قال السيد مصطفى عبد اللطيف درويش فى مقدمة ندائه : ـ
" لا شك أننا نحن المسلمين نؤمن بأن الله تعالى أنزل القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم "
يعتقد الكثير من المسلمين ان الغلام الذي بشرت الملائكة بولادته او الغلام الذي كان ينوي ابراهيم ذبحه امتثالا للرؤية التي اعطاها له الله هو اسماعيل ، والحقيقة ان هذا التصور او الفهم حديث نتيجة بعض المفسرين الذين قالوا هذه التفاسير بدون الرجوع الى ائمة المفسرين او الى اقوال الصحابة على احسن الفروض ، او بقصد اخفاء وتشويه متعمد الى حقائق اسلامية قديمة وذلك لغرض في نفوسهم ، سوف نوضحه الان .
كيف تبدأ الرحلة ؟ : المسيحية هى : الله لما لم يمكننا أن نصعد إليه، نزل الله إلينا وأخذ جسد ومات على الصليب ليدفع ثمن خطايانا، ثم قام منتصراً على الموت ليقيمنا كأولاد له .. ثم يدور التركيز حول خمس تركيزات :
الله محب البشر (أم 8 : 31)
موقف البشر من محبة الله (أى 21 : 14)
نتيجة هذا الموقف (رو 6 : 23)
مباردة المسيح الحبية (2كو 5 : 19)
موقف الانسان من قرعات المسيح على القلب (رؤ 3 : 20)
قابلته بعد فترة غياب طويلة .. امتدت منذ أن كنا زملاء فى مدرستنا الإعدادية .. إنه صديقى الحبيب الذى تخرج من كلية الحقوق وصار محامياً مرموقاً .. وقتها جلسنا نتذكر تلك الأيام الجميلة التى كنا نتناقش فيها سوياً بمحبة وتفاهم ونذهب إلى الكنيسة ولا سيما فى اسبوع الآلام .. نتذكر موت الرب يسوع على الصليب من أجلنا .. فهو الذى أحبنا وبذل حياته لأجل خلاصنا..
الرب يسوع المسيح هو نبع الماء الحى النازل من السماء ليروى كل عطشان .. الذى وحده وقف ونادى قائلاً : " إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب " (يو 7 : 37) .. نعم .. أليس هو الذى عاتب شعبه قديماً بتركهم إياه النبع الحى والبحث عن مصادر أخرى للشبع والإرتواء ؟ لذا قال : " لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آباراً آباراً مشققة لا تضبط ماء " (ار 2 : 13) ..
الرب يسوع المسيح هو أعظم شخصية عرفها التاريخ ، فهو الذى قال عنه القديس يوحنا المعمدان : " الذى من فوق هو فوق الجميع ... " (يو 3 : 31)
وهو شخص لم تنتهى حياته قط ، إذ لم يستطع الموت أن يقهره مثلما حدث لكل البشر على مر العصور .. مهما بلغوا من درجة عالية فى القداسة والتقوى أو حتى النبوة .. فالمسيح ليس له جثة متعفنة ، ولم ينهش دود القبر لحمه ، بل هو حىٌ فى السموات وهو موجودٌ فى وسطنا ..
قضى أستاذٌ اثنتين وأربعين سنة يدرس الكتب الشرقية، وكَتب بعد ذلك مقارنة بينها وبين الكتاب المقدس، قال فيها :
"كوِّمْ هذه الكتب على جانب مكتبك الأيسر، إذا شئت. ولكن ضع كتابك المقدس على الجانب الأيمن، وحده بمفرده، وبينه وبينها كلها مسافة. فهناك فعلاً مسافة كبيرة تفصل هذا الكتاب الواحد عنها كلها فصلاً كاملاً وإلى الأبد. إنها مسافة حقيقية لا يمكن أن يُقام عليها جسر (كوبري) من أي عِلم أو فِكر ديني".
ونهدف من هذا الكتاب أن نوضح تفرُّد الكتاب المقدس لأنه كلمة اللّه.
لماذا يصر هؤلاء على الإدعاء بأن البشرية ، قبل نزول القرآن ، كانت مجرد قطيع من الهمج الذين لا هم لهم سوى عبادة الأوثان وقتل بعضهم بعضا في خدمة طغاة متألهين من طراز فرعون ؟ وأن هذا المجتمع الشيطاني لم يكن في وسعه أن يقدم لمسيرة الحضارة شيئاً عن خلق الكون أو تطور الجنين في الرحم ، أو شكل الأرض أو موقع المدار القمري بالنسبة إلى الشمس .
وأن القرآن وحده ، هو الذي غير هذا الواقع ، وأضاء الطريق المظلم فجأة ، بما أورده من حقائق علمية ، فتحت أبواب المعرفة أمام العقل البشري في جميع المجالات ، من ميدان التشريع والقضاء ، إلى ميادين الطب والفلك وعلم الأرصاد الجوية
هذا الكتاب الذي بين يديك (تساؤلات حول القرآن) هو الكتاب رقم (14) في سلسلة "حوار الأديان" وموضوعه: التساؤل عن إعجاز القرآن اللغوي والعلمي الذي يدعيه البعض، وإيضاح أن هذا الادعاء غير صحيح بالمرة. وستجد في هذا الكتاب الأدلة على ذلك.
هذا الكتيب يضمّ عدة اسئلة من متراسلين معنا:
السؤال الأول: إن حمل خطايا الآخرين ظلم، فكيف توفقون بين هذه الحقيقة، وقولكم أن المسيح أتى إلى العالم، ليكون كبش الضحية من أجل خطايا الناس؟
السؤال الثاني: ورد في كتابكم المقدس هذه العبارة: «وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» وإنكم لتسلمون معي أن سفك الدماء لا يتفق والرحمة، بل هو ينافي محبة الله الرؤوف العادل بذبح الحيوان؟ وما العلاقة بين مغفرة الخطايا وتعذيب الحيوان المسكين بالذبح؟ أو لا ترون معي أن هذه العبارة: «وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» لا يمكن أن تكون أمراً إلهياً؟
الصفحة 1 من 4