الرئيسية قصص واقعية المفاجأة القاسية

المفاجأة القاسية

PDFطباعةأرسل إلى صديق

تلفت حوله فوجد نفسه وحيدا ، فقد مات أبوه و هو طفل وعاش مع أمه التي لم تكن تملك أن تعمل شيئا سوى أن تخيط بعض الملابس للجيران و الأصدقاء و من هذه الجنيهات تمكنت أن تدخله المدرسة
فتفوق  بها رغم ظروفه القاسية و راحت الأحلام تداعب جفونه  ، هل يمكن أن يصير شيئا عظيما برغم الظروف ، فكانت أمه تقول له دائما : هل يستحيل على الرب شئ ، الذي أعطى لسارة ابنا ، الذي نجى دانيال من الأسود ، الذي أطفأ  قوة النيران ، الذي أشبع الجموع من الخمس خبزات.

ولكن مفاجأة قاسية كانت تنتظره و هي موت أمه وهو لم يبلغ بعد سن الثالثة عشر وتباعد الأقارب مكتفين بحضور العزاء والتمنيات الطيبة .....

ولكن كلمات الأم ظلت ترن في أذنيه : هل يستحيل على الرب شئ ، تجدد الأمل في قلبه و قرر أن يدرس ويعمل في نفس الوقت و هكذا تنقل من أحواض الغسيل في المطاعم و مسح البلاط في المستشفيات ، وكم كان يستهويه منظر الأطباء في ملابسهم البيضاء و يداعبه الحلم القديم ، هل يمكن أن يصير طبيبا و هل سيكون ملاك رحمة ؟

ثم عاد يصلي يارب ، لست أفهم إرادتك الآن في كل ما حدث ، ولكني واثق إن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.

كم كانت تستهويه قصة يوسف ، وهو في البئر ثم في السجن ثم أعظم رجل في مصر .

و في ليلة شديدة البرودة عاد بعد انتهاء عمله في المستشفى من غسيل الأرض ، وكان الجوع ينهش أحشاءه ، ماذا يعمل ؟ هل كان من الأفضل له أن يسرق أو يتسول ، لا ....

سأطرق الباب وأطلب لقمة عيش من أي شخص ، وفعلا طرق باب بيت صغير في الطريق ، ففتحت له فتاة شابة لكنه لم يجد في نفسه الشجاعة أن يطلب خبزا ، فلم يتعود أن يتطلب شيئا من أحد ، وقالت له : أي خدمة ؟ فقال لها : ممكن كوب ماء ، رأته الفتاه يرتجف من البرد بقميصه البالي ، فأحضرت له كوب لبن ساخن و سندويتش كبير من اللحم  ، فأبرقت عيناه و شكرها بشدة و التهم السندويتش وانصرف.

و مضت الأيام طويلة قاسية ولكن الحلم تحقق واستطاع بمكافأة التفوق في الثانوية العامة أن يدخل كلية الطب و يتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف ويصير معيدا بقسم الجراحة .

و حصل على الدكتوراه و صار جراحا مشهورا وافتتح مستشفى خاص وكان يتم استدعاؤه في العمليات الخطيرة التي تحتاج لمهارة خاصة .

و في ليلة تم استدعاؤه لإجراء عملية عاجلة خطيرة لطفل في الـ12 من عمره و أتم العملية بمهارة شديدة وبتوفيق من الله و لكنه طلب من الأم أن يمكث ابنها في المستشفى لمدة خمسة عشر يوما تحت الملاحظة  ولكن الأم أصرت عل خروج ابنها على مسئوليتها لعدم تمكنها من دفع نفقات المستشفى ، فهي بالكاد سوف تستطيع دفع ثمن العملية ....

أما الطبيب فأصر على مطلبه ، فوافقت الأم ، و عند انتهاء المدة ، قدمت طلبا لتقسيط المال و ....

و لكن المفاجأة الشديدة التي أصابتها بالذهول عندما ذهبت لتدفع المبلغ عند الموظف هي عدم وجود  فاتورة ، فقط ورقة مرسوم عليها كوب لبن و سندوتش و مكتوب بخط كبير تحتها : تم سداد الفاتورة منذ 20 سنة ثم توقيع الطبيب.

و رأى الطبيب ابتسامة الأم و فرحتها هي وابنها ، وتذكر أنه مر بنفس الأحاسيس منذ 20 سنة .

و الآن ثق يا صديقي انه مهما يحدث في العالم من حولك يجب أن يكون هناك سلام في داخلك لأن الله موجود إلى جانبك، وبغض النظر عما تخبئه الأيام يمكنك أن تعتمد على الله كمصدر ثبات بالنسبة لك.

اطلب من الله أن يدخل حياتك الآن، يمكنك فعل ذلك عن طريق الصلاة. الصلاة التى هي محادثة شخصية صادقة بينك وبين الله يمكنك الآن أن تصلي هذه الصلاة بإخلاص إذا كانت تعبر عن رغبة قلبك:

"يا الله لقد ابتعدت عنك من كل قلبي ولكني أريد تغيير ذلك الآن. أريد أن أعرفك أريد أن أقبل يسوع المسيح في حياتي وأتمتع بغفرانه لخطاياي. لا أريد أن أكون منفصلاً عنك بعد الآن، كن سيداً مُكرماً على حياتي من الآن فصاعداً. شكراً لك."

فإن الله قد وعدك أن يعطي معنى لحياتك و أن يجعل مسكنه في قلبك وأن يمنحك حياة أبدية .

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube