إذا كان الله صالح ، لماذا يوجد الشر و المعاناه ؟

طباعة

 كتب مايكل هورنر

لا شك ان العالم مليء بالشر و المعاناة . نحن بالطبع نتأثر بتلك الحقيقة كل يوم على جميع المستويات: العاطفية، الفكرية و العملية. على هذا النحو، فإنه ليس من المستغرب أن الناس يجدون صعوبة بالغة في التوفيق بين هذا الواقع القاسي مع فكرة وجود الله، كلى الخير و كلى القدرة.

 

وفقا لكتب علوم الدفاع عن العقيدة المسيحية  لپيتر كريفت و رونالد تاسلى ، يمكن تلخيص المشكلة من خلال التناقض الواضح بين المقترحات الأربعة التالية :

  1. وجود الله
  2. صلاح الله
  3. الله كلى القدرة
  4. وجود الشر  

 ( كريفت و تاسلى 1994 : 129 )  إذا اكدنا ثلاث من هذه الطروحات ، اذا فأننا نرفض الاحتمال الرابع  . على سبيل المثال ، إذا قبلنا أن فكرة ان الله موجود ، فكرة صلاح الله  و فكرة وجود الشر ، يجب علينا أن نرفض فكرة أن الله كلى القدرة ، وإلا لكان في استطاعته  أن يوقف الشر . أو ، إذا كان الله موجود و انه كلى القدرة و بعد ، مازال الشر موجود أيضا ، فهذا ينفى صلاح الله الكامل  ، لأنه شاء و سمح بوجود الشر. 

أقترح  بيتر كريفت و تاسلى خمس تفسيرات محتملة لهذه المشكلة .

مصدقيه تفسير المسيحية :  أن الله لم يريد أن يخلق جنس من الآلات ليس لديها أي ارادة أو اختيار. ولكن أراد الله أن يقدم لنا أختيارات حقيقية من خلالها يمكننا أن نقرر أن نعبده أو أن نتجه الي الشر. فأن لم نختبر الشر والعذاب، لن نتمكن من معرفة قيمة السماء وجمالها. فالله لم يخلق الشر، ولكنه سمح به. أن الشر هو عدم وجود الخير أو أن الشر هو عدم وجود الله. فالله لم يحتاج أن يخلق الشر، ولكن كان فقط عليه أن يسمح بعدم وجود الخير.

ومع ذلك، لم يتركنا الله في الظلمة. هذا العالم  من الناحية المنطقية قد يبدو انه ليس الافضل ، لكنه افضل ما خلق الله نظرا لجمال خلقه و خلق كائنات حرة حقا مثلنا. المخلوقات الحرة هي الكائنات الوحيدة التي يمكن أن تحب و تختبر الحب. واحدة من مقاصد الله الرئيسية في الخلق هو أن يكون لنا عشرة معه، الله ابدع حين خلق العالم.  إن الله يحب لكل إنسان أن يكون حرًا. وقد خلق الإنسان بإرادة حرة. وقال له في آخر سفر التثنية:

(انظر. قد جعلت اليوم قدامك: الحياة والخير، والموت و الشر. أشهد عليكم اليوم السماء و الأرض. قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة و اللعنة. فاختر الحياة، لكي تحيا أنت ونسلك إذ تحب الرب إلهك، وتسمع لصوته وتلتصق به، لأنه هو حياتك..)

الله يسمح لكل شخص أن يختار طريقه. إن الله نفسه لديه سلطة الاختيار أن يفعل شيئاً ما أو لا يفعله. وهكذا، خلق الله الإنسان، وأعطاه الحق والمسئولية أن يصنع اختياراته بنفسه. فقد كان في مقدور الله أن يخلق الإنسان لينفِّذ إرادة الله تنفيذاَ آلياً، دون أن يكون للإنسان أي قول أو اختيار في أموره. إلا أن الله أعطى الإنسان إرادة حرة، وأعطاه معها المسئولية؛ كي يختار لنفسه أن يتبع الله أو لا يتبعه. تلك الارادة الحرة هى جزء لا يتجزأ من هويتنا ، ان كان الله قادر على احجام الشر فهذا بدوره يؤثر على الارادة و حرية الاختيار و ان فعل ذلك فهو يؤدى الى ابادة للجنس البشرى بأكمله .

علاوة على ذلك ، قد تصدى الله  لمشكلة الشر والمعاناة.

 بالنسبة لمعظم الناس مشكلة الشر ليست مشكلة فكرية ، وإنما هي مشكلة عاطفية في المقام الاول . السؤال الشائع " لماذا سمح الله بوجود الشر و اختبار المعاناة ؟ "  و عندما يعجز الفكر عن فهم امور الله ، نصاب بالرفض و الغضب . الطبيعة البشرية لا تحب الاله الذى يسمح بالمعاناة و الالم. هذا ليس الحاد في ذاته  و لكنه الرفض. الطفل مثلا الذي يجرح يحتاج الى طمأنينة لا لتفسير فكرى منطقي. الإلحاد بعيد كل البعد عن معانى الطمأنينة و السكينة .

ذلك لا يقلل من المعاناة قليلا بل يزيل الأمل. في منهج الإلحادية، لا يوجد مساءلة أو عدالة.  الاشرار سيطرحون  بعيدا بسبب أعمالهم .

ولكن في المسيحية، غلب الله الشر في نصرة في شخص يسوع المسيح. مشكلة الشر في إطارها الصحيح حينما كتب يقول: مهما كان السبب الذي جعل الله يعمل الإنسان، هكذا كما هو، محدوداً ومعرّضاً للألم، وخاضعاً للحزن والموت، إلا أنه قد أعدّ له العلاج والدواء الشافي .

عانى يسوع معاناة كبيرة . يسوع المسيح أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، ووضع نفسه فدية عن البشر وسلم باحتمال هذه الآلام بلا خزي ولا خجل لأنه بريء من الخطية ولم يتجسد إلا لهذا القصد. ... وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ انه حمل العقوبة عن خطايا العالم كله ! حملُ الله الذي يحملُ خطيئة العالم هو يسوع المسيح الذي حمل مع صليبه خطايا جميع البشر، وغسلها بدمه. كمثل الذى يقول: "أنا أعلم أنك لا تفهم  لماذا أسمح  بكل شر . لست انت فاهم الان  . لكن فقط لا علن لك أنه يمكنك ان تثق بي ، سأشاركك الالم و سأكون معك في كل ضيقة "

محبة و بذل المسيح، تضع مشكلة الشر في منظور مختلف تماما. مشكلة الشر الحقيقية هي مشكلة الشر الذى يكمن داخلنا. النفس البشرية مدانة بالخطية و الجرم أمام الله ،  السؤال الذي نوجهه ليس كيف يبرر الله نفسه لنا ، ولكن بالحرى كيف نتبرر نحن أمامه . من خلال فداء المسيح دفع عنا كل شر بموته على الصليب و الذى به نلنا الغفران  .

كثير من المسيحيين يشهدون أن المسيح أعطنا قوة داخلية للتعامل مع الصعوبات و الالم. وعد " وَنَحنُ نَعلَمُ أنَّ اللهَ يَجعَلُ كُلَّ الأشياءِ تَعمَلُ مَعاً لِخَيرِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ، المَدعُوِّينَ حَسَبَ إرادَتِه " ِ(رومية 28:8 ).

في نهاية المطاف، وعد الله بالنصرة على الموت، و على الشر المطلق. و أولئك الذين يختارون و يقبلون غفرانه سوف يقومون من بين الأموات هَكَذا أيضاً عِندَما يُقامُ الأمواتُ. فَالجَسَدُ الَّذِي يُدفَنُ فِي الأرْضِ يَتَعَفَّنُ، أمّا الجَسَدُ الَّذِي يُقامُ فَلا يَموتُ. الجَسَدُ الَّذِي يُدفَنُ هُوَ دُونَ كَرامَةٍ، أمّا الجَسَدُ المُقامُ فَمَجِيدٌ. الجَسَدُ الَّذِي يُدفَنُ ضَعِيفٌ، أمّا الجَسَدُ المُقامُ فَقَوِيٌّ. ما يُدفَنُ فِي الأرْضِ جَسَدٌ مادِّيٌّ، وَما يُقامُ جَسَدٌ رُوحِيٌّ. وَبِما أنَّ هُناكَ أجساداً مادِّيَّةً، فَهُناكَ أيضاً أجسادٌ رُوحِيَّةٌ. يَقُولُ الكِتابُ:

«صارَ الإنسانُ الأوَّلُ، آدَمُ، نَفساً حَيَّةً "

أمّا المَسِيحُ، آدَمُ الأخِيرُ، فَهوَ رُوحٌ مُحْيٍ. لَمْ يَأْتِ الرُّوحِيُّ أوَّلاً، بَلِ الطَّبِيعِيُّ هُوَ الَّذِي أتَى أوَّلاً، ثُمَّ الرُّوحِيُّ. أتَى الإنسانُ الأوَّلُ مِنَ الأرْضِ وَخُلِقَ مِنَ التُّرابِ، أمّا الثّانِي فَقَدْ أتَى مِنَ السَّماءِ. وَالنّاسُ مَخلُوقُونَ مِنْ تُرابٍ، مِثلَ ذَلِكَ المَخلُوقِ مِنَ التُّرابِ. أمّا الشَّعبُ السَّماوِيُّ، فَمِثلُ ذَلِكَ السَّماوِيِّ. وَكَما حَمَلنا صُورَةَ ذَلِكَ التُّرابيِّ، سَنَحمِلُ أيضاً صُورَةَ السَّماوِيِّ. وَأنا أقُولُ لَكُمْ، أيُّها الإخوَةُ إنَّ أجسادَنا الأرْضِيَّةَ لا تَقدِرُ أنْ تَرِثَ مَلَكُوتَ اللهِ. كَذَلِكَ لا يَستَطِيعُ ما هُوَ قابِلٌ لِلمَوتِ أنْ يَرِثَ ما لَيسَ قابِلاً لِلمَوتِ.  

 سَأُخبِرُكُمْ بِهَذِهِ الحَقِيقَةَ الخَفِيَّةَ: لَنْ نَرْقُدَ كُلُّنا رُقودَ المَوتِ، لَكِنَّ اللهَ سَيُغَيِّرُنا كُلَّنا فِي لَحظَةٍ، بَلْ فِي طَرفَةِ عَينٍ، عِندَما يُسمَعُ صَوتُ البُوقِ الأخِيرِ. إذْ سَيُصَوِّتُ البُوقُ، وَسَيُقامُ الأمواتُ غَيرَ قابِلِينَ لِلمَوتِ فِيما بَعْدُ. وَنَحنُ الباقِينَ أحياءً سَنُغَيَّر"    ( 1 كورنثوس 15:42 ، 52 ) .

ان محبة الله للبشر تكفل لنا انا الشر و الالم سينتهيان . و الذين يظهرون من خلال طريقة حياتهم انهم يؤمنون بذلك سينعمون بالحياة على الارض الى الابد

نقرح عليك الصلاة التالية:

” أبي السماوي، أعترف أمامك أني وجهت حياتي كما أشاء و أخطأت في حقك. أشكرك لمغفرتك لخطاياي بموت المسيح على الصليب. الآن أريد يسوع المسيح أن يملك على حياتي. إملأني بروحك القدوس. أشكرك لأنك الآن ملكت على حياتي و ملأتني بروحك القدوس كما وعدت أمين”

هل هذه الصلاة  تعبر عن رغبة قلبك؟ إن كان كذلك أدعوه الآن. وسيملأ الروح القدس حياتك.

هل صليت هذه الصلاة طالبا من الله أن يملأك بروحه القدوس؟

 

هل أخذت فرصة للصلاة من اجل قبول المسيح و الامتلاء بالروح القدس ؟

 

http://www.thoughts-about-god.com/