المحبة المتبادلة

PDFطباعةأرسل إلى صديق

يا رب
أنني خائفة مما قد يحدث لي

اذا سمحت لنفسي بقبول مساعدة من آخرين
أنت تعلم كم هو صعب عليّ أن أدع نفسي تحتاج لآخرين
أنت تعلم كم أصارع لأصدق أن عندي ما يمكنني تقديمه للآخرين.
الاعتماد المتبادل أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لي.
ساعدني يا رب أن أعطي، وأن أتلقى أيضاً.
أعطني الشجاعة الكافية
لأخذ مخاطرة المحبة

قالت لي إحدى الصديقات ذات مرة: "اليوم الذي طلبت فيه أمي أن أكذب وأخفي اعتداء أبي الجنسي عليّ، كان هو اليوم الذي قررت فيه أنه من الآن فصاعداً، الشخص الوحيد الذي سوف يرعاني هو أنا!" كثيرون منا قرروا قرارات في مرحلة مبكرة من حياتهم لا زلت تؤثر فيهم حتى اليوم. لسبب أو لآخر وصلنا للقناعة بأنه ليس من الأمان أن نحتاج للآخرين. من أعمق التأثيرات التي تحدث فينا عندما نتعرض للإساءة والإهمال هو أننا نصبح استقلاليين بطريقة متحجرة لا تراجع فيها.

للأسف، كوننا لم نختبر رعاية واهتمام صحي مناسب، يجعلنا غير قادرين على رعاية أنفسنا.نحن نتسم بالعنف تجاه أنفسنا، كما أن لدينا نقاط عمياء ضخمة في حياتنا لا نستطيع أن نراها بمفردنا، لذلك نقع في نفس الأخطاء مرة تلو الأخرى. نحن نحتاج لمن يرينا ما لا نستطيع أن نراه بأنفسنا.

هذه الفردية المسمومة الناتجة من الإساءات والإهمال، خطأ ووهم كبير. إننا نظن أن هذه الفردية تحمينا لكنها على العكس، تعرضنا للخطر.الحقيقة هي أننا كبشر نحتاج بعضنا البعض، ولا نستطيع أن نحيا حياة مكتملة وصحيحة في عزلة عن الآخرين. إننا نحتاج لمشورة الآخرين، ونحتاج لتقييمهم الأمين لما نقوله أو نفعله. إننا نحتاج لآذان تسمعنا ولأشخاص أمناء يحاسبوننا و يجعلونا مسئولين أمامهم. إننا نحتاج للتشجيع والمساندة من الآخرين. الآخرون أيضاً يحتاجون لكل هذه الأشياء منا.

ربما يبدو الأمر مخاطرة أن نسمح لأنفسنا أن نحتاج شيئاً من شخص آخر. لكنها مخاطرة تستحق أن نأخذها مرة تلو الأخرى. بالطبع من المناسب أن نكون حذرين ونحن نطلب مساعدة الآخرين ونعرض حياتنا أمامهم، لكن هذه المخاطر لابد منها. الحب، والرعاية، والاهتمام، المتبادل هو الأساس لكل فرح وسعادة في الحياة. إنها أمور تستحق أن نخاطر و نصارع ونبذل الجهد في سبيلها.

 

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube