حياة الحب

PDFطباعةأرسل إلى صديق


المشكلة ، يا عزيزي بروتس لا تكمن في نجومنا، و لا هي في مطالب الناس التي لا تنتهي . المشكلة الحقيقية في داخلنا فالسؤال الأساسي يبقى : " أريد حقاً أن تحبّ و هل تقبل أن تكون " منفعة عامة " مضخة الماء العمومية التي وُضعت ليستعملها الجميع بحرية ؟ أتريد حقاً أن تدع المسيح يتجسد مرة أخرى في " إنسانيتك " ؟ المسيح هو " الشخص الذي تخلى عن ذاته في سبيل الآخرين " . فإذا وهبته ذاك فهو سيضعك حالاً في خدمة الآخرين ، بشكل من الأشكال .

فهل تريد حقاً أن تجند نفسك لحياة الحبّ هذه ؟


ليس باستطاعتك أن تحقق ذلك وحدك ، بل عليه هو أن يحقق ذلك فيك . فهلا تمكن إيمانك من أن يطلق قوة الله في حياتك " ؟ تلك هي الأسئلة التي تتصل بالموضوع حقاً .
 

أنا الآن على يقين ، أكثر مني في أي وقت مضى ، أن قوة الحبّ تأتي من الله . فلا أحد يمكن أن يحب إلا إذا كان الله يعمل فيه .


و إني أسمع المسيح يقول : " أنتم لا تستطيعون أن تثمروا إن لم تثبتوا فيَّ ... أنا الكرمة و أنتم الأغصان ... فإنكم , بمعزل عني ، لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً " . و أسمع القديس يوحنا يقول أيضاً إن مَن يعرف الحبّ هو و حده يعرف الله . و القديس بولس هو أيضاً يصف الحب كأرفع و أعظم هبات الروح . و أينما وجدت الحب و جدت الله . وجدته يعمل في عقول الناس و قلوبهم و من خلال سواعدهم .


خبرتي مع الله هي التي أحدثت هذا التغيير فيَّ أنا أيضاً . و أنا لا أزال إنساناً أنانياً جداً ، فالله لم ينتهِ حتّى الآن من العمل فيَّ . قد لا يرى الآخرون فيَّ أثر اختباري لله ، و لكنهم لو عرفوني قبل ذلك ، لقدروا الفرق بين ما كنت عليه من قبل و ما صرت إليه الآن . و المسيرة نحو الألوهة ، التي يحققها الله فينا ، فيجعلنا يوماً بعد يوم على صورته و مثاله ، هي مسيرة بطيئة ، تدريجية و في الغالب مؤلمة .


أنا لا أزال رحالة ، و لكن الله قد استوقفني و بدل فيَّ بعض الشيء . هذا أساس رجائي . و الله الذي استوقفني في الأمس سيتابع العمل في حياتي ، و سأواكب هذا العمل دائماً ، و سوف يكون حضوره فيَّ أعمق .

 

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube