الرئيسية وثائق و ملفات اقلام حرة ويلد المعنى الحياة‏

ويلد المعنى الحياة‏

PDFطباعةأرسل إلى صديق

هناك أناس يمدون البذرة و الرحم للحياة لتنمو لكنهم ليسوا مانحى الحياة . هناك فقط مانح حياة واحد وهو أب الكل "

" مانح الحياة ؟ لقد تحدثت عنه من قبل .لقد قلت أنه من وضع الجوهرة بقرب قلبى الآن تقول لى أنه أبى الحقيقى . أنا مرتبكة إننى أعلم لماذا تركنى المشعوذ لكن لماذا يختفى منى هذا الأب .. هل هو الآخر شريرا ؟ "



"لا ، يا كارا ، إنه لا يشبه المشعوذ فى شىء "

" إذن لماذا تركنى وحيدة هو أيضا ؟ "

" لم يتركك قط "

" إذن لماذا لم أره من قبل "

" إنه لا يُرى بالعيون لكن بالقلوب "

شرعت كارا تصاب بإحباط شديد وهى تناشده :
" لست أفهم ما تعنيه . كيف يمكنه أن يكون معى دون أن أعرف هل هو خفى ؟ أولا لقد أُخبرت بأن أبى مشعوذ والآن تخبرنى أن أبى الحقيقى شبح ! أتعجب إذا ما كنت تتلاعب بى .. أرجوك أخبرنى بالحقيقة "

"أنا دائما أتحدث الصدق يا كارا . لكن فى بعض الأحيان تكون الحقيقة صعبة التصديق .. لا شبيه لمانح الحياة لا يمكنك أن تعرفيه من خلال الحواس الطبيعية "

"إذا لم أتمكن من رؤيته ، سماعه ، أو لمسه فكيف يمكنه أن يكون أب لى ! "

"لقد خلق حياتك و أبقاها إنه يعتنى بك "

" لا لم يعتن أحد أبدا بى "
أصرت كارا و تابعت فى انفعال :
"لقد إعتنيت بنفسى لم يكن هناك احد آخر .. لقد أطعمت نفسى ، حممت نفسى ، لبست نفسى ، هدهدت نفسى لأنام ، ولدى شعورى بالخوف أو بالبكاء أرحت نفسى ، لا تخبرنى أنه اعتنى بى "

تطلعت كارا إلى الشافى فى جرأة و تحدى ، وقابل تحديقها . لقد توقعت غضبه أو سخطه على الأقل لكن ما رأته هدأها : كان هناك أسى عميق فى عينيه وعرفت أنه أساها

"كيف يمكنك أن تفعل ذلك ؟ كيف لك أن تعرف أعماق روحى ؟ كيف يمكنك أن تعكسها لى ؟ "

وإرتمت على الأرض منزعجة و مضطربة ...بقيا فى صمت لبعض الوقت

" طفلتى مَن يتحكم فى الرياح ؟ "

" لست أعرف أيها الشافى أنا مجرد طفلة صغيرة فى داخلى ليس لى أحد ليعلمنى "

"تعالى معى يا كارا "

قادها الشافى خارج المنزل إلى الطريق النازل ثم صعودا إلى هضبة صغيرة مدورة ومن فوق القمة استطاعت ان ترى مرجا جميلا بالأسفل . امتلأت السماء بالسحب تلك التى رمت ظلالا غريبة على الأرض

" اسكنى ، طفلتى ، انصتى بقلبك "
وسأل مرة آخرى :
" مَن يتحكم فى الرياح ؟ "
أغلقت عينيها وشعرت بالرياح تنشط فيما حولها ولدى تحركها خلال شعرها و مرورها على وجهها شعرت تقريبا كتربيتة ملاطفة ، حركتها صنعت هديرا داخل أذنيها فبدت كما لو كانت تتحدث إليها ، جسدها كان يتمايل للخلف وللأمام من التيارات كما لو كانت تهدهدها , كل هذا بدا مألوفا جدا

فتحت كارا عينيها و حملقت فى وجه الشافى مرتبكة .. من جديد شعرت بإرتجافة نبضة غريبة بالقرب من قلبها .. شىء داخلها علم انها تستجيب لكن عقلها لم يتمكن من ان يضع يده بالكامل عليه

" الأمر يشبه اننى ارى شيئا عبر الضباب انه مألوفا وكان من الحرى لى ان اعرفه .. لكن لا يمكننى الإقتراب للحد الكافى لأراه بوضوح "

" تابعى الإنصات "

أغلقت عينيها و إستمرت تشعر بالرياح ، بدأ السلام فى الإشعاع خلال جسدها ، فجأة إستنارت و إنفتحت عينيها

"إنه هو ! إننى أعرفه ... يمكننى الشعور به "
شعور من الدفء تحرك عبرها أتى من عمق ذكرياتها
"عندما كنت صغيرة ، حقيقة صغيرة ، شعرت بهذا , أمكننى تشممه .. أمكننى الاستماع له فى الرياح"
أخذت ذكرى راحة لمسته تعانقها ، فزاد هدوءها وشرعت الدموع فى الإنهمار والرياح تطوقها .. تحتضنها داخل قبضتها
"هذا هو أبى ؟ هذا هو مانح الحياة ؟ "
قالت بلهجة السؤال فى صوتها فأجابها الشافى :

" إنه ليس سؤال ، إنها إجابتك "

جزء من كتاب أزورا ( قصة G . D ) اسم المترجم : مشير سمير

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube