من الظلمة إلى النور

طباعة

اسمي " نرمين "  أبلغ من العمر 18 عاماً، ذات طبيعة مستقلة وأحياناً خجولة، نشأت و ترعرعت داخل الكنيسة ، و عندما دعاني فريق الترنيم المشكل حديثاً للعزف معه وجدت مكاني في الكنيسة و كانت الأمور جيدة ألا أنني كنت أشعر بفراغ في حياتي.
بعد ذلك في المدرسة الثانوية بدأ الفراغ بالازدياد وبدأ الفضول يأخذني للتعرف على أشياء جديدة علها تملأ الفراغ في حياتي فبدأت باشياء بسيطة لمحاولة إشباع نفسي فقمت بسرقة بعض السجائر من عمي ولكن هذا لم يجدِ فالفراغ ما زال موجود لكنني لم استسلم فقلت لنفسي "أنا نرمين أنا قوية كالفولاذ وبإمكاني الحصول على ما أريده"

كانت لدي مهارة في استخدام الحاسوب و كنت أستطيع عمل أشياء ليست عادية والدخول إلى مواقع على الإنترنت يصعب الوصول وأخيراً وجدت ما كنت أبحث عنه طوال الوقت وحصلت على الشيء الذي  أردته "الأفلام الجنسية الإباحية"

لم يكن هذا الشيء الذي اعتبره الآن "مرضاً" بديلاً عن الجنس في حياتي -فقد كنت وما زلت عذراء للآن- ولكنه ببساطة كان شيئاً لملئ الفراغ في حياتي، فعندما أحزن أو أنزعج أو أمر بأوقات سيئة كل ما كنت أفعله هو الذهاب إلى غرفتي وإغلاق الباب، ومشاهدة الأفلام والمشاهد الإباحية وبعد ذلك أشعر بالراحة ،وقد كنت أفعل ذلك كلما اردت فهي مجانية ولا تؤذي أحداً ولا أحد يعلم ماذا أفعل . في كل مرة كنت اكتشف أن ما كنت أتلهف لرؤيته يصبح بعد مدة غير كافٍ فهو كالإدمان على المخدرات الذي يصبح أصعب وأصعب مع مرور الزمن بحيث يطلب المدمن جرعات زائدة باستمرار ، وهذا ما حدث معي فكان علي البحث عن مصادر أكثر إشباعا ًولم أستطع التوقف الى أن تدخّل الله .

أنا لا أعرف متى وكيف وأين ولكنني أعلم أنني نظرت إلى نفسي ذات يوم و أدركت فجأة كم أنني في حالة مزرية وتعيسة وكم قد تورطت في هذا الأمر لقد كان والدي مدمن على شرب السجائر وقد تمكن من التخلص من هذا الإدمان و لم يفعل ذلك بالتدريج بل مرة واحدة ، نعم هذا ما علي فعله أدركت أخيراً أن الله هو الوحيد القادر أن يملأ الفراغ في حياتي فقمت بإلغاء كل ما كان على جهاز الحاسوب، كل كلمات المرور، جميع الأفلام والصور الإباحية وكل صفحات الإنترنت كل ما يمكن أن يرجعني إلى هذه الطريق الذي جعلني إنسانة مثيرة للإشمئزاز وذلك لأن الفضول غيرالمؤذي تحول عندي و بكل بساطة إلى إدمان.

بعد فترة وجيزة ذهبت لحضور اجتماع ديني لمؤمنين مسيحيين وقد دهشت فلم أتوقع أن يكون لذلك الأجتماع هذا التأثير المُغيِّر لحياتي وفي عطلة نهاية ذلك الأسبوع أعدت تكريس حياتي ليسوع المسيح لقد قلت له مرة أخرى "أريد أن اعيش لك ومن أجلك بالكامل و أريد أن أكون خليقة جديدة أتغير بمحبتك التي أظهرتها لي يا الله ، أنا أعلم أنني فعلت الكثير من الأشياء الخاطئة لكنني أعلم أنك يا رب خلصتنا برحمتك وليس بسبب أعمالنا ".

إذا كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: "الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً." (2كورنثوس 5: 17)
"قد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة، و آثامنا كريح تحملنا"     (أشعياء 64: 6).

" ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه – لا بأعمال في بر عملناها نحن. بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 3: 4-5).

منذ ذلك اليوم تعهدت للرب أن أكون له وأن أفعل ما يريده هو وليس ما يريده العالم مني وأن كل ما أفعله يكون لمجده هو وحده.
المحبة التي إختبرتها ولمستها في ذلك الإجتماع كانت الشيء الذي أسرني وأقنعني باتخاذ ذلك القرار ، أنا اعلم أن الله يحبني ولكن لم أكن أعرف أنه يحبني إلى هذه الدرجة؛ فقد كنت محاطة بالناس الرائعين من كل جانب وكانوا يخدمونني ويصلون لأجلي ويعطونني النصائح ويعبرون عن محبتهم الواضحة لي ، ولكن لماذا؟ لماذا كل هذه المحبة و هم غرباء لا يمتون إلي بصلة قرابة.؟ يقول الكتاب المقدس "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً." (1يوحنا 4: 19) هم أحبوني لأن الله أحبهم وقد لمسوا محبة الله لهم ، والان لأني إختبرت محبة الله لي شخصياً أريد أن أشارك هذه المحبة مع جميع الناس.


لم يعد هناك أي فراغ في حياتي، لا حزن، لا وحده، لا غضب ولا خوف. وفي كل يوم أجد شيئاً جديدأ من أجله أشكر الله و أحمده ، قال أحد الأشخاص في الكتاب المقدس "في منتصف الليل أقوم لأحمدك" (مزمور 119: 62)، هذا هو ما أشعر به الآن، أريد القيام في منتصف الليل فقط لأحمد الرب وأعبده واشكره على ما فعله في حياتي من تغيير، وليس هناك من هو أكبر أو أصغر من أن يتغير فالله قادر أن يغير أي شخص مهما كان عمره " لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين: في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان في الطهارة" (1تيموثاوس 4: 12)
لا تنتظر حتى تصبح عجوزاً جداً أو أن تكون طفلاً صغيراً حتى تدعو الله ليدخل في حياتك،

سلم حياتك إلى الله اليوم، سلمها بالكامل، ودعه هو يتولى أمور حياتك. لن تخسر شيء وستنال حياة أبدية؛ يقول الكتاب المقدس : "لأن أجـرة الخطيـة هي مـوت، وأمـا هبـة الله فهي حيـاة أبـدية بالمسـيح يسوع ربنا" (رومية 6: 23) اقبل هذا العرض من الله وتعال اليه أنت ملك لله دعه يتولى أمور حياتك فهو يحبك ويريد الأفضل لك، ولن يتركك ولن ينساك حين يبتعد عنك الأصدقاء ويتخلى عنك الأحباء لأنه هو الكائن و الذي كان والذي سيأتي.