طفلي معاق ماذا أعمل؟

طباعة

"دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله" (لوقا 8 : 16)
هذه الآية خاطب بها الرب يسوع تلاميذه عندما انتهروا الأولاد الذين قدموا ذووهم للرب يسوع ليباركهم .. واعتقد التلاميذ أنه لا داعي أن يضيعوا وقت الرب وجهده مع أطفال صغار ، فهناك المرضى والمشلولون والمعذبون من الأرواح النجسة، وهناك الكرازة والبشارة للملكوت ، وهناك جلسات الرب معهم يدربهم ويعدهم .... ، وهناك أمور أولى وأهم.
ولكن الرب كثيراً ما نبهنا مع تلاميذه حتى لا تكون أولوياتنا معكوسة - حسب فكر الرب – فإن خدمة هؤلاء الصغار - المعاقون ذهنياً - وكل الصغار ، وإن بدت أمام الكثيرين أنها تقل كثيراً عن الخدمات المقدمة للأغلبية ، والخدمات التى لها صدى جمهورى ، ولكن هنا ينبهنا الرب يسوع بفمه الطاهر قائلاً: " لا تحتقروا هؤلاء الصغار

الإعاقة فى الكتاب المقدس والكنيسة

* يوضح لنا الكتاب أنه منذ بدء الخليقة وبعد الخطية الأولى للإنسان كانت توجد هذه الفئات والأنواع من الإعاقات.

- فى (تكوين 19 - 11) نجد أن رجال مدينة سدوم عندما أحاطوا ببيت لوط ليفعلوا الشر بضيفا لوط (الملاكان) وتقدموا ليكسروا الباب " فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوط إليهما إلى البيت وأغلقا الباب وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير إلى الكبير فعجزوا عن أن يجدوا الباب".

- وفى (تكوين 11) في قصة بناء برج بابل: قال الرب هلم ننزل ونبلبل هناك ألسنتهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض فببدهم الرب من هناك على وجه الأرض فكفوا عن بنيان المدينة.

- وفى (خروج 4) حينما كان موسى النبى يعتذر عن دعوة الرب له لخدمة خلاص شعبه قائلا أنه ثقيل الفم واللسان . فقال له الرب "من صنع للإنسان فما أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى ، أما هو أنا الرب".

- وفى (حزقيال 24: 27) في نبوءته يقول "في ذلك اليوم ينفتح فمك للمنفلت وتتكلم ولا تكون من بعد أبكم وتكون لهم آية فيعلمون أني أنا الرب" .

- وفى (لآويين 13) : يسن الرب شريعة التطهير من البرص ذلك المرض الجلدى الخطير الذى كان فى ذلك الوقت له ارتباط بالخطيئة وفعلها.

- وفى (صموئيل الثانى): يذكر لنا الكتاب أنه كان ليوناثان ابن أعرج الرجلين يدعى مفيبوشث قد أكرمه داود الملك بعد وفاة والده وعمل معه معروفاً فكان يأكل خبزاً على مائدة الملك دائماً.

- وفى (العهد الجديد) عهد النعمة نقرأ فى الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل قصص شفاء كثيرة وعديدة من السيد الرب وتلاميذه لكل أنواع هذه الإعاقات "العمى يبصرون" والعرج يمشون ، والبرص يطهرون ، والصم يسمعون ، والموتى يقومون ، والمساكين يبشرون" (متى: 5: 11)



تشجعوا أنا هو لا تخافوا

قد يتبادر إلى ذهن المرافقين للابن المعاق بعض المخاوف من التعرض لهذه الإصابات مما يدفعه إلى الحماية الزائدة له تصل إلى درجة القيود في الحركة وعدم السماح له بالقيام بآي نشاط يساعده على النمو السوي مما يعطله عن تنمية قدراته وإبراز مهاراته مما يؤدى إلى إحساسه بعدم القدرة على حماية ذاته وفقد الثقة في إمكانياته وهنا نتذكر معجزة تهدئة الريح في متى 34 حينما الزم يسوع الرب تلاميذه إن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر وهو يعلم إن السفينة عندما تصل إلى وسط البحر ستكون معذبة من الأمواج والريح الشديدة المضادة ولكن الرب لم يمنعهم من حياتهم العادية لأنهم تحت عناية عينه الساهرة عليهم فلا تمس شعرة من رؤوسهم لأنه سيأتيهم حتى في الهزيع الرابع - ويسكن الريح - ويبعث الطمأنينة في قلوبهم بصوته الحنون "تشجعوا أنا هو لا تخافوا" .
نعم يجب أن نحترس ولكن لا تخاف فالرب هو الحارس والراعي

يجب أن نترك أبنائنا يمارسون حياتهم الطبيعية ورعاية ذاتهم بأنفسهم بعد أن نعلمهم ونلاحظهم ونتأكد من اكتسابهم وإتقانهم المهارات التي تعلموها ثم نبعث الثقة بنفوسهم بأنهم قادرون على حماية أنفسهم بأنفسهم.

يجب أن نؤمن أن الرب يسوع المسيح هو حامي الكل وضابط الكل وهو الذي يحفظ الكل فله كل  المجد والكرامة إلى الأبد آمين.