كل من قرأ التاريخ رأى أن المسيحيين منذ بداية العصر الرسولي إلى بداية القرن الرابع الميلادي عانوا الاضطهاد والتنكيل من الوثنيين واليهود, واحتملوا العذابات بأقسى ألوانها بصبر أدهش العالم، حتى معذبيهم أنفسهم, وهذا الاحتمال العجيب نشأ عن إيمانهم بالإنجيل المقدس، وتمسكهم بمبادئه الإلهية, ، والتاريخ يروي لنا أنهم أقبلوا على الاستشهاد بفرح حباً بالمسيح، وطاعة لأمره القائل: كُنْ أَمِيناً إِلَى المَوْتِ ـ رؤيا 2: 10
ونقتصر في هذه الأبحاث على المواضيع التي تهم الحوار بين المسيحية والإسلام . قد يسلم أهل القران بان للإنجيل والكتاب كله ، في عرف القران، منزلة القران نفسه . لكنهم لأسباب معروفة ينكرون ان القران يشهد للكتاب والإنجيل في وضعهما ، في عهد محمد؛ وانما هو يشهد للتوراة والإنجيل كما نزلا على موسى وعيسى . والقران ، على حد قولهم ، يشهد بتحريف الكتاب والإنجيل