راحة و قوة

PDFطباعةأرسل إلى صديق

يا رب أنا لست قوياً كل محاولاتي وتطلعاتي لإثبات نفسي لم تجعلني قوياً.
اشتاق للقوة العميقة التي تأتي من الهدوء و السكينة ومن الثقة الحقيقية فيك
إنني أريح نفسي المتعبة فيك اليوم، يا رب أعطني الشجاعة لكي أهدأ أعطني الإيمان لكي أثق بك. قوني اليوم يا رب في رحمتك.

عملنا جزء هام من هويتنا. لدينا احتياج مشروع للشعور بالكفاءة والقدرة على الإتقان والشعور بأن لنا مساهمة في العالم من حولنا. هذا الاحتياج كثيراً ما يتشوّه ويتحول إلى رغبة قهرية في العمل. نعمل ونعمل لأننا نريد أن نثبت أنفسنا، لأننا نريد أن نشعر أننا قادرون وأقوياء. عندما تختلط هويتنا بالإنجاز الذي نحققه فإن هذا يمدنا بحالة من القوة الظاهرية. لكن هذه القوة ليست عميقة فينا. فكلما نحقق وننتج، كلما نشعر بالقلق، لأننا نخشى على ما نفعله من الانهيار. وكأنه سيأتي يوم فيه نكشف على حقيقتنا! قوتنا المزيفة تأتي من أعمالنا و إنجازاتنا وليس من قوة روحية كامنة فينا.


إن القوة تأتي من مصادر أخرى. ربما أكبر مفاجأة هي أن القوة تأتي من السكون أي الراحة، والنجاة تأتي من الهدوء. لماذا؟ ما هي أهمية السكون والهدوء؟
عندما أسكن وأرتاح، أجبر نفسي على التخلي عن فكرة أنني منقذ هذا العالم وأنني وحدي من يستطيع إنقاذ نفسي! إننا نحتاج أن نقبل وضعنا في هذا العالم كمخلوقات تحتاج القوة والنجاة ممن لديه قوة أكبر مما لدينا. عندما نفعل ذلك ننجو ونحصل على قوة لأننا تراجعنا عن محاولات تخليص أنفسنا.


الهدوء أيضاً يجعلنا نسمع ما يريد الله سبحانه أن يقوله لنا. عندما تكون حياتنا مليئة بضوضاء ما نفعله وما نظن أننا يجب أن نفعله وما نريد أن نفعله، هذا السعار المحموم من العمل المتواصل، يمكن أن يطغى على صوت الله الخفيض الهادئ. عندما نهدأ، نعود ونسمع كلمات الله المليئة بالرحمة والتي تملأنا بالقوة.

 

 

Facebook

Twitter

Facebook

YouTube