بحسب القران تنفرد رسالة المسيح على رسالة الأنبياء أجمعين بسبع ميزات هي سبع آيات لها ترفعها على الرسالات كلها .
أولا : ولد المسيح على الهدى والنبوة
أعاظم الأنبياء ، من إبراهيم إلى موسى إلى محمد ، لم يصيروا أنبياء إلا في الكهولة . ولا شيء قبل هدايتهم ودعوتهم للنبوة والرسالة يميزهم عن بني قومهم .
ومحمد نفسه ، نبي القران : ( ووجدك ضالا فهدى) الضحى7 ؛ وما دعي للرسالة الا في الأربعين .
المسيح وحده في العالمين والمرسلين ولد على الهدى ، وولد نبيا : فقد نطق في مهده ( قال : اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم 29 ونطقه في مهده معجزة نبوته منذ ومولده .
قال البيضاوي مفسرا آية مريم 29 ؛ ( اكمل الله عقله واستنبأه طفلا .
وبالفعل فهو (يكلم الناس في المهد وطفلا ) آل عمران 47 ، (إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا ) المائدة 113. قسره الرازي : ( قوله ( تكلم الناس في المهد وكهلا ) من غير ان يتفاوت كلامه في هذين الوقتين . وهذه خصية شريفة كانت حاصلة له ، وما حصلت لاحد من الأنبياء لا قبله ولا بعده .
ثانيا المسيح في نبوته استجمع الوحي والتنزيل كله منذ مولده
منذ مولده قال: ( آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) ، فمنذ مولده : (يعلمه الكتاب والحكمة ، والتوراة والإنجيل) آل عمران 48. قال البيضاوي : ( الكتاب جنس الكتب المنزلة ، وخص الكتاب (التوراة والإنجيل) لفضلهما) . وكرره في تعداد نعمة الله على عيسى ، وميزته على المرسلين: ( اذ علمتك الكتاب والحكمة ، والتوراة والإنجيل ) المائدة 113.
فصره الرازي : ( الكتاب أي الكتابة وهي الخط –(لا يرد هذا المعنى على الإطلاق في القران)- او جنس الكتب ، وأما الحكمة فهي عبارة عن العلوم النظرية والعلوم العلمية . وخص التوراة والإنجيل بالذكر على سبيل التشريف، أو إشارة إلى الأسرار التي لا يطلع عليها أحد إلا أكابر الأنبياء ).
وهذه ميزة مزدوجة . لقد علم الله المسيح الوحي والتنزيل كله ؛ ولا يقول ذلك بحق أحد المرسلين ؛ وعلم الوحي والتنزيل كله منذ مولده ، ولا يقول القران ذلك بحق إبراهيم ولا بحق موسى ولا بحق محمد ، (خاتم الأنبياء وأفضلهم!) .
ومن يخصه الله بالتنزيل كله ، منذ مولده ، ألا يكون سيد المرسلين؟.