الرئيسية اسئلة مصيرية أسئلة عامة ما هو الكتاب المقدس الذي يؤمن به المسيحيين؟

ما هو الكتاب المقدس الذي يؤمن به المسيحيين؟

PDFطباعةأرسل إلى صديق

ما هو الكتاب الذي يؤمن به المسيحيون؟

- الكتاب الذي يؤمن به المسيحيون هو الكتاب المقدس الذي ترتكز عليه تعاليم الديانة المسيحية. وهو يحتوي على مجموع الكتب الموحى بها من الله، والمتعلقة بخلق الله للعالم، وتاريخ تعامل الله مع البشر وفدائه للخطاة، ومجموع النبوات عما حدث وسيحدث في العالم منذ خلقه حتى المنتهى. كما يحتوي على الشرائع الإلهية والتعاليم الروحية والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب كل البشر في كل الأزمنة.

ويضم الكتاب المقدس بين دفتيه جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحِكَم وأدب وتعليم وإنذار وفلسفة وأمثال. ويُعتبر الكتاب المقدس مصدر الإيمان المسيحي، وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية والخبز اليومي للمؤمنين، والتعاليم الروحية التي تُنبِّر على محبة الله للإنسان، ومحبة الإنسان لله ولأخيه الإنسان، وتعامله معه في الحياة اليومية.

ويُقسم الكتاب المقدس إلى قسمين مجموع أسفارهما 66 سفراً (بحسب الطبعة الإنجيلية).

أ - العهد القديم:

وهو مجموع ما كُتب من أسفار قبل مجيء المسيح، وعدد أسفاره 39 سفراً.

ب - العهد الجديد:

وهو مجموع ما كُتب من أسفار بعد مجيء المسيح، وعدد أسفاره 27 سفراً. ويُشار عادة إلى كتاب العهد الجديد، أي ما كُتب بعد المسيح بأنه "إنجيل الله" (رومية 1:1 و1تسالونيكي 2:2 و9 و1تيموثاوس 1:11) أو "إنجيل المسيح" (مرقس 1:1 ورومية 1:6 ورومية 15:19 و1كورنثوس 9:12 وغلاطية 1:7). كما أن هناك تسميات أخرى وردت في الكتاب المقدس منها: "إنجيل نعمة الله" (أعمال 20:24) و"إنجيل السلام" (أفسس 6:15). و"إنجيل الملكوت أو بشارة الملكوت" (متى 4:23). إن كلمة "إنجيل" مشتقّة في أصل من اللغة اليونانية "إفانجيليون" ومعناها الحرفي "الخبر الطيّب" أو "الخبر السار" أو "البشارة المفرحة". والكلمة العربية لكلمة إنجيل هي "بشارة" وقد سُمي الإنجيل كذلك لأنه يحمل لنا الأخبار السارة عن الخلاص بواسطة المسيح، الذي جاء إلى العالم لأجل خلاص الخطاة وفدائهم من الخطية بواسطة موته على الصليب بدلاً عنهم. كما أن معنى كلمة "بشارة" بالعربية تعني "كتاباً رسولياً" يختص بحياة السيد المسيح على الأرض.

فالكتاب الذي يؤمن به المسيحيون هو الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.




إثباتات لصحة الكتاب المقدس

" كل الكتاب هو موحى به من الله .... " ( 2 تيموثاوس 3: 16 )

إن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص بالبشر لأن الكتاب يقول : " لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " ( 2بطرس 1: 21 ) وهذا مما يؤكد أن الكتاب المقدس هو كتاب إلهى ، وما الأنبياء والرسل سوى الآلات المستعملة من الروح القدس لتدوين كلمة الله فى لغة سكان الأرض .

إن الكتاب المقدس يقول عن نفسه أنه علاّم الغيوب ووصايا الله وكلمته ، ووعوده المكتوبة بإيحاء روحه ، وبما أن الله هو المتكلم شخصياً به ( قال الرب ) فلذا هو المعصوم عن الغلط ، ويجب أن يكون منزهاً عن النقد البشرى ، ياليتنا معشر البشر نردد مع المرنم : " إكشف عن عينىّ فأرى عجائب من شريعتك " ( مزمور 119: 18 )

صحة الكتاب المقدس

1 - أسلوب الوحي وطريقته:

نبني عقيدتنا على الإعلان الإلهي في العهدين القديم والجديد. يجب أن يكون أصل العقيدة صحيحاً، ليكون البناء سليماً.التوراة مترجمة عن العبرية، والإنجيل عن اليونانية.صدَّق المسيح على التوراة كما وجدها في القرن الأول الميلادي.للوحي الإلهي في اليهودية والمسيحية جانبان: إلهي وإنساني: "تكلم أُناس الله القديسون، مسوقين من الروح القدس" (2بطرس 21:1). موسى: تثنية 24:31-26. قال اليهود: "كتب لنا موسى" (مرقس 19:12).

قال المسيح عن موسى: "هو كتب عنّي" (يوحنا 46:5). إرميا: إرميا 1:36و32 .لوقا: لوقا 1:1-4.الرؤيا: رؤيا 1:2 و14:3 و13:14. في شخص المسيح جانبان: إلهي وإنساني (1تيموثاوس 16:3).

في الخلاص جانبان: اختيار الله وقبول الإنسان.عمل روح الله فينا، وجهادنا للقداسة (أفسس 10:2).أما بالنسبة للوحي القرآني: فالقرآن في اللوح المحفوظ، أم الكتاب، في الجنة، والذي نزل من السماء العليا للدنيا في ليلة القدر، ونزل مفرَّقاً منجَّماً على محمد في نحو عشرين سنة.

2 - الله هو الموحي، والله هو الحافظ:

اتَّصل الله بنا بسبب حبّه لنا، لتحذيرنا وخلاصنا. لن أسمح لأحدٍ أن يخدع ابني ويحرّف النصح الذي قدَّمتُه له.تغيير الإعلان الإلهي تضليل لن يسمح الله به: متى 18:5 و35:24 ويوحنا 35:10. الأنعام 34:6 والحِجر 9:15 - الذِّكر هو الكتاب المقدس: * "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبيِّنات والزُّبُر. وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم" (النحل 43:16 و44 والأنبياء 7:21). * "ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتَّقين" (الأنبياء 48:21). * "ولقد كتبنا في الزبور (المزامير) من بعد الذكر (كتب موسى) أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" (الأنبياء 105:21) - الإشارة هنا إلى مزمور 29:37.

3 - المسيح ومحمد يصدّقان على التوراة:

كانت عندهما في أيامهما، وصدَّق كلٌّ منهما على ما بين يديه.لوقا 16:4-21 خصوصاً آية 21. المائدة 43:5-48. سنن أبي داود حديث رقم 4449 وموجود أيضاً في تفسير ابن كثير على هذه الآيات. كان بين يدي يوحنا المعمدان كتاب سليم (مريم 12:19).كان بين يدي العذراء مريم كتاب سليم (التحريم 12:66).

4 - من يهاجم كتاباً منزَلاً يهاجم كل كتاب منزَل:

الحجر الذي تهاجم به يرتد إليك! إن طعنت في صحة كتاب منزَل وقلت إنه تحرَّف، فكيف تضمن أن كتابك المنزَل لا يتحرف؟

5 - شهادات القرآن للكتاب المقدس:

العنكبوت 46:29 *المائدة 44:5 و46 و47 و48. لو تحرَّف كتابٌ للوَّمْنا: (أ) من يتبعون تعليمه. (ب) الله الذي أوحى به ولم يحفظه، رغم وعده بذلك. (ج) محمداً، الذي كلّفه الله بالهيمنة عليه (حراسته). أمرٌ لنبي الإسلام: يونس 94:10 و95. أمرٌ للمسلمين: النحل 43:16 و44. وهو أمرٌ حكيم لأن البيان التاريخي التفصيلي هو في التوراة والإنجيل. ومعجزات المسيح وردت مُجمَلةً في آل عمران 49:3 والمائدة 110:5. لن يُحيل القرآن قارئه لكتاب محرَّف. القرآن موجود في كتب الأولين (التوراة والإنجيل): الشعراء 193:26-196 والأعلى 18:87 و19.

6 - هل يهاجم القرآن الكتاب المقدس؟

في القرآن آيات يبدو أنها تهاجم التوراة والإنجيل. والحقيقة أنها تهاجم بعض اليهود الذين أخفوا بعض الكلمات من توراتهم، أو أساءوا تأويلها (تفسيرها). كما أنها تصف بعض اليهود الذين آمنوا بالقرآن ثم ارتدوا، وحرّفوا بعض أقوال القرآن. ولكن كل تلك الآيات القرآنية لا تطعن أبداً في صحة النص الأصلي:

(أ) تحريف كلمات القرآن: * البقرة 40:2-44 * البقرة 75:2-79 * النساء 44:4-47 * المائدة 41:5-43

(ب) تحريف المعنى لا اللفظ: * آل عمران 78:3. الرد في آل عمران 199 * المائدة 12:5 و13

(ج) الإخفاء: * آل عمران 70:3-72 * الأنعام 89:6-92

7 - هل في الكتاب المقدس متناقضات؟

(أ) مشكلة اختلاف الأسماء: * الرد: للشخص أكثر من اسم. مثال: مشكلة اسم أبي إبراهيم: هل هو آزر كما يقول القرآن في سورة الأنعام 74:6، أم تارح كما تقول التوراة في تكوين 27:11؟ (انظر تفسير الطبري على الآية).

(ب) سبع أم ثلاث سنوات جوع؟ 2صم 13:24 (7 سنوات) 1أخبار 12:21 (3 سنوات).

* الرد: مجاعة خفيفة سنتان تسبق وتلحق ثلاث سنوات عِجاف.

(ج) 700 أم 7000 مركبة؟ 2صم 18:10 (700) 1أخبار 18:19 (7000).

* الرد: هي 700 مركبة، بكل مركبة عشرة جنود. "قتل داود المركبات" يعني قتل الجنود الذين فيها.

(د) سعة الحوض 2000 أو 3000 بثّ ماء؟ 1ملوك 26:7 (2000 بث) 2 أخبار 5:4 (3000 بث).

* الرد: يمتلئ الحوض بثلاثة آلاف بث ماء إن امتلأ لحافته. لكنهم كانوا يملأونه بألفين فقط،ليتمكن الكهنة من الاستحمام فيه.

(هـ) عند الملك سليمان 40 ألف مذود خيل أو أربعة آلاف فقط؟ 1ملوك 26:4 (40 ألفاً) 2أخبار 25:9 (4000).

* الرد‎: أربعة آلاف مذود كبير، بكل مذود عشرة عيون - 4000 كبيرة وأربعون ألفاً عدد العيون. أو أن العدد في بداية حكم سليمان كان قليلاً، ثم زاد في نهاية حكمه.

جاءت كل الانتقادات ضد الكتاب المقدس من رجال علم اللاهوت المتطرفين، أصحاب نظرية النقد العالي، والنقد الواطي. النقد العالي يركز على ما يظنه تناقضاً بين الكتاب المقدس والتاريخ العالمي. أما النقد الواطي فيركز على ما يظنه تناقضاً بين نصوص الكتاب المقدس نفسها.نموذج لاتهامٍ بخطإٍ في الكتاب من أصحاب نظرية النقد العالي: لما فسّر دانيال الكتابة على الحائط جعل بيلشاصر دانيال الثالث في المملكة (دانيال 7:5 و10 و29). وكان يجب أن يجعله ثانياً، كما فعل فرعون بيوسف (تكوين 40:41 و43).

* الرد: كشفت الحفريات بعد هذا الاتهام أن بيلشاصر كان قائمقام والده الملك نبونيدس، فكان هو الثاني في المملكة، لذلك جعل دانيال ثالثاً.ما نسمعه اليوم من نقد عالٍ أو واطٍ للكتاب المقدس له ردود وافية.

8 - صدق نبوات الكتاب المقدس:

جاءت نبوات الكتاب بتفصيلات دقيقة، لا يمكن أن تكون قد تحققت بالصدفة، أو لأن قائلها كان قارئاً حكيماً للمستقبل.

++ نموذج من النبوات عن المسيح:

* مكان ميلاده (ميخا 2:5). * من عذراء (إشعياء 14:7). * قتل أطفال بيت لحم وقتها (إرميا 15:31). *الهروب من مصر (هوشع 1:11). * دخول المسيح الانتصاري إلى أورشليم (زكريا 9:9). * يخونه صديق بثلاثين من الفضة (مزمور 9:41 وزكريا 12:11). * يشترون بالفضة حقلاً (زكريا 13:11). * يُصلب المسيح مع الأشرار (إشعياء 12:53) * يداه ورجلاه (مزمور 6:22و8). * يُطعن في جنبه (زكريا 10:12). * يقوم من بين الأموات (مزمور 10:16). * يصعد للسماء (مزمور 18:68). ".

9 - لو تحرَّف الكتاب: متى وأين وكيف؟

+ متى؟ .. قبل القرآن أو بعده؟* لو قالوا: قبله، قلنا: كيف إذاً يطالب القرآن المسلمين أن يرجعوا إلى أهل كتاب محرّف! * لو قالوا: تحرّف بعد القرآن، أريناهم مئات النسخ منه، سابقة لزمن القرآن، متطابقة مع ما بأيدينا اليوم.

+ أين تم الحريف؟ .. أين اجتمع مجمع كنسي عالمي، مسيحي ويهودي معاً، اتفق فيه الحاضرون على الحذف والإضافة في توراتهم وإنجيلهم، ثم أعدموا بعد هذا الاتفاق كل النسخ المحتلفة ما عدا نسختهم المتَّفق عليها .

+ من قام بالتحريف؟

* هل هم اليهود؟ .. لن يسمح لهم المسيحيون بذلك. * هل هم المسيحيون؟ .. لقد كانوا مختلفين طوائف متحاربة، بشهادة القرآن (البقرة 253:2 والمائدة 14:5 و15). فكيف يتفقون على التحريف؟

ولقد كان هناك مسيحيون أتقياء، لا بد سيرفضون هذا التحريف، لأنه يحرمهم من الحياة الأبدية ويصيبهم بالعقاب الإلهي (رؤيا 18:22 و19). ويشهد القرآن بوجود هؤلاء الأتقياء (الحديد 26:57 و27).

+ ونسأل أيضاً: أية أجزاء تحرّفت، وأيتها حُذفت، وأيتها بقيت سليمة؟ * عندنا نسخ أصلية بالعبرية واليونانية، وعندنا ترجمات قديمة متعددة تعود إلى القرون المسيحية الخمسة الأولى في متحف لندن النسخة السينائية (كُتبت في سيناء) في القرن الثالث م 400 سنة قبل محمد. * وعندنا العهد الجديد كله مقتبساً في كتابات الآباء المسيحيين الأولين (ما عدا 11 آية). يمكن إعادة كتابة العهد الجديد من تلك الاقتباسات إذا لزم الأمر.

10 - اليهود والمسيحيون يحبون كتابهم:

* كان بين المسيحيين واليهود من يحبون ربهم وكتابهم، ولا بد أن هؤلاء كانوا يقاومون أي تحريف يحدث (المائدة 82:5 والصف 14:61). * الكتاب المقدس يغيّر حياة من يقرأه (يو 5:3-8) ويعلّمه الأمانة (أف 10:2). فكيف يكون كل أتباع الكتاب مخادعين يحرّفون كتابهم؟

11 - هل نسخ القرآن الكتاب المقدس؟

النسخ أن تزيل شيئاً وتُحِلّ محلّه شيئاً آخر.ولم يرد في القرآن ذكر لنسخ التوراة أو الإنجيل. ينصبّ النسخ على آيات القرآن وحدها (البقرة 106:2 والحج 52:22). في "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي نجد المنسوخات التالية، وأمثلة لها، تحت باب "الناسخ والمنسوخ" ج2 ص 20. هناك أربع آيات عن الخمر، ثلاث منها منسوخة: النحل 67:16 "تتَّخذون منه سَكَراً ورزقاً حسناً" - البقرة 219:2 "يسألونك عن الخمر والميسر،قُل فيهما إثمٌ كبيٌر ومنافعُ للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما" - النساء 43:4 "لا تقرَبوا الصلاة وأنتم سكارى" - المائدة 90:5 "رجس من عمل الشيطان". هناك ثلاث آيات عن القِبلة، اثنتان منها منسوخة: البقرة 125:2 "اتَّخذوا من مقام إبراهيم مُصلَّى" - 142:2 "قُل لله المشرق والمغرب" - 144:2 "فلنُولِّينَّك قِبلةً ترضاها، فولِّ وجهك شَطر المسجد الحرام". النسخ في القرآن هو عن الآيات القرآنية فقط: البقرة 106:2 والحج 52:22. هناك آيات قرآنية نُسخ حكمها وبقي حرفها، مثل "خُذ العفو، وأمُر بالعُرف، وأَعرِض عن الجاهلين" (الأعراف 199:7)، أولها وآخرها منسوخ، ووسطها مُحْكَم! وهناك آيات قرآنية نُسخ حرفها وبقي حكمها، مثل "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نِكالاً من الله". وهناك آيات قرآنية نُسخ حرفها وحكمها معاً، مثل "إن خير الدين عند الله الحنيفية.." و"لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال، فأُعطيه، سأل ثانياً. وإن سأل ثالثاً فأُعطيه سأل ثالثاً ..". أما نصوص الكتاب المقدس فلا ناسخ ولا منسوخ فيها.

12 - إنجيل واحد أم أربعة؟

جاءت كلمة "إنجيل" دائماً بصيغة المفرد. وهو الخبر السار الواحد: أن المسيح جاء لأرضنا ليخلّصنا. أما رواة هذا الخبر المفرح فكثيرون (لوقا 1:1-4). اختارت الكنيسة بإرشاد الروح القدس، رواية أربعة من مدوّني قصة حياة المسيح، فصارت أربع روايات لخبر مفرح واحد.

13 - إنجيل برنابا، إنجيل مزيَّف؟

كاتبه على الأغلب يهودي اعتنق الإسلام في أوربا في القرن 15. قال عباس العقاد (الأخبار 26 أكتوبر 1959) إن الكثير من عباراته كُتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية وما جاورها بالأندلس، وتتكرر فيه أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما فيه من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن . وقال د. محمد غربال (الموسوعة الميسّرة) إنه إنجيل مزيف وضعه أوربي في القرن 15. ولو كان هذا الإنجيل موجوداً بين القرنين 8 و14 لأشار إليه قدامى المفسرين المسلمين، مثل الطبري وابن كثير. ولكن علماء المسلمين (حتى عام 790هـ قرن 14م) ذكروا فقط الأناجيل الأربعة المعروفة للمسيحيين. قال الإنجيل المزيف إن أورشليم والناصرة ميناءان (فصل 1:20 و2 ؛ 3:92). وذكر في فصل 13:112-17 أنه شُبِّه لليهود أنهم صلبوا المسيح. وقال في فصل 8:124-10 إن الحق قد زال من كتب موسى. وقال إن اليهود كانوا يضعون الخمر في براميل (فصل 25:152). وهو يناقض القرآن، فهو يقول إن السماوات 9 (فصل 3:105-8) والقرآن يقول إنها 7 (الإسراء 44:17). وقال إن العذراء ولدت المسيح بدون ألم (فصل 5:3-10). والقرآن يقول إنها تألمت (مريم 23:19).

هاك بعض البراهين التى تثبت صحة الكتاب المقدس :

أولاً : إتحاده وإتفاقه وعدم مناقضة أجزائه بعضها لبعض .

كُتِبَ الكتاب المقدس فى عصور متباعدة فى مدة تقرب من ألف وستمائة سنة ، وكتبه كتبة متعددون منهم المتعلم الفيلسوف ، ومنهم الملك العظيم ، ومنهم الكاهن القدير ، ولكن منهم أيضاً الراعى البسيط وصياد السمك العامّى ، أكثرهم لم يعاصر الأخر ، ولم يكن بينه إتفاق للكتابة . ومع ذلك تجدهم متفقون كل الإتفاق ، ولم يناقض أحدهم الآخر ، إن كان فى موضوع الله أو الإنسان أو الخطية أو المسيح أو الإيمان أو الخلاص أو أى موضوع عالجوه ، مما يدل على أن يد الله إشتغلت لتدوين كلمته على الشكل الجميل الموجود بين أيدينا فى الكتاب المقدس .

ثانياً : كونه عجيباً بنبواته .

هناك نبوات عديدة فى العهد القديم تثير الدهشة ليس لمجرد كونها نبوات ، ولكن لكونها تحدثت عن مجئ شخص معين لخلاص البشرية ، وأعجب من ذلك هو أن تتم هذه النبوات بحذافيرها فى الوقت المعين لها ، وعد الله منذ ستة آلاف سنة بمن يسحق رأس الحية ، وبعد أربعة آلاف سنة تمت النبوة ، وولد المسيح الموعود بولادته فى بلدة بيت لحم حسب نبوة ( ميخا 5: 22 ) ولد حسب النبوات ( أشعياء 7 : 14 و 9 : 6 ) وعاش حسب النبوات ، ورفع إلى الصليب حسب النبوات ، داس بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس ، ودفن حسب النبوات ، وقام بموجبها أيضاً ، ظافراً منتصراً على الموت وهو جالس فى يمين العظمة منتظراً الوقت المعين ليتم ما لم يتم منها .

أليس هذا دليلاً قاطعاً على صدق كلمة الله فى كتابه الثمين ؟

ثالثاً : طريقة حفظه .

رغماً عن الأضطهادات الوحشية التى هدفت إستئصال كتابنا المقدس وبالرغم من إحراق ألاف النسخ منه ، ما يزال يزداد إنتشاراً فى عالمنا هذا أكثر من أى كتاب آخر ، نعم إبليس أفرغ عليه جعبة أسلحته النارية ، ولكن كتاب الله ما يزال منتصراً ، لأن الله الكلى القدرة هو الذى يحفظ كلمته وهو يعلن لنا " بأن الجبال ستزول والأكام ستتزعزع ولكن كلمة واحدة من كتابه لن تزول " ( أشعياء 54 : 10 ومتى 24 : 35 ) إنه حصن إمان المسيحية والبرج الذى يركض إليه الصدّيق ويتمنّع .

رابعاً : سموّه .

هو كتاب الكتب بل وسيدها ، وكما يعلن الله نفسه فيه سيد الأسياد ورب الأرباب هكذا يعلن كلمته كلمة السماء النازلة من فوق ، ليست الحكمة والفلسفة الأرضية الفاشلة ، بل كما وصفها الكتاب بنفسه : إن ضعفها ، إن كان فيها ضعف ، هو أحكم من كل حكمة بشرية . وحاشا لنا أن نقابلها مع كتب فلاسفة العالم ، إذ ليس سوى الجاهل من يحاول أن يقارن بين النور والظلمة ، وهو أسمى مما نحاول أن نعطيه من درجة سمو

خامساً : قوة سلطانه وتأثيره فى الإنسان .

إنه المبكّت للسامع والمعطى الحياة للقلب الميت فى الذنوب والخطايا ، " لأن كلمته حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفـرق النفس والـروح والمفاصـل والمخاخ ومميـزة أفكار القلب ونياته " ( عبرانيين 4 : 12 ) . قال يسوع : " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة " ( يوحنا 6 : 63 ) . إنه كلمة لا تنبهنا فقط لوجود الداء والمرض بل تدلنا على العلاج الشافى الذى نبحث عنه . وأى علاج أفضل للميت من الحياة الأبدية ، الموجودة ضمن صفحاته ؟ وسيبقى أبداً ما دام الله موجوداً ، قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ، إنه يظهر لنا يسوع حاملاً خطايا البشر فى جسده على الخشبة ويرشدنا إلى دم يسوع لننال به غفران خطايانا ، فكيف نشك به ككلمة الله ؟ لا بل نعلن أمانتنا لرسالته ونذيع حقه ، وندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة ونبقىأمناء له حتى الموت .

هذا الكتاب هو كنزنا الثمين وهو عزاؤنا فى التجارب والمصائب فلا نستطيع أن نعيش بدونه . فلنشترك مع المرنم ولنقُل " سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى " ( مزمور 119 : 105 ) .

كـــلام الإله يســــر القلـــوب لذيذ وحلو كقطر الشهاد

سقـاء العظام يزيـــل الكـروب دواء قوى لجـرح الفؤاد

أضف تعليق

لا يسمح بالكلمات التى يتطاول فيها صاحب التعليق على فكر او معتقد او شخص بعينه.. كما لا يسمح بنشر التعليقات التى تتضمن الفاظ تتنافى مع الاخلاق و الاداب العامة


كود امني
تحديث

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube