لماذا نلبس الاقنعة؟

طباعة

وإنه لخطر، في الحقيقة، أن نحكم على الناس من خلال أقنعتهم.
ولكن من الصعب جداً أن نخترق أقنعة تلف قلباً خائفاً أو جريحاً،
قرر أن يحمي نفسه من الإصابة بجراح جديدة بارتداء قناع.
لذلك قد نجد أنفسنا ننتقد الآخرين
ونحاول نزع الأقنعة عن وجوههم
ولكننا ننسى أن الأقنعة ستبقى ما بقيت الحاجة إليها.

 



قبول الآخر ، وحبه، وإشاعة الطمأنينة عنده،
هو الكفيل بجعل الاخر ينزع قناعه بأختياره
فكيف يمكن أن تقنع الإنسان القلق، والذي يشعر بالذنب ويظن أنه أقل شأناً من سواه، بأن يتخلى عن وسائل دفاعه

قد يكون الانسان مختبئاً وراء مثل هذه الأقنعة وتلك السياجات، مما يحول دون لقائه الآخر والتحدث إليه…
ولكن المشكلة الكبرى عندما يلتقي اثنان كل منهم يرتدي قناع
فالقناع الذي يلتقي قناعاً هو أشبه بحائط يواجه حائطاً آخر

ليس من الصعب أن نكتشف الأقنعة، مثل قناع "المقاتل المدعي" وقناع "أبي الهول"، وقناع "الرضى عن الذات" وقناع "الغطرسة"........
ولكن يفوتنا أن في الجذور الخفية لهذه الأقنعة
صرخات ألم، وتوسل للتفهم والحب

إن أقبح المزايا التي نكتشفها عند الآخرين ليست سوى نتيجة لتضافر قوى الدفاع عن الذات
يجب أن نتعلم كيف نخترق (اقنعتهم(
جدار الادعاء الزائف عند الناس
لنتمكن من تخفيف آلام الوحدة والفراغ عندهم، وليس لتعريتهم وكشفهم
لأن الوحدة والفراغ يختبئان وراء تلك الجدران الدفاعية الزائفة.
ولكن بحذر شديد لأن كل هجوم مباشر على خطوط الدفاع هذه يزيد من تصلبها.

فالفرضية السائدة أننا أسياد ذواتنا وأرباب أنفسنا هي فرضية زائفة
و الحقيقة أن تكويننا يبقى، إلى حد بعيد، رهناً بتأثيرات الآخرين فينا
إن ما أنت وأنا عليه الآن
هو نتيجة لحب من أحبونا ورفض من رفضوا أن يحبونا.


من كتاب "رحلة فى فصول الحياة