كان مسيحيو نجران يجعلون من مولد المسيح المعجز دليلاً على الهيته وبنوته لله فأجابهم القران: ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم، خلقه من تراب ثم قال له: كن فيكون (ال عمران59(."
فقارن القران، في الرد عليهم، الغريب بالاغرب: المسيح ولُد بدون أب، وآدم كان بدون أب ولا أم! فكما ان مولد آدم لا يجعله الهاً، كذلك مولد المسيح لا يحعله ابن الله. هذا منطق القران ومنطوقه.
فالقران لا ينكر فضل المسيح على المرسلين، بمولده المعجز الذي انفرد به على العالمين. انما ينكر برهنته على الهية المسيح.
لذلك نستغرب قول الذين لا يرون للمسيح فضلاً على المرسلين اجمعين بمولده المعجز، ونستغرب استشهادهم بهذه الاية. فخلق آدم بدون أم ولا أب ليس معجزة، اذ المعجزة خرق العادة: فخلق آدم بدء لناموس الطبيعة البشرية؛ اما مولد المسيح من أم بلا أب، فهو خرق العادة وهو المعجزة عينها. وبما ان الله قد خص المسيح بمعجزة مولده من دون المرسلين أجمعين، فقد فضله عليهم اجمعين. لا ينكر القران ذلك، بل يستنكر البرهنة به على بنوته او الهيته.
فختم قصص مولد المسيح المعجز باستجماع المعجزات التي تمت فيه:
تمثل جبريل، رئيس الملائكة، لمريم بشراً سوياً وكلمها شفاهاً وعياناً (مريم 16(. 2- بشرها "بغلام زكي" اي "طاهر من الذنوب" ) البيضاوي( منذ الحبل به (مريم 18.
يتم الحمل بالمسيح بمعجزة الهية، بدون واسطة مخلوق.
مدة الحمل بالمسيح معجزة، باجماع المفسرين المسلمين.
كيفية المولد معجرة ايضاً: " كما حملته نبذته " (البيضاوي.
6- " فناداها من تحتها ألا تحزني "(مريم 13) من المنادي ؟؟؟ " جبريل كان يقبل الولد "(البيضاوي). فالمسيح وحده في العالمين،قام جبريل مقام القابله في مولده .او كان المولد الوحيد الذي حضره جبريل.
7- معجزة النخلة: "وهزي اليك بجذع النخلة تُساقط عليك رطباً جنياً" )مريم 25(. "روي انها كانت نخلة يابسة، لا رأس لها ولا ثمر، وكان الوقت شتاء، فهزتها، فجعل الله تعالى لها رأساً وخوصاً ورطباً" )البيضاوي(.
معجزة النهر السري: "قد جعل ربك تحتك سرياً". قال الجلالان: "ناداها جبريل وكان اسفل منها: الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا اي نهر ماء كان قد انقطع". وقال الزمخشري: "لم تقع التسلية بهما من حيث انهما طعام وشراب، ولكن من حيث انهما معجزتان تريان الناس انهما من اهل العصمة".
نطق المسيح منذ مولده، ولم يحصل ذلك لاحد من العالمين.
نطق المسيح منذ مولده )مريم 30، ال عمران 46(. وحده ولد نبياً.
هذه النبؤة تقتضي كمال العقل منذ مولده: " اكمل الله عقله واستنبأه طفلاً" البيضاوي.
ينال كمال الوحي والتنزيل منذ مولده: "ويعلمه الكتاب والحكمة ) الحكم! والتوراة والانجيل"ال عمران 48(" يكلم الناس في المهد وكهلاً" علـــــى حد سواء.
معجزة التكليف بالفرائض الدينية وهو طفل: " واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً" )مريم 30(، يقولها المسيح في مهده.
معجزة القداسة والعصمة منذ مولده: "وجعلني مباركاً اينما كنت")مريم 30. فهو وحده "المبارك" في زمان ومكان معجزة نبؤته بموته وبعثه، حين مولده: "والسلام علي يوم ولُدت ويوم اموت ويوم أبعث حيّاً" )مريم 32.
فهل جرى شيء من ذلك لاحد من العالميـن، واكابر المرسلين مثل ابراهيم
وموسى )) ومحمد !! ((؟؟ حقاً لقد انفرد المسيح بمولده، وبمعجزات مولده على العالمين وعلى المرسلين اجمعين. فالمسيح آية الله الكبرى في مولده.