الرئيسية اسئلة مصيرية أسئلة عامة هل نسخ الإسلام المسيحية؟

هل نسخ الإسلام المسيحية؟

PDFطباعةأرسل إلى صديق

أولاً : أود أن أوضح المقصود بكلمة " نسخ " ثم أرد على السؤال

النسخ في اللغة هو إبطال الشيء واقامة شيء آخر مقامه فدعني اجيب على هذا السؤال على النحو التالي :

أولا ً : ان ادعاء ان الاسلام نسخ المسيحية لا يستند على دليل ، هو مجرد خاطر عند صاحبه ، لا يسنده لال قول قرآني ولا حديث اسلامي ، ان الاسلام يقول عكس ذلك ، ان هناك براهين كثيرة في صف استمرار المسيحية وتعاليمها

ففي سورة المائدة الآيه 68 يقول " يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل"

فالقرآن يحث أهل الكتاب على اقامة شرائعهم واتباع عقائدهم التي جاءت في التوراة والانجيل ، ولو كانت شرائعهم قد نسخت ( أي ابطلت ) وحل القرآتن محلها لقال : يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا القرآن

في سورة المائدة الآية 47 يقول " وليحكم أهل الانجيل بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون " .

لو كان الله يريد أن ينسخ التوراة والانجيل بالقرآن لما قال لمحمد في سورة المائدة الآية 43 " وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيه حكم الله " ، وفي سورة يونس الآية 94 يقول " فإن كنت في شك مما أنزلنا ‘ليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبللك "

ثانياً : هناك أمر ثان يبرهن استمرار المسيحية وكتبها المقدسة

أن القرآن أورد قصص الأنبياء بإختصار وإيجاز ، بينما أورتها التوراة والانجيل بتفصيل يجعلهما مرجعاً وافياً للتوضيح ، والقرآن نفسه في سورة النحل 43 يقول " وما أرسلنا من قبلك الا رجالاً نوحي اليهم فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " . وفي سورة الشعراء الآيات 193-196 " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من اللمنذرين بلسان عربي مبين وانه لفى زبر الأولين " ( أي في كتب الأولين).

هذا يعني أن التوراة والانجيل يحتويان على ما جاء في القرآن من أحكام وشرائع وتعاليم أخلاقية بحيث لا يمكن أن ينسخا لأنهما شريعة ا لله

ثالثاً : القرآن لم يذكر أبداً نسخ التوراة ولانجل وبلرجوع لى لمعجم لمفهرس لألفاظ القرآن نجد أن ذكر " النسخ " جاء مرتين في القرآن أولهما في سورة البقرة 106 " ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها " والثانية في سورة الحج 52 " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته "

بالرجوع الى كتاب ( أسباب النزول ) لجلال الدين السيوطي نجده يذكر سبب النزول " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو ننسها " قال اخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن أبن عباس قال " كان ربما ينز ل الوحي على النبي بالليل ونسيه بالنهار فأنزل الله " ما ننسخ من آية أو ننسها بخير منها أو مثلها . وواضح يا صديقي القارىء أن القول " ننسخ آية " لا يقصد به الانجيل أو التوراة ، أما سبب نزول " فينسخ الله مل يلقي الشيطان " فيقول جلال الدين السيوطي في كتابه ( أسباب النزول ) قرأ النبي بمكة " والنجم... فلما بلغ " " أفرأيتم اللات والعزى زمناة الثالثة الأخرى " ألقى الشيطان على لسانه تللك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى " فقال المشركين " ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم " فسجد محمد وسجدوا فنزلت هذه الآية " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياتهى والله عليم حكيم " . وواضح يا عزيزي القارئ أن الله حسب هذه الآية نسخ ما ألقاه الشيطان في امنية النب محمد ولا ولا اشارة هنا بالمرة للتوراة أو الانجيل .

رابعاً : أن ملاييين البشر اليوم في كل أنحاء العالم يعملون بموجب أحكام التوراة والانجيل ، فحكمها مازال قائماً ، ولايستطيع أحد أن ينكر فضل الكتاب المقدس على المدنيات الحديثة ، ولا عجب في ذلك فان الذي يقرأ التوراة والانجيل يجد بينهما توافق وتناسق فريد سواء موضوعاً أو جوهراً فالكتاب المقدس وحدة واحدة متكاملة . بلا تغيير و لا تبديل .

لقد كتبت أسفار الكتاب المقدس بايدي أناس اوحيء اليهم بالروح القدس .

واستغرقت مدة كتابة الكتاب المقدس حوالي 1600 سنة . واشترك في كتابته أكثر من أربعين كاتباً ، فيهم النبي والفيلسوف والصياد والشاعر والطبيب والفلاح ،. والكل كتبوا ما اوحى الروح القدس ما كتبوه ، ونرى النتيجة الأخيرة ، أن الكتاب المقدس وحدة متناسقة ، فريدة موضوعها واحد ، هو السيد المسيح !!!

لو اننا درسنا بعض ما كتبه مجموعة من الادباء العرب المعاصرين عن موضوع واحد لوجدنا خلافات جذرية بينهم ، بالرغم من انهم كلهم عرب ، في عصر واحد ، لكنهم يختلفون حول قضية واحدة ، أما الكتاب المقدس فهو متجانس بدون تناقض ، رغم الفترة الزمنية الطويلة التي كتب فيها ، ورغم اختلاف جنسيات وخلفيات من كتبوه ، والسبب في ذلك هو أن الله الواحد هو الذى أعطاه وأملاه لهم .

وهذا هو السر في انه ينسب حاجات البشر ويقدم لهم حلاً لمشاكلهم .

و لأن الكتاب المقدس كتاب فريد وعجيب فقد تمت ترجمته الى أكثر من ألف ومائتي لغة و لهجة ، .

خامساً : لقد حافظ الله على الكتاب المقدس وسط الاضطهاد ، حاول كثيرون أن يحرقوه أو يمنعوا من نشره منذ أيام أباطرة الرومان ، وحتى أباطرة الحكم الشيوعي ، ولكنهم لم ينجحوا أو يفلحوا ، لقد هزأ به كثيرون وهاجموه ، وصار الهازئون والمهاجمون في خبر كان ، لكن الكتاب المقدس مازال باق وسيبقى الى يوم مجيء السيد المسيح .

قال الملحد فواتير ( الذي توفى عام 1778 م ) : أن بعد مائة سنة ستكون المسيحية قد أمحت وصارت تاريخاً . ولكن صار فولتير في ذمة التاريخ ولم تمضي خمسون سنة على وفاتهة حتى استعملت جمعية نشر الكتاب المقدس منزله مطبعة لنشر الكتاب المقدس، وقبله سنة 303 م أصدر الامبراطور الروماني دقلديانوس أمرأ بإحراق الكنائس والكتب المقدسة وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية ، ولكن مات دقلديانوس وظل الكتاب المقدس ، والجدير بالذكر أن الذي خلف دقلديانوس على العرش وهو قسطنطين الذي آمن بالمسيح وأوصى يوسابيوس بنسخ خمسين نسخة على نفقة الحكومة الرومانية .

عزيزي هل بعد ذلك نقول إن الكتاب المقدس قد ن‘سخ ، أو أن الاسلام قد نسخ دين المسيح ؟

ان المسيحية من الله ، وكتابها المقدس يحوي الحق الذي اعطاه الله ، وجوهر المسيحية هو المحبة ، الله محبة وبرهن لنا في المسيح ، الذي جاء الى أرضنا منذ أفي سنة تقريباً ، ومات على الصليب ، دافعاً اجرة خطايانا واثامنا ، جاء ليحرننا من عقاب الخطية الذى هو موت ، كان مصيري هو الهلاك ، والموت الأبدي في الجحيم ، لكن المسيح فدانا ، وجاء ليحمل العقاب ، هل تقبل ما فعله المسيح من أجللك ، انه مازال يفتح أمامك باب الرحمة ، والغفران ، إن قبلت سوف تنعم بدار الخلود ، وان رفضت أنت وحدك تتحمل .

أضف تعليق

لا يسمح بالكلمات التى يتطاول فيها صاحب التعليق على فكر او معتقد او شخص بعينه.. كما لا يسمح بنشر التعليقات التى تتضمن الفاظ تتنافى مع الاخلاق و الاداب العامة


كود امني
تحديث

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube