الحموات و الاحماء نعمة ام نقمة

طباعة

 

بواسطة إلفريدا نيكيل

 

في كثير من الاحيان ،  ينظر إلى الزواج باعتباره تحقيق حلم طال انتظاره و ينحصر كل التفكير في فكرة انك ستكون برفقة الشخص الذى أخترته ، كل يوم .

يدرك القليل من الناس ان الزواج هو ايضا تكوين شبكة كاملة  من العلاقات الأسرية ، مع الاباء و الامهات ، اباء و امهات الزوجة أو الزوج ، الأخوات و الأخوة للطرفين  . البعض يكون نعمة و البعض الاخر قد يكون نقمة . الحموات و الاحماء  قد يكونوا مثل ينبوع ماء منعش  أو شوكة في الجسد. السؤال الذى يطرح نفسه الان  على من تقع المسئولية ؟ من لديه الحق في ادارة الامور ؟

 

حتى ولو كانت هناك امور كثيرة مشتركة بينك و بين زوجتك الجديدة ، يجب ان تعي ان طباع الاسر تختلف . تختلف على سبيل المثال لا الحصر في المشاعر، في التعبير عن الحب، في حل المشكلات، في القيم، في فلسفة الحياة، في الآراء حول الأبوة والأمومة و سبل تكوين الأسرة. انتقالك لمنزل الزوجية الجديد وفقا لهذه القيم و الفلسفات هل سيتوافق مع نمط حياتك الجديدة ؟ ربما قد يبدو أنه من الطبيعي أن تعيش بنفس مبادئ و سلوكيات اسرة والديك لأنك تشعر بأنك مازالت في نفس المنزل الذى نشأت فيه ولكن من الافضل الاتفاق على نمط جديد خاص بكما انتما الاثنين  فقط . اختاروا الاسلوب الانسب لإدارة حياتكما و منزلكما .

ما هي بعض أسباب التوتر في العلاقة مع الحموات و الاحماء ؟ قد يكون واحدا من أسباب الاختلافات هي طريقة المعيشة  او اختلاف انماط الحياة الأسرية . يرغب الوالدين من الطرفين تكوين أسرة على نفس نسق و نمط من سبقوهم لكنك ترغب في وضع أسس خاصة بأسرتك الجديدة.

هذا  بالطبع سيخلق شيء من التوتر مع اسرتك و مع أسرة زوجتك . لذلك ، يفضل ان تحدد نمط لحياتكما مع الابقاء على العلاقة الجيدة مع الوالدين من الطرفين .

أحيانا ينتج التوتر بسبب اختلاف الشخصية. ربما ارتباك في الشخصية. قد يحدث ايضا التوتر بسبب ما يتوقعه كل طرف  من الاخر في هذه العلاقة . يتوقع الاهل شيء و يحدث شيء آخر. ينتظر الاهل ان تبذل قصارى جهدك  في حين قد تشعر أنهم بحاجة لجعلك موضع ترحيب في الأسرة .

لا نستطيع أن نغفل أيضا الولاء و الانتماء. قبل الزواج ولائك يتجه لعائلتك لكن بعد  الزواج، ينتقل الولاء لزوجتك. انه مؤلم ان يظل ولاء الشريك متشبث بأسرته  بدل ان ينتقل للشخص الذى اختار ان يشاركه الحياة .

في بعض الأحيان ، قد يظن البعض ان الزواج هو تفكيك لروابط الاسرة الاولى ، وبالتالي هذا يخلق صعوبة في قبول الشريك الجديد . في سفر التكوين 25:2،  يتحدث الكتاب المقدس عن ترك الرجل أباه وأمه و التصاقه بزوجته ، و كيف أصبحوا جسدا واحدا. هذا يشير الى الولاء و وحدة العلاقة أيضا .

الزواج من شخص من ثقافة مختلفة قد يسبب التوتر في العلاقة الزوجية. اختلافات خاصة بالآباء، بالقيم، في نوعية الطعام الذي تتناوله . النظر أيضا إلى دور الزوج والزوجة قد يختلف. هنا يصبح من الهام اتباع المبادئ التوجيهية الواردة في الكتاب المقدس لإظهار الحب والاحترام لبعضنا البعض . الثقافات المختلفة أيضا تؤثر على اتخاذ القرارات. في العديد من الثقافات ، يتخذ الناس القرارات بشكل فردي ، في ثقافات أخرى القرار يكون للمجموعة ، بينما في حالات أخرى يتم حسم القرارات من قبل كبار السن في الأسرة . إذا اختلطت مثل هذه العادات في الزواج سوف نحتاج الى اجراء بعض التعديلات بصبر و تفاهم  . على كل شخص في مثل هذا الوضع أن يتعلم أن يقدر و يقبل ثقافة الاخر . التغيير ممكنا، لكن هذا يجب أن يحدث رويدا رويدا مع الكثير من الحب والتفاهم .

الخلفيات الدينية المختلفة تؤثر على العلاقة بالحموات و الاحماء . التعايش مع هذه الاختلافات يتطلب الاحترام و الصبر . لا نستطيع أن نغفل مبادئ الكتاب المقدس عن أهمية المحبة و التفاهم.

ما الذي يمكن القيام به لبناء علاقات جيدة مع الحموات و الاحماء ؟ بالطبع ، كل فرد ينتظر الحب ، القبول و التقدير من أفراد الأسرة الجديد . و مع ذلك، هذا لا يحدث دائما. لذا عليك اختيار طريقة التعامل مع طباع أسرة الشريك. كفرد، ينضم لأسرة جديدة، عليك أخذ زمام المبادرة في بناء العلاقات كإظهار القبول أو تأكيد الاستعداد على تلبية احتياجاتهم و هكذا سوف يحدث وجودك فرقا كبيرا.

في بعض الأحيان عليك  الابتعاد  عن كل ما هو مثير او يسبب التوتر و الغضب و في احيان أخرى عليك معالجة الامور بكل محبة و طول أناة . سوف يتطلب ذلك، الصبر لتوطيد مثل هذه العلاقة.  لا يخفى عليك ايضا ، انك ستواجه جانب من الحزم   و عليك التعامل بكل اقتناع و محبة لحماية علاقتك بشريك حياتك وفقا لرؤيتكما الخاصة .

قد تضطر في بعض الاحيان لرفض مطالب الاسرة لحماية خطط حياتك مع الشريك . من الهام ،  ان تعي الاسرة الرسالة   و تتقبل ان للزوجة الاولوية و المقام الاول . و مهما حدث من توترات او مشاكل ، ليكن حديثك عنها دائما  بكل محبة  و مودة .

ربما يحدث سوء فهم  لبعض الامور ، ومن ثم فمن المهم مناقشة تلك الامور  بطريقة هادئة و ناضجة . كيفية التعبير عن الاشياء ،  نبرة صوتك ، اختيار الكلمات ، كل هذا يصنع فرقا كبيرا في الاستجابة التي تتلقاها من الحموات و الاحماء .

وعند النظر إلى الجانب الآخر من موضوع الحموات و الاحماء ، فجيد ان نعى ان وجودهم يساعد على بناء علاقات جيدة. من الهام جدا ، ان تظهر الحموات و الاحماء ، الحب و القبول للشخص الجديد أي العريس او العروس . و تبعا ، فعليك اداراك ان الاهتمام بهم و إظهار التقدير سوف يساعدهم ايضا ان يشعروا بأنهم جزء من العائلة .

أبذل قصارى جهدك  للتعرف على أفراد اسرتك الجديدة  ، عليك الاعتراف بأن للحموات و الاحماء شيء جديد قد يضيف الى حياتك  . اختيار الكلمات و الافعال الايجابية  من شانه ان يوطد علاقتك معهم مما يشعرهم بالترحاب و يقوى الشعور بالانتماء     و بالتالي يحفز على تعديل السلوكيات التي من شانها تعزيز الترابط مع الاسرة الجديدة .

بناء علاقة جيدة مع الحموات و الاحماء بمثابة عين يجرى منها ماء منعش بدلا من ان تكون شوكة في الجسد تألم جميع من حولها وهذا يعني ان يكون الكل على قلب رجل واحد في السارات  و الضارات .  التركيز على نقاط القوة في فرد الاسرة الجديدة يضيف الكثير  لجميع أفراد العائلة . يعلمنا الكتاب المقدس الكثير عن المحبة، الاهتمام بالآخر، البذل و التضحية لإسعاد الشريك. كل هذه التعاليم تجعلك كماء حي منعش في اسرتك الجديدة التي انت جزء منها .

يسوع يعطينا مثل رائع في فيلبي اذ جاء هذا الإصحاح يكشف عن الفرح بالخدمة والبذل بروح الحب والوحدة لحساب ملكوت المسيح، بالرغم من وجود مقاومات ومتاعب كثيرة.

فمن أجل البشرية أخلى الابن الوحيد الجنس ذاته وأخذ شكل الإنسان. احتل رب الكل مركز العبد وتواضع بالأكثر إذ وهو واهب الحياة أطاع حتى الموت. واجه موتًا مشينًا هو موت الصليب، كثمنٍ إلهيٍ لحياتنا الجديدة المفرحة فيه.

أعتقد انه اروع تعليم يمكن ان نتبعه في علاقتنا مع الحموات و الاحماء . عندما نتخلى عن الانانية ، و نهتم بالأخر بروح الحب  سوف يجلب الفرح والبركة في علاقات عائلتنا .

~ ~ ~ ~ ~

إذا كنت ،  ككثيرين ،  تدرك أن فى كثير من الأوقات لا تتمثل بمسيحك . فلا يمكن أن تستحضر مواقف جيدة، ولكن عندما يسيطر الروح القدس على حياتك، سوف تغير موقفك لفعل ما يريد .  يخبرنا فيلبي 13:2 فيقول : " فَاللهُ هُوَ الَّذِي يَضَعُ فِيكُمُ الإرادَةَ لِعَمَلِ ما يُرضِيهِ، وَيُعطِيكُمُ القُوَّةَ لِتَحقِيقِ ذَلِكَ"  انه لا يشجعنا فقط على تغيير موقفنا ، لكنه يغير موقفنا . يا له من خبر سار ان تدرك مثل هذه الحقيقة .

أسأل الله أن  يملأك بروحه القدوس.
مشيئة الله هي أن يملأك بروحه القدوس لذلك كن واثقاً بأنه سيفعل هذا إذا سألت  بالإيمان.

 نقرح عليك الصلاة التالية:

” أبي السماوي، أعترف أمامك أني وجهت حياتي كما أشاء و أخطأت في حقك. أشكرك لمغفرتك لخطاياي بموت المسيح على الصليب. الآن أريد يسوع المسيح أن يملك على حياتي. إملأني بروحك القدوس. أشكرك لأنك الآن ملكت على حياتي و ملأتني بروحك القدوس كما وعدت أمين”

هل هذه الصلاة  تعبر عن رغبة قلبك؟ إن كان كذلك أدعوه الآن. وسيملأ الروح القدس حياتك.

 

هل أخذت فرصة للصلاة من اجل قبول المسيح و الامتلاء بالروح القدس ؟

 

 

 

http://www.thoughts-about-god.com/