إبليس المُضِل الذي يُضِل العالم كله (رؤيا 9:12). لكن شكراً للرب يسوع لأنه جاء إلينا و أعلن عن نفسه قائلاً "أنا هو الحق".

و الحق هو الذي يكشف حقيقة الأشياء و يُظهرها. لذلك فالمسيح له المجد هو الحق؛ لأنه كشف لنا عن قلب الله المحب، و أظهر كمال قداسته و حكمته و قوته و نعمته، و هو أيضا كشف فساد الإنسان و ذلك لأنه هو القدوس، و كشف تمرد الإنسان و ذلك بطاعته الكاملة لله، و كشف كبرياء الإنسان و ذلك بتواضعه، و كشف بغضة الإنسان و ذلك بمحبته.

الرب يسوع هو الحق، و الروح القدس هو أيضا الحق  " والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق " (1 يوحنا 6:5) ، و كلمة الله هي أيضا الحق"قدسهم في حقك .    كلامك هو حقٌ " (يوحنا 17:17). و نحن الذين قبلنا المسيح، الذي هو الحق، يجب أن نعمل الحق " إن قلنا إنّ لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحقّ "   (1 يوحنا 6:1)، و أن نعيش طبقاً للحق (غلاطية 14:2)، و أن يكلم كل إنسان قريبه     بالحق (زكريا 16:8)، و أن نقتني الحق و لا نبيعه (أمثال 23:23).

أخي..أختي.. هل ينفعك هذا العالم الباطل المملوء بالمغريات و الظلال؟ كلا..

لقد سأل بيلاطس المسيح له المجد قائلاً "ما هو الحق؟" و لكنه للأسف لم يسمع الإجابة، بل خرج و ترك الرب يسوع، و استمر في ضلاله، فخسر نفسه. لذلك أدعوك أن تأتي مسرعاً بالإيمان القلبي بالمسيح الذي هو الإله الحق (1 يوحنا 20:5) فتتحرر من سيادة الخطية و عبودية إبليس و تختبر قول الرب يسوع:

"و تعرفون الحق، و الحق يحرركم"

(يوحنا 32:8)

قال الرب يسوع له كل المجد

أنا هُوَ الطَّريقُ والحَقُّ و الحَياة

( إنجيل يوحنا 6:14 )



الحياة

عندما اخطأ آدم دخلت الخطية إلى العالم و بالخطية الموت و هكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع (رومية 12:5). و بذلك صار الكل أمواتا بالذنوب و الخطايا لكن شكراً للرب يسوع المسيح لأنه أعلن عن نفسه قائلاً " أنا هو الحياة " .

و هناك نوعان من الحياة: حياة طبيعية و حياة روحية. و الرب يسوع المسيح هو المصدر الوحيد لكل نبضة حياة طبيعية، سواء في الكائنات الحية المنظورة أو غير المنظورة مثل الملائكة، " لأننا به نحيا و نتحرك و نوجد " (أعمال 28:17). و أيضاً هو ينبوع الحياة الروحية " الابن أيضا يُحيي من يشاء " (يوحنا 21:5) و لكي نأخذ نحن الحياة كان ينبغي   أن يموت الرب يسوع على الصليب وقد فعل ذلك بسرور، " أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل " (يوحنا 10:10) " خرافي تسمع صوتي..و أنا أعطيها حياة أبدية " (يوحنا 27:10-28).

(الحياة) لقب من ألقاب المسيح، " الحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أظهرت لنا "    (1 يوحنا 2:1)، كذلك هو " خبز الحياة " (يوحنا 35:6) و هو " القيامة و الحياة "          (يوحنا 25:11) و " رئيس الحياة " (أعمال 15:3) و " كلمة الحياة " (1 يوحنا 1:1).

أخي..أختي.. إذا كنت بعيدا عن الله فأعلم إنك ميت بالذنوب و الخطايا، ميت بالنسبة لله،  ميت بالنسبة للأمور الروحية و السماوية. لكن حينما تؤمن إيمانا قلبياً بالرب يسوع الذي  احبك و مات من أجلك على الصليب فإنك تنتقل من الموت إلى الحياة. لذلك تعال إليه تائباً، تعال إليه مُسرعاً، تعال إليه الآن فتأخذ الحياة الأبدية.

"من له الابن فله الحياة. و من ليس له إبن الله فليست له الحياة"

(1 يوحنا 12:5).

قال الرب يسوع له كل المجد

أنا هُوَ الطَّريقُ والحَقُّ و الحَياة

( إنجيل يوحنا 6:14 )



الباب

لقد كنا بالطبيعة منفصلين عن الله القدوس و مطرودين من حضرته بسبب خطايانا و شرورنا و لكن لأن المسيح اخذ مكاننا على الصليب محتملا الدينونة صار هو الباب الذي يقود إلى حضرة الله، و الباب يتكلم عن سهولة الدخول، فالشخص يحتاج إلى خطوة واحدة فقط و الذي كان خارجا يصبح داخلاً، فالنفس التي تؤمن بالرب يسوع إيمانا قلبياً تدخل مباشرة إلى  حضرة الله و تكون في علاقة معه.

لكن نلاحظ إن الرب لم يقل انه هو باب لكن الباب و أداة التعريف توضح أن هناك باباً  واحداً، لقد كان للفلك باباً واحداً و لخيمة الاجتماع-حيث يجتمع الشعب مع الله- باب واحد، هكذا الآن يوجد باب واحد يقود الإنسان إلى حضرة الله، هذا الباب هو المسيح الذي ليس  بأحد غيره الخلاص. و الذي يدخل من هذا الباب يتمتع بامتيازات المسيحية الثلاثة:-

يخلص: أي يخلص من عقوبة الخطية و سيادتها.

يدخل و يخرج: هذا تعبير يعبر عن الحرية الكاملة.

يجد مرعى: أي الشبع الدائم بالمسيح الذي هو طعامنا الروحي و أيضا في المرعى نجد الراحة (مز23).

أخي..أختي.. هل دخلت من هذا الباب الذي هو المسيح نفسه؟ تذكر انك لا تحتاج لكي تقرع على الباب لكي تدخل لأن الباب مفتوح لك، و مفتوح لأي إنسان، و لكن سيغلق قريباً     (لوقا 25:13) هوذا الآن يوم خلاص (2 كورنثوس 2:6) و لكن سيتبعه يوم الغضب العظيم (رؤيا 17:6). لذلك ادخل من هذا الباب الآن ما دام الوقت مقبولاً..

أنا هُو الباب . إن دَخَلَ بي أحد فَيَخلُص ويَدخُلُ ويخرُجُ ويجدُ مرعىً

( يوحنا 9:10 )



الألف والياء

البداية والنهاية

الأول والآخر

هذه الأسماء الثلاثة تعبر عن مجد و لاهوت ربنا يسوع المسيح، و لقد ذُكرت ثلاث مرات  في سفر الرؤيا (17:1، 8:2، 13:22) عن الرب يسوع المسيح، و ذكرت أيضا ثلاث مرات في نبوة اشعياء (4:41، 6:44، 12:48) عن الله. و هذا يوضح أن الرب يسوع هو نفسه الله.

الألف و الياء: الألف هو الحرف الأول في الأبجدية العربية (و يقابل الحرف "ألفا" في اللغة اليونانية)، و يشير إلى أن المسيح له كل المجد هو قبل كل شيء؛ لأنه الأزلي. و الياء هو الحرف الأخير في الأبجدية العربية (و يقابله "أوميجا" في الأبجدية اليونانية)، و يشير إلى انه لا شيء بعد المسيح؛ لأنه الأبدي. فالرب يسوع هو الألف و الياء؛ أي لا شيء قبله و لا شيء بعده. و لقد قال الرب لشعبه القديم "قبلي لم يصور اله و بعدي لا يكون" (إشعياء 10:43).

البداية و النهاية: فالمسيح له كل المجد هو بداية كل شيء، فهو الخالق (يوحنا 3:1)، و هو أيضا نهاية كل شيء، و كل شيء في النهاية سيؤول إلى مجده.

الأول و الآخر: الرب يسوع هو أول كل شيء و آخر كل شيء و ما بينهما. فهو الأول؛       و في هذا إعلان عن سموه و تفوقه و عظمته فهو السامي المرتفع كما قال المرنم "يا رب الهي قد عظمت جداً، مجداً و جلالاً لبست" (مزمور 1:104). فليس هناك شخص اعظم منه، فهو قبل الكل و فوق الكل، و هو الآخر أي بعد الكل هو غاية كل شيء.

أخي .. أختي، هل عرفت عظمة و لاهوت ربنا يسوع المسيح من خلال أسمائه العظيمة له؟ هل الرب يسوع المسيح هو الأول في حياتك؟ هل تحب الرب المحبة الأولى أي المحبة الفضلى و العظمى؟ هل تعطي أول أوقات اليوم للرب كما قال له المرنم "إليك أبكر" ؟ هل المسيح له المجد هو الهدف النهائي لكل تصرفاتك؟ ليت الرب يسوع يكون هو الأول و الآخر في حياتك.

قال الرب يسوع له كل المجد

أنَا الألِفُ وَ الْياءُ.الِبدَايَةُ وَ النِهّاَيةُ.الأوَّلُ وَ الآخِرُ

(رؤيا 13:22)



إلها قديرا

الاسم الثالث الذي أعطى للمسيح في اشعياء 6:9 هو " إلهاً قديراً ". و كما نعلم من كلمة الله انه يوجد اله واحد حقيقي هو الله إشعياء(22:45). ذاك الذي أعلن ذاته لإبراهيم قائلاً     " أنا الله القدير. سر أمامي و كُن كاملاً " (تكوين 1:17). و أيضا ظهر ليعقوب قائلاً   " أنا الله القدير أثمر و اكثر " (تكوين 11:35). و عندما بارك يعقوب يوسف ابنه قال له:  إن البركات تأتيك " من اله أبيك الذي يعينك و من القادر على كل شيء " (تكوين 25:49).   و لكن لماذا أعلن الله من خلال خادمه إشعياء إن اسم المسيح سيكون " إلهاً قديراً "     (الله القدير)؟ ذلك لأن المسيح اظهر فعلاً انه الله القدير. فأظهر قدرته على الطبيعة إذ مشى على الماء، و انتهر الريح فسكنت. و اظهر قدرته على سمك البحر، و اظهر قدرته على الأرواح النجسة فكان " بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه " (مرقس 27:1).  و اظهر قدرته على شفاء أعتى الأمراض بكلمة أو بلمسة " و كل من لمسه شُفي "  (مرقس 56:6). و أيضا اظهر قدرته على الموت-ملك الأهوال- إذ بكلمة أقام الميت   (لوقا 22،14:7) و ليس ذلك فقط بل أقام نفسه من بين الأموات (يوحنا 19:2، 17،10).

والكتاب المقدس يُعلن عن قدرة الرب يسوع التي ظهرت في خلق العالم لأنه هو الخالق   " كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان " (يوحنا 3:1). و في حفظ الكون    " الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته " (عبرانيين 3:1). و في الخلاص  " فمن ثم يقدر أن يخلّص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله " (عبرانيين 25:7).     ما أعظمك يا رب يسوع، فأنت الله القدير (إشعياء 6:9).

هل تؤمن به و تُسلِم له حياتك؟ .. هل تخضع له؟ .. هل تلجأ إليه في ضعفك و عجزك لأنه القادر على كل شيء؟

وَيُدعَى  اسمُهُ  عجيباً مُشيراً  إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السَّلام

( اشعياء 6:9 )



المشير

رأينا في العدد السابق أن اسم الرب (عجيب) لأنه هو الله و إنسان في ذات الوقت، و هنا  نرى الاسم الثاني الذي أعطي له في ( إشعياء 6:9 ) و هو (مشير). و بحق هو عجيب      و مُشير كما هو مكتوب في ( إشعياء 29:28 ) "عجيب الرأي عظيم الفهم". و قال الرب عن نفسه في ( أمثال 14:8 ) "لي المشورة و الرأي. أنا الفهم لي القدرة". و في                   ( رومية 33:11 ) نجد القول المبارك عن إلهنا "يا لعمق غنى الله و حكمته و علمه.         ما ابعد أحكامه عن الفحص و طرقه عن الاستقصاء". فهو يمتلك كل الحكمة و لا يحتاج لمشورة أحد "من صار له مشيراً". و هو لا يحتاج أن يغير مشورته أو رأيه "رأيي يقوم و افعل كل مسرتي" (إشعياء 10:46). و الرب يسوع المسيح هو مُشيرنا لأنه جاءنا بصفته  معلناً مشيئة الآب، حيث تكلم الله فيه بكل ما في قلبه. و كلامه يعرفنا سبيل الحياة و يدلنا  على الطريق المأمون الوحيد الذي ينبغي للشعب السائح أن يسير فيه عبر عالم مليء بالخطية و الظلال. و كما نعلم أن الملوك و الرؤساء يحتاجون إلى أصدقاء حكماء ليساعدوهم في  اتخاذ القرارات الصحيحة، فكان للملك داود مشيرون مثل حوشاي الاركي صاحبه، و أيضا يهوناثان عم الملك داود كان رجلاً مُشيراً و مختبراً و فقيهاً (1 أخبار الأيام 32:27). و في العهد الجديد نقرأ عن يوسف الذي من الرامة كان مُشيراً و رجلاً صالحاً باراً (لوقا 50:23).       و نحن جميعاً نحتاج إلى حكمة و مشورة من الله ليقودنا في هذا العالم الشرير. و المسيح له المجد هو مشيرنا و معلمنا الذي ينصحنا، فهو الذي صار لنا حكمة من الله   (1 كورنثوس 30:1). و حينما كان الرب يسوع هنا على الأرض بالجسد أعطى الله له  الروح القدس بدون حدود "ليس بكيل يُعطي الله الروح" (يوحنا 34:3) الذي هو روح الحكمة و الفهم-روح المشورة (إشعياء 2:11). و لقد تغنى موسى عن الرب بعد خلاص الشعب من ارض مصر قائلاً " تُرشد برأفتك الشعب الذي فديته تهديه بقوتك إلى مسكن قدسك "  (خروج 13:15) و تغنى أيضا آساف قائلاً "برأيك تهديني و بعد إلى مجد تأخذني"       (مزمور 24:73) و يُسّر الرب أن يعطي المشورة و النُصح للمؤمن "أعلمك و أرشدك الطريق التي تسلكها.أنصحك عيني عليك" (مزمور 8:32). و لكن بكل أسف غير المؤمنين يرفضون مشورته "لأنهم عصوا كلام الله و أهانوا مشورة العلي" (مزمور 11:107)   و يقبلون مشورة الأشرار (ميخا 16:6). كما قبل ابشالوم في البداية مشورة اخيتوفل. و الرب يسوع يخاطب ملاك كنيسة اللاودكيين "أشير عليك أن تشتري منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني، و ثياباً بيضاً لكي تلبس" (رؤيا 18:3). فلقد كانت حالة كنيسة اللاودكيين مكدرة للرب حتى انه مزمع أن يتقيأها من فمه لأن لهم صورة التقوى مع إنكار قوتها. فلم يكن الموقف محدداً؛ لا بارداً و لا حاراً، إذ إن هذه الكنيسة تنتسب إليه و لكن لا تبالي به و لا تعمل له حساباً. و لكن الرب في نعمته و محبته يقدم مشورته المقدسة لها موجهاً نظرها إليه وحده مصدر البر الإلهي و الغني، و يريد أن يعطيها القوة لحياة القداسة و البر العملي.    و مازال الرب في محبته و نعمته يوجه الدعوة الآن لكل شخص منتسب له اسمياً، متدين فقط بدون مصدر للقوة بداخله، أن يلجأ إليه تائباً معترفاً به رباً و سيداً على حياته. صديقي العزيز..أرجوك أن تؤمن إيمانا قلبياً بالفادي العظيم الذي مات لأجلك على الصليب فتمتلك الحياة الأبدية و يُصبح المسيح مُشيراً لك كل أيام حياتك. "و يقودك الرب على الدوام. و يشبع في الجدوب نفسك، و ينشط عظامك فتصير كجنة رياً و كنبع مياه لا تنقطع مياهه"   (إشعياء 11:58).



ملك الملوك

توجد العديد من الإشارات إلى الرب يسوع كالملك في الكتاب، فيقول الله "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي" (مزمور 6:2).و قبل ولادته يعلن الملاك جبرائيل للعذراء مريم "ها أنت ستحبلين و تلدين ابناً و تسمينه يسوع...و يملك على بيت يعقوب إلى الأبد،  و لا يكون لملكه نهاية" (لوقا 31:1-33). و بعد ولادته جاء المجوس ليسجدوا للمولود        (ملك اليهود) (متى 2:2). و عند أول لقاء بين الرب و تلميذه نثنائيل قال له "يا معلم .. أنت ملك إسرائيل" (يوحنا 49:1).

و في دخوله أورشليم قبل الصليب اخذ الجمع الكثير سعوف النخل و خرجوا للقائه و كانوا يصرخون "أوصنا مبارك الآتي باسم الرب" و بذلك تم المكتوب عن ملك إسرائيل في (زكريا 9:9). بل حتى في محاكمته أمام بيلاطس كانت إحدى التهم الموجهة له انه قال انه ملك. و بعد صلبه علق بيلاطس علته في الصليب "هذا هو يسوع  ملك اليهود" (متى 37:27)، و بينما كان معلقاً على الصليب آمن به أحد اللصين كالرب و الملك إذ قال "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" (لوقا 42:23).

إن الرب يسوع هو الملك الحقيقي الذي أتى إلى خاصته (اليهود) ليملك عليهم و لكن خاصته لم تقبله (يوحنا 11:1) إذ قالوا " ليس لنا ملك إلا قيصر " ، " لا نريد هذا يملك علينا ". لكن الرب الآن يملك على قلوب المؤمنين به، و عن قريب جداً سيأتي لإختطاف المؤمنين، و بعدها سيظهر بالمجد و القوة (رؤيا 11:19) لأنه رب الأرباب و ملك الملوك          

(رؤيا 14:17). و يقيد الشيطان و يملك على الأرض و لا بد أن نملك نحن أيضا معه      (رؤيا 10:5).

أخي .. أختي .. هل امتلك الرب يسوع قلبك بالإيمان؟ هل سلمت له حياتك؟ إحذر .. فإن  كل من يرفض المسيح ملكاً على حياته سيسمع قول الرب "أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم، فأتُوا بهم إلى هنا و اذبحوهم قدامي" (لوقا 27:19).

يسوع المسيح هو

مَلِكُ المُلُوكِ وَرَبُّ الأَربَابِ

( رؤيا يوحنا 16:19 )



أهية

ظهر الرب لموسى و هو في ارض مديان، حيث كان يرعى غنم يثرون حميه، بلهيب نار من وسط عليقة. و قال موسى أميل لأنظر هذا المنظر العظيم. فناداه الرب و كلفه بالذهاب لمصر لكي يخرج بني إسرائيل من ارض العبودية. فسأل موسى الرب عن اسمه. فقال له " أهيه الذي أهيه. و قال هكذا تقول لبني إسرائيل أهيه الذي أرسلني إليكم ( خروج 14:3 )

و الاسم "أهيه" هو اسم عبري معناه أنا أكون أو أنا هو. و في هذا الاسم معنى عجيب، فإذا تتبعنا الأسماء الجليلة التي ذُكرت عن الله في الكتاب المقدس لوجدناها تطابق احتياجات شعبه حسب ظروفهم المتنوعة. أما الاسم (أهيه) فيشمل كل شيء ففيه غنى و ملء يفوقان حد التصور و الإدراك. كأن الرب يقدم لشعبه شيكاً أبيض لكي يملأه شعبه على حسابه بأي مبلغ. لذلك يدعو الرب نفسه (أنا هو)؛ و للمؤمن أن يضيف أي لقب يشاؤه، فإذا أردنا مثلاً حياة، قال المسيح له المجد " أنا هو…الحياة " و من يريد أن يعرف طريق السماء يقول له             " أنا هو الطريق " و من فقد أحباءه يقول له " أنا هو القيامة و الحياة ". و بالاختصار يمكن للمؤمن أن يأخذ  كل الألقاب الإلهية العظمى و يضعها بعد كلمة (أنا هو) فيتمتع بقوة و لذة ذلك الاسم و يسجد و يخشع لربنا يسوع المسيح. أما غير المؤمن فلا يستطيع أن يميز و يفهم معنى قوة ذلك الاسم، و هذا ما حدث أيام وجود الرب يسوع على الأرض بالجسد إذ قال لهم   " قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن " (يوحنا 58:8) فرفعوا حجارة ليرجموه.

ما اعجب إلهنا و ما اعجب اسمه الذي يشجع المؤمنين و أيضا يُرعب الأشرار. فذات الاسم (أنا هو) قاله الرب للتلاميذ و هم في السفينة خائفون و ذلك لتشجيعهم " أنا هو، لا تخافوا! " (يوحنا 20:6). قاله أيضا للذين أتوا ليقبضوا عليه في بستان جثسيماني " أنا هو "             (يوحنا 6:18) فرجعوا إلى الوراء و سقطوا على الأرض. و في إنجيل يوحنا سبعة تعبيرات قالها الرب يسوع تبدأ بالقول (أنا هو) و لا يمكن لإنسان أن ينطق بها.

" أنا هو خبز الحياة " ( 48:6 )

" أنا هو نور العالم " ( 12:8 )

" أنا هو الباب " ( 9:10 )

" أنا هو الراعي الصالح " (11:10 )

" أنا هو القيامة و الحياة " ( 25:11 )

" أنا هو الطريق و الحق و الحياة " ( 6:14 )

" أنا (هو) الكرمة الحقيقية " ( 1:15 )

و أيضا في سفر الرؤيا

1- " أنا هو الألف و الياء " ( 8:1 )

2- " أنا هو الأول و الآخر" ( 17:1 )

3- " أنا هو البداية و النهاية " ( 6:21 )

4- " أنا (هو) اصل و ذرية داود " ( 16:22 )

أخي .. أختي.. هل عرفت من هو "أهيه الذي أهيه" ؟ هل تقابلت مع الرب يسوع المسيح. إن الرب يحذر الرافضين و غير المؤمنين قائلاً "أن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم" (يوحنا 24:8).



نور العالم

هذه ثاني مرة في إنجيل يوحنا يذكر الرب القول ((أنا هو)) . تأملنا في المرة السابقة انه خبز الحياة، و هنا يعلن نفسه انه نور العالم، و هو قول عظيم يعلن عن لاهوته لأن "الله نور"    (1 يوحنا 5:1). و لقد قال الرب هذا القول مرتين: أولا؛ بعد أن قدم إليه الكتبة و  والفريسيون امرأة أمسكت و هي تزني (يوحنا 8)؛ و لكنه بنوره الفاحص كشف فساد المشتكين و خطيتهم فبكتهم ضمائرهم، فخرجوا واحداً فواحداً، و قال للمرأة اذهبي و لا تخطئي أيضا. ثانياً؛ قبل أن يفتح عيني المولود أعمى (يوحنا 9) لأنه النور و يعطي البصر للعمى.

و هناك نبوات في العهد القديم تعلن عن  شخص الرب أنه النور؛ فلقد تنبأ اشعياء عن مجيئه بالجسد قائلاً "الشعب السالك في الظلمة ابصر نوراً عظيماً. الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور." (اشعياء 2:9). و قال داود "الرب نوري و خلاصي" (مزمور 1:27).

و لكن لماذا شبه الرب نفسه بالنور؟

لأن النور ضروري للحياة: فبدون نور الشمس لا توجد حياة نباتية و بالتالي   حيوانية أو إنسانية. و هكذا بدون المسيح الذي هو النور، لا توجد حياة روحية للإنسان "فيه كانت الحياة و الحياة كانت نور الناس" (يوحنا 4:1). و أيضا بدون النور لا يستطيع الإنسان أن يتحرك من مكانه و هذا ما حدث في ارض مصر عندما كان ظلام دامس ثلاثة أيام فلم يبصر أحد أخاه و لا قام أحد من مكانه           (خروج 22:10).

النور يكشف: فالأشرار يعيشون في الظلمة و يحبونها "احب الناس الظلمة اكثر من النور لان أعمالهم كانت شريرة " (يوحنا 19:3)، و لكن المسيح له المجد كان هو النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أي يكشف خراب الإنسان و فساده، و هكذا في نوره الكاشف شعر بطرس بحالته الرديئة و "خر عند ركبتي يسوع قائلا اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" (لوقا 8:5)، و شعرت السامرية بفسادها (يوحنا 4).

النور يرشد: كما يضيء الفنار للسفن حتى تسترشد الطريق، هكذا المسيح أنار حياتنا بتعاليمه و كلماته و أعماله، و صار هو مثالنا الكامل الذي ينبغي أن نقتفي آثار خطواته.

النور ينعكس: فالقمر جسم معتم في ذاته، و لكن عندما تسقط عليه أشعة الشمس فانه يعكسها و يضيء لنا الليل. و هكذا المؤمن الحقيقي عندما يتمتع بالرب و يجلس معه طويلا فانه يعكس جمال المسيح للآخرين (متى 16:5-24)، هذا ما حدث مع موسى حين مكث مع الرب على الجبل أربعين يوما فنزل من الجبل و صار جلد وجهه يلمع.

النور حلو: (جامعة 7:11)؛ فالنور الأبيض إذا مر من خلال منشور ثلاثي فانه يتحلل و تظهر ألوان الطيف السبعة الجميلة. و هكذا الرب يسوع المسيح الأبرع جمالاً من بني البشر، و الجميل و الحلو (نشيد 16:1) عندما يدخل قلب الإنسان فانه يغيره و تظهر صفات المسيح الجميلة في حياته.

النور رمز للقداسة و البر: إن كانت الظلمة ترمز للشر و الفساد (يوحنا 19:3)،    و أيضا لمكان الأسير و السجين (مزمور 10:107)، و مكان الموت            (مزمور 4:88-6). و لكن النور يرمز للقداسة و البر و هكذا المسيح الذي هو النور ليس فيه ظلمة البتة بل هو القدوس و البار.

النور منفصل تماماً عن الظلمة: و هذا ما حدث عندما قال الله ليكون نور فكان نور و رأى الله انه حسن و فصل بين النور و الظلمة (تكوين 1) فالنور لا يمكن أن يتحد مع الظلمة، و هكذا المسيح له المجد الذي هو النور؛ عندما كان هنا على الأرض كان منفصلاً عن الخطاة، فهو الوحيد الذي لم يسلك في مشورة الأشرار لأنه أية شركة للنور مع الظلمة (2 كورنثوس 14:6).

أخي...أختي، إن كل من يرفض المسيح الذي هو نور العالم يعيش الآن في ظلمة روحية، و تنتظره ظلمة مرعبة "الظلمة الخارجية حيث البكاء و صرير الأسنان" (متى 12:8). لذلك أسرع الآن إلى الرب يسوع المسيح مؤمنا به فتخلص.

و إذا كنت مؤمنا حقيقيا فاعلم انك الآن نور في الرب (افسس 8:5) و صرت أحد أبناء النور (يوحنا 36:12). لذلك احرص أن تضيء في العالم المظلم بحياة القداسة العملية و التكريس الحقيقي للرب متذكرا قول الرب لنا " انتم نور العالم" (متى 14:5).

أنا هو نور العالم . من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة

( يوحنا 12:8 )

أضف تعليق

لا يسمح بالكلمات التى يتطاول فيها صاحب التعليق على فكر او معتقد او شخص بعينه.. كما لا يسمح بنشر التعليقات التى تتضمن الفاظ تتنافى مع الاخلاق و الاداب العامة


كود امني
تحديث

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube