البدايات في حياتنا

طباعة

البدايات.. وكيف تكون؟.. فالإنسان كل يوم في حياته بداية جديدة، وكل مرحلة من حياته تمثل جديد فيما تستلزمه من مسئوليات أو تتطلبه من تضحيات.

أنواع البدايات:
الطفولة مرحلة نبدأها بالميلاد من أرحام أمهاتنا، والشباب فترة نبدأها منذ أن يسمح الله للأعضاء الجسدية أن تتميز بمميزات الخدمة نوع الإنسان، والرجولة فترة تبدأ في حياة الإنسان عندما يصير مسئولاً بحرية أن يعطي عطاءاً حتى الفناء، والزواج مرحلة يبدأها الإنسان باختيار شريك الحياة من أجل تكوين أسرة لمجد الله، والترمل مرحلة يبدأها الإنسان بفقد شريك حياته الذي كون معه أسرته.

وهكذا حياة الإنسان منا سلسلة من البدايات في مراحل ربما لا نستطيع الفصل بينها بدقة لطبيعة هذه المراحل في التلاحق السريع، وفي الإمكانيات التي تحتاجها كل مرحلة ويفاجأ الإنسان أنه غير مستعد للبداية، أما الأب والأم الذين يعطيهم الرب ثمرة البطن ليوجد لهم مولود، فإنهم لا يفاجأون بهذا المولود إن كانت عندهم معرفة بحساب تكوين الجنين وما تستلزمه صحة الجنين، وما ينبغي أن يعد لإستقبال الجنين، أما الميعاد الذي يبدأ فيه وصول الإنسان للحياة، فلا يعتبر مفاجأة للأبوين الذين أعدا لبداية مرحلة طفولة إنسان.

والشاب الذي يهتم في شبابه أن يُحصّل ويجمع ويستفيد ويكد ويتعب، فإنه لا يفاجأ بما يسمى بالمراهقة، فالمراهقة ترهق الإنسان غير المستعد لها، أما الشاب الذي يستعد للتغير الجسمي والتغير الفكري والتغير البيئي الذي تستلزمه مرحلة الشباب، فإنه يدخل للشباب غير مبدد لطاقاته فيما لا ينفع، ويستفيد من كل ما تتميز به مرحلة الشباب من خصوبة الفكر وقوة الانطلاق والابتكار.

ومرحلة الرجولة أو عطاء الحياة من واقع حرية مسئولة تصل إلى حد الفناء، فهذا لا يباغت رجل أو امرأة أعدا أنفسهم لمثل هذه المرحلة، بما يستلزمها من اتزان وفكر موحد وعاطفة مستقيمة ونية طاهرة نقية، واختيار شريك الحياة كمرحلة يبدأ فيها الإنسان تكوين أسرة أو وصول الإنسان لمرحلة الترمل لفقدان هذا الشريك، لا يعرض أصحابهما للمفاجآت إن استعدا لهما بما ينبغي من فهم لطبيعة التكوين الأسري، أو الترمل الذي هو خطوة حتمية بعد الزواج.

كيف أبدأ أي بداية في حياتي؟، وكيف أستعد لكل مرحلة في بدايتها؟
ابدأ مع الله:

نحن نعرف جميعاً أن الذي يبدأ بمفرده يتعب جداً، والذي يبدأ بإنسان تشاركه طبيعة إنسانية فضلاً عن طبيعته هو كإنسان، أما الذي يبدأ ومعه الله الذي يعرف طبيعته ويعرف كل ما عنده في داخله وخارجه، هذا الإنسان بدايته في أي مرحلة دائماً بداية ناجحة، وكما قال الحكيم سليمان "كل طرق الإنسان مستقيمة في عينيه والرب وازن القلوب" (أم 2:21).

فكل بداية يبدأها الإنسان تزينها له شهواته ورغباته، أو مواقف الناس أو مواقفه هو من الأحداث، لكن الذي يبدأ مع الله، فالله يزن داخله وخارجه.. يزن القلب، وميزان القلب أي ميزان الفكر والضمير والعاطفة، لا تجد لهم عند الناس ميزاناً ثابتاً، فكر الناس متقلب، ضمير الناس يتسع أو يضيق وفقاً للهوى والرغبة عاطفة الإنسان تزين له فكره دون بصيرة، فينكفىء الإنسان على وجهه في بدايته ويخسر نفسه.

أما كل كلمة من الله نقية فهي ترس للمحتمين به، والكتاب المقدس يقول: "في قلب الإنسان أفكار كثيرة لكن مشورة الرب هي تثبت" (أم 21:19). فالله بطبيعته الإلهية يعرف دقائقي، حاضري وماضي ومستقبلي، يعرفها الله معرفة الإله المتسلط على كل الأرض ويعرفها معرفة الأب الذي يفهم طبيعة كل ابن من أبنائه، يفهمها بطبيعة المقتدر القادر أن يعطي الإنسان كل ما يحتاجه في الأوان الحسن دائماً.