الرئيسية حياة العائلة في بيتنا مراهق أ. ب أبوة و أمومة المراهقين

أ. ب أبوة و أمومة المراهقين

PDFطباعةأرسل إلى صديق

دنيس ريني

عندما كان ابننا، صموئيل،  يبلغ من العمر 8 سنوات ، كتب اطروحة بعنوان " كيف تكون انسان صالح" أشعر بسعادة غامرة كلما تذكرت حكمة هذا الصبى الصغير. أخذ يكتب و كان أول ما كتب " اطيع الله و اهلك" ، كان من المدهش أن صبي صغير في مثل سنه ، يقر بأن الآباء أبرار كما الله ، يجب طاعتهم  وكان على حق. منح الله الوالدين السلطة والمسؤولية لحماية براءة أبنائهم سواء كانوا فى الخامسة أو الخامسة عشر من العمر .

 

أنه من السهل جدا أن نقول أنه يجب على الأطفال أن يطيعوا والديهم و على الآباء تأديب وإرشاد أبنائهم.              لكن ما الحال حين نتعامل مع هذه المرحلة الصعبة التى تدعى " المراهقة " ؟ فى مرحلة الطفولة ، يسهل على الوالدين التحكم في الصغار. لكن فى مرحلة المراهقة،  المراهقين لديهم الكثير من الخيارات اليوم، ورغبتهم في الصداقة، القبول، الحرية يجعلهم فريسة سهلة لحيل الشيطان. فما هو دور الوالدين أذن ؟

أرجو الانتباه . أنا و باربرا لسنا آباء كاملين ، (اسألوا أطفالنا) لكنه من المطمئن جدا أن نعرف أن تعاليم الكتاب ، كلمة الله، لا تتغير مع تغير الثقافات. رغبة قلوبنا أن يتعلم أطفالنا " الحِكْمَةَ وَالانضِباطَ، وَتَفهَمَ التَّعليمَ الَّذِي يُساعِدَكَ عَلَى التَمييزِ. لِكَي تنالَ انْضِباطاً فِي السُّلوكِ الحَكيمِ وَالأمانةِ وَالعَدلِ وَالاستِقامَةِ" (أمثال 1: 2-3).

على مر السنين، وجدنا أن هناك ثلاثة محاور تحتاج إلى معالجة عند التعامل مع المشاكل التي تواجه سن المراهقة. يحلو لي أن أسميها " أ. ب أبوة و أمومة المراهقين "

القبول: محور هام فى هذة المرحلة الا و هو " القبول " . في سن13، يتضح تأثير آراء الآخرين على حياة المراهقين (بخلاف رأى الاب و الام بالطبع ). اسمح لي أن أخبرك، إذا أنعزل المراهق عن عائلته و شعر بالرفض و عدم القبول ، سيعجز على مواجهة الضغط من الاقران بشكل صحيح .

الحدود: أتذكر ان أبى و أمى كانوا أكثر صرامة بكثير من رفقاء ابائى. أمي دائما تهتم بموعد رجوعى للمنزل  . اليوم  ، انا على قناعة ان تلك الصرامة انقذتنى من العديد من الخطايا .

الآباء والأمهات ،  المراهقون يحتاجون ان تشاركوهم حياتهم . نعم، ربما ينسحبون بعيدا ، أو يظهرون أنهم ليسوا بحاجة اليكم. لكنهم حقا يحتاجون الى وجودكم ، يحتاجون الى الاهتمام الدائم ، يحتاجون الى حدود فاصلة كما يحتاجون ايضا أن تكون مسؤول أمام تلك الحدود. وضع حدود واضحة من شأنه تعزيز العلاقة .

الطباع : يحتاج المراهق إلى تعلم كيفية الاختيار بحكمة وكيفية الصمود امام التحديات المختلفة . خلال سنوات المراهقة ، كان والدي النموذج و القدوة التى احتاجها. علمني أهمية العمل الجاد و كيفية انهاء المهام المهمة. الاهم من ذلك انه دعم شخصيتى. كان يقوم دائما بما هو حق. منهج فكره و طباعه ما زال الوقود  الذى ينشط و يعزز حياتى اليوم .

حسنا، ريني، أسمعك تسأل "كيف يمكنني تعزيز القبول، الحدود، و دعم الشخصية و الطباع فى ظل التحديات التى يواجهها المراهق فى يومنا هذا ؟ حسنا، دعونا نضيف بعض الدعم إلى أطروحة " أ. ب “ و طرح بعض الأسئلة.

كيف يمكنني مساعدة ابنى فى تجنب إغراء الكحول والمخدرات؟ 

هذا قد يبدو قاسيا، أعتقد أن واحد من الأسباب الرئيسية للادمان على الكحوليات و تعاطى المخدرات هو الافتقار للشعور بالحب و القبول في المنزل. ان حظوا بالدفىء و الحب ، لن يكونوا بحاجة الى شيء بخلاف طبيعتهم الاولى. العدو يظهر ، عندما يتعلق الأمر بتعاطي المخدرات و ادمان الكحوليات، هذا العدو هو في كلمة واحدة  " الانعزال " إذا شعر ابنك انه مكروه وغير مقبول من قبلك ومن قبل العائلة ، سوف يكون أكثر عرضة للإغراءات.

الان، أود أن استدل بآيات من الكتاب المقدس تشير أن الشرب غير جيد . كما ان السكر بالتأكيد خطية . يقول أفسس 18:5 " وَلا تَسكَرُوا بِالخَمرِ الَّتِي تُؤَدِّي إلَى الانحِلالِ، بَلِ امتَلِئُوا مِنَ الرُّوحِ " المعنى هنا يدل انه لا سلطان علينا  من قبل أي شيء أو أي شخص غير الله.

حاولنا انا و بربارا  تربية  أطفالنا فى مخافة الله و فى قوة الروح القدس وليس لاحد من الاقران ، الكحوليات ، القرارات الخاطئة  أن تسيطر عليهم . علمناهم كل تلك المبادئ  ، بالفعل لم يتم تجريم الشرب في الكتاب المقدس، لكننا شعرنا عن اقتناع انه امر غير مستحب . اضرار الكحوليات عديدة لا يمكن تجاهلها. بالإضافة إلى ذلك، لا نغفل أيضا ان الكثير من العائلات تعتبر ان مسالة شرب الكحوليات غير قانوني لأي شخص تحت سن 21 سنة.

عندما دخل أطفالنا  سن المراهقة ، حاولت انا و بربارا  مساعدتهم  في كيفية التصرف اذا عرض عليهم شرب الكحوليات. ما يجب فعله حال ركوب سيارة مع أناس يشربون ؟ نقلنا لهم هذه التعاليم من خلال اللعب و التمثيل مستعرضين معهم جميع الخيارات. وضعنا ​​حدود صحية لإبقائهم تحت الملاحظة.

أخيرا، أعتقد أن أفضل وسيلة للوالدين لتأهيل الابناء لمواجهة إغراء الكحول هي من خلال معايير النموذجة و القدوة. في ليلة سألت باربرا : "كيف يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم في مواجهة اغراءات الكحوليات ؟ " أجابت:            " حسنا، أعتقد أن على الآباء والأمهات أن يدركوا ان التنازلات في حياة ابنائهم  تتضاعف " انها فكرة مرفوضة ،  أليس كذلك ، ايضا تتضاعف تلك التنازلات في حياة ابناءنا ، أحفادنا و لا سيما ايضا أبناء الأحفاد .

ما الحال حال مكوث ابنى وقتا طويلا مع رفقاء سوء؟

مررت بهذا التحدي قبلا ، و كان حقا امر صعبا . كما جاء في 1 كورنثوس 33:15 "لا تَسْمَحوا بِأنْ يُضِلَّكُمْ أحَدٌ  فَرِفاقُ السُّوءِ يُفسِدُونَ الأخلاقَ الصّالِحَةَ "

يجب ان نعترف اننا لا نستطيع السيطرة على اختيارات ابناءنا جميعها ، و أتحدث هنا عن اختيار الاصدقاء ، لكن علينا، أولا ، أن نعزز داخلهم فكرة التأثير في الآخرين من أجل الخير بدلا من السماح للآخرين للتأثير عليهم بالسوء  لن يتحقق ذلك الا من خلال شخصية راسخة و قانعة ، شخصية تستطيع التأثير على الاخرين بشكل إيجابي .

بعد ذلك، حاولنا مساعدتهم على التفكير في عواقب خياراتهم في هذا الشأن. كتب أحد ابناءنا عن الأخوة الأكبر سنا          : " أعتقد أنني أمضيت بعض الوقت مع الأشخاص الخطأ لأنني لم أتمتع بالوقت الهادئ ".

شاركني الأخوة الأكبر ما كتبه أخوهم. بعد الصلاة،  احتويت ابنى بين ذراعي ، وقالت له: " أعتقد أنك قضيت بعض الوقت مع بعض رفقاء السوء . ..." و تناقشت مع أبنى حول تأثير هؤلاء الأصدقاء السلبى على حياته . حاولت جاهدة ابقاء المناقشة خارج العاطفة . ( لا أحد يستطيع تقديم حلول منطقية في خضم الانفعال العاطفي للكلمات . )

هناك شيء آخر يمكنك القيام به كوالد : أبذل قصارى جهدك للوصول إلى أصدقاء ابناءك الذين قد يحتاجون إلى مساعدة . أتذكر مرة ، احتضنت صديق ابنى المراهق ، وقلت له : " هناك في المدرسة من يشتكى  انك مشاكس و انك تتدخل فيما لا يعنيك " ثم ابتسمت ابتسامة عريضة وقلت له : " تعرف لماذا ؟ أعتقد أن الله يريد أن يستخدمك بقوة للتأثير على الآخرين من أجل الخير ".

بعض الاطفال يحتاجون فقط لمصدر ثقة ، كثقة الاب أو الام ". قد يكون الطفل ذاته الذي تراه هو نقطة انطلاق لنهضة روحية، قد وضعه الله في طريقك.

كيف يمكنك احجام مسالة دخول و خروج الابناء من و الى المنزل ؟

ينبغي ان يخطرك أبنك بمواعيد خروجه و دخوله الى المنزل. قد يشعرك بأنك الاب الوحيد الذى تهتم بتلك الاشياء ...على فرض ؟

سألتني ابنتي مرة، "ما هو المقابل يا أبي و انت تسألني كل هذه الأسئلة ". أجبتها " أيتها الحبيبة ، أريد فقط أن أعرف ما يدور في حياتك ..." هذه هي مسؤوليتي كوالد.

عدم وضع حدود واضحة من شأنه ان يخلق العديد من المشاكل. المراهقون بحاجة إلى معرفة دقيقة لما هو مطلوب منهم. لقد وجدنا أنه من المهم أن نحدد المحظورات و عقوبات عدم الالتزام بشكل واضح حال الخروج عن أي اتفاق مسبق . تذكر دائما انك تتعامل مع مرحلة من العمر تحتاج لمزيد من الحزم و الحكمة فلا تتهاون في قراراتك.

ابنتنا الكبرى ، اشلي ، تأخرت مرة عن المواعيد المحددة  لبضع دقائق. بكل حدة اخبرتها انها لم تعود في الوقت المحدد و هذا سيكلفها الكثير .

قالت اشلي ، " ولكن يا أبي، كنا بجانب المنزل ... على الطريق". و أجبتها ، "أنت لم تعودي الى المنزل في الميعاد المحدد أي قبل الساعة العاشرة مساءا ، و قد أخبرتك قبلا ان الميعاد النهائي هو العاشرة مساءا و هذا لا يعنى 10:05 ، اننى يا ابنتي أعطيك الحرية و عليك تبعا تأكيد انك تستحقين الثقة و التقدير من خلال احترام الحدود و ليس الضغط عليها إلى الهاوية "

اتفقت انا و باربرا على العقاب المناسب ، فقد حرمت اشلى من الخروج من المنزل لمدة أسبوعين. هذا العقاب اثار غضب اخواتها ! كان يجب أن يدركوا اننا جادين في وضع حدود فاصلة .

في سن المراهقة أي في سن 16 ، 17 ، 18 ، يجب أن يكون هناك عدد أقل من المحاضرات و مزيد من التفاعل مع الخيارات التي يتخذونها في المواقف الصعبة في مثل تلك المرحلة. في احدى المرات ، تناقشت مع شاب يبلغ من العمر 16 عاما كان يلعب لعبة على الحاسب الألى ،  أعتقد أنها ليست مفيدة لشخصيته . بعد الكثير من المناقشات، تركت له الاختيار. فقد قام بحذف اللعبة. هذا جعل يومي سعيدا!

وأخيرا، تذكر أن تعانق ابنك أو ابنتك عندما يختارون الاختيارات الصحيحة. تسطيع ان تخبرهم انك فخور جدا باختيارهم ، أنت تمنو حقا لتستحق ان تكون ابن لله .

~ ~ ~ ~

التعامل مع مثل هذة المرحلة ، يحتاج للحب ،  للحكمة، الفطنة والصبر . يخبرنا الكتاب المقدس في إرميا 33: 3 ادعُنِي فَأُجِيبَكَ، وَأُخبِرَكَ بِأُمُورٍ عَظِيمَةٍ وَعَمِيقَةٍ لا تَعرِفُها " بمعونة الروح القدس ، نحن قادرون على مواجهة التحديات التي تواجهنا كل يوم .

نقترح عليك الصلاة التالية:

” أبي السماوي، أعترف أمامك أني وجهت حياتي كما أشاء و أخطأت في حقك. أشكرك لمغفرتك لخطاياي بموت المسيح على الصليب. الآن أريد يسوع المسيح أن يملك على حياتي. إملأني بروحك القدوس. أشكرك لأنك الآن ملكت على حياتي و ملأتني بروحك القدوس كما وعدت أمين”

هل هذه الصلاة  تعبر عن رغبة قلبك؟ إن كان كذلك أدعوه الآن. وسيملأ الروح القدس حياتك.

 

هل أخذت فرصة للصلاة من اجل قبول المسيح و الامتلاء بالروح القدس ؟

 

http://www.thoughts-about-god.com

 

 

 

أضف تعليق

لا يسمح بالكلمات التى يتطاول فيها صاحب التعليق على فكر او معتقد او شخص بعينه.. كما لا يسمح بنشر التعليقات التى تتضمن الفاظ تتنافى مع الاخلاق و الاداب العامة


كود امني
تحديث

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube