(الروح ) في القران :
يأخذ القران (الروح) بمعاني عديدة مختلفة : فمرات يظهر ان الروح ملاك : ( تنزل الملائكة والروح فيها (ليلة القدر) بإذن ربهم ) ( قدر 4) ثم (يوم يقوم الملائكة والروح صفا) ( نبأ 38) ثم ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) معارج 4 .
ومرات يظهر ان الروح سيد الملائكة : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء ) نحل 2 .
ومرات يجعل الروح من نصيب كل الأنبياء : ( يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ) غافر 15 .
ومرات يجعل الروح وحيا : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من امرنا : ما منت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) (شورى 52) : فتارة الروح وحي ، وتارة الروح واسطة وحيا.
بل يجعل الروح من نصيب كل المؤمنين يؤيدهم في ايمانهم : ( أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه ) (مجادلة 52) : فهل الروح هنا ملاك ام فوة من الله ام عون معنوي ؟. .
والروح ، والروح الامين ، وروح القدس هو جبريل أوحى إلى محمد :
( وكذلك أوحينا إليك روحا من امرنا) (شورى 52) (نزل به الروح الامين على قلبك ) (الشعراء 193) (قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) (نحل 102)
(قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك) بقرة 97.
وبما ان القران يسمي الروح الذي يوحي إلى محمد ، أي جبريل ، فلا سبيل بعد إلى تأويل الروح الامين او روح القدس المذكور هنا بغيره ، ولا إلى خلط (روح القدس) الموحي إلى محمد (بروح القدس) الذي أيد المسيح .
فالروح الذي أيد المسيح يتصف بالقدس اختصاصا ، وامتيازا له عن غيره : (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم وأيدناه بروح القدس) بقرة 87 و 253.
بهذا الروح القدس امتازت شخصية المسيح ورسالته بالخوارق الخارقة: ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ أيدتك يروح القدس . . . . فيعمل معجزات على الأرض ومعجزات من السماء كإنزال المائدة .
وروح القدس هذا يتميز عن الروح الذي بشر مريم بعيسى : ( فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا) مريم 16 . فهذا الروح ملاك من ملائكة البشارة : ( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ) ال عمران 45 .
وروح البشارة يتميز عن الروح الملقى او المنفوخ في مريم : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ) ( أنبياء 91)
( ومريم أبنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ) تحريم 12. في هذين النصين قد يكون الروح نافخا او منفوخا ؛ فعلى معنى الفاعل ( من روحنا) يعني الملاك النافخ وعلى معنى المفعول (من روحنا) بعني الروح المنفوخ في مريم او في فرجها أي روح عيسى الذي كونه في رحم امه مريم .
وهذا الروح الذي كونه هو روح من الله القاه إلى مريم : ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها إلى مريم – وروح منه) نساء 170.
وهكذا فالروح في القران أما شيء وأما شخص ؛ و(الشخص الروح ) ملاك من الملائكة كجبريل الذي يوحي إلى محمد او كالملاك الذي يبشر زكريا أو مريم أو ملاك آخر ؛ ( والروح– الشخص) الذي يؤيد المسيح في رسالته غير الروح الذي منه تكون عيسى في رحم مريم.
فالمسيح ( روح الله او روح من الله ) غير روح القدس الذي أيده .
والقران بإسناده هذا اللقب ( روح منه) (نساء 170) إلى المسيح يعطي عيسى ابن مريم اسما يفوق كل اسم ، به تعرف شخصيته ويحدد معنى اللقب السابق (كلمته القاها إلى مريم) نساء 170 .
الروح عند المقسرين
فما معنى قوله : ( عيسى ابن مريم روح منه تعالى ) في الآية الشهيرة؟؟.
قالوا معناه ما ورد عن آدم ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) ( حجر 19)
(ثم سواه ونفخ فيه من روحه ) (سجدة 9) ؛ وعن مريم ( نفخنا فيها من روحنا) (انبياء 91) ،
( ونفخنا فيه من روحنا ) (تحريم 12) بدليل المبدإ العام ( ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) ال عمران 59.
فكما نفخ الروح في آدم نفخ أيضا في مريم ! .
وفاتهم الفرق العظيم والبون الشاسع بين التعبيرين : فعن آدم ومريم فالروح نافخ فيهما ، أما عن المسيح فهو روح منفوخ ، ملقى إلى مريم .
في الأول الروح وادم او مريم متميزان ، أما في الثاني (فروح منه) والمسيح شخص واحد على حد التحديد : ( إنما المسيح . . . روح منه ) فروح هنه خبر ثالث من المبتدإ أي المسيح .
وهب ان قوله ( من روحي) حجر29 ، وسجدة 9 وغيرها تحمل على المفعول فتعني الروح المنفوخ في آدم او المنفوخ في مريم فهذا يعني مشاكلة الصدور ، ولا يعني قطعا مشابهة الروح الصادر من الله .
على ان بين التعبيرين فرقا ظاهرا ( فنفخنا فيه (في آدم وفي فرجها) من روحنا) ثم ( روح منه): ففي الأول يكون آدم والمسيح من روح الله ؛ وفي الثاني يكون المسيح ( روح الله) .
فكما ان المسيح هو كلمة الله ، فهو أيضا روح الله ؛ والقران يجمع بين التعبيرين في شأن المسيح فهو روح الله الذي القاه إلى مريم بنفخة من روحه .
ففي قوله ( من روحه) يعبر عن صدوره من الله ؛ وفي قوله (روح منه) يعبر عما هو في ذاته .
فلفظ (روح منه) تعريف بالمسيح وبشخصه يدل على مصدره الذي هو الله .
فهل الروح المكونة للمسيح والتي صارت المسيح في مريم هي منسوبة إلى الله نسبة خلق ام نسبة مصدر ؟؟ نقول : انها نسبة مصدر لأنها تفسر اللقب السابق ( كلمته وروح منه) . ولنلاحظ ان القران يعطف (روحا منه) على قوله (كلمته) : فالاسمان يقسر احداهما الآخر : فالمسيح هو كلمة الله وروح الله) روح الله ) : كلمة الله من حيث الاقنوم ، وروح الله من حيث الطبيعة .
وبما ان (روحا منه) خبر من المسيح في الآية 170 المذكورة فلا يجوز ان نموه فيه بكل انواع التعابير التي وردت في القران عن الروح اذ يتغير معنى (الروح) من آية إلى آية ، كما رايت ؛ ويدل على المعنى المقصود النص المحيط به
والقرائن اللفظية والمعنوية الداخلة عليه . ففي تجديد المسيح ، في سورة النساء تعبير مستقل عما سواه : يظهر منه جليا ان المسيح روح الله ، قد صدر منه ، صدور الفكر من العاقل ، صدور كلمة الله من الله .
فروح الله اسم آخر للمسيح غير كلمة الله ، وهو معطوف عليه لتفسيره ، وكلاهما معطوفان على ( رسول لله) لبيان شخصية هذا الرسول الفريدة : فالألقاب الثلاثة تتساند ، ويوح بعضها بعضا ، ويفسر فعضها بعضا ويكمل بعضها بعضا : ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته وروح منه ) .
وفي تفسيرهم لهذا اللقب الفريد حيرة وتعظيم : يشعرون انه يعني صلة خاصة بالله ، ولكن لا يجرؤون على إعلانها :
قال الجلالان : روح ، أي ذو روح (منه) أضيف إليه تعالى تشريفا له وليس كما زعمتم ابن اله أو اله معه أو ثالث ثلاثة : لأن ذا الروح مركب واله منزه عن التركيب ونسبة التركيب إليه ) . – تفسير مغرض يضعف قوة النص : المسيح روح الله لا ذو روح من الله فقط ! ثم أين الإشارة في النص إلى فلسفة التركيب التي يذكرها ؟ ! .
وقال الزمخشري :( قيل له روح الله او روح منه تعالى لأنه ذو روح وجسد من غير جزء من ذي روح كالنطفة المنفصلة عن الأب الحي ؛ إنما اختراع اختراعا من عند الله وقدرته الخالصة).
- أفلا ينفرد المسيح عن البشر جمعاء بهذا الاختراع الفريد ؟ ألا يدل هذا الاختراع الفريد على شخص وحيد ، له علاقة فريدة بالله ؟؟.
وقال البيضاوي : ( روح منه : ذو روح صدر منه تعالى ، لا بتوسط ما يجري مجرى الأصل والمادة له .
وقيل ( سمي روحا لأنه كان يحي الأموات او القلوب ) . – فالروح الذي يحي الأموات او القلب إحياء حقيقيا ومعنويا ، وينفرد بعمل يدل على اسمه الفريد ، إلا يصدر عن الله صدورا خاصا
لائقا به ؟ ألا يكون له صلة خاصة بالله دون سائر المخلوقين الذين ليسوا (روح الله) ؟.
وقال الرازي مستجمعا انواع تفاسيرهم لهذا اللقب العظيم : ( أما قوله روح منه ففيه وجوه :
1 : انه جرت عادة الناس انهم إذا وصفوا شيئا بغاية الطهارة والنظافة قالوا انه روح : فلما كان عيسى لم يتكون من نطفة الأب وانما تكون من نفخة جبريل عليه السلام لا جرم وصف بأنه روح.
والمراد من قوله ( منه) التشريف والتفضيل ؛ - 2 انه كان سببا لحياة الخلق في أديانهم
. ومن كان كذلك وصف بأنه روح ؛ - 3 روح منه أي رحمة منه : فلما كان عيسى رحمة من الله على الخلق من حيث انه كان يرشدهم إلى مصالحهم في دينهم ودنياهم لا جرم سمي روحا منه ؛ - 4 ان الروح هو النفخ في كلام العرب فان الروح والريح متقاربان ، فالروح عبارة عن نفخة جبريل ، وقوله منه يعني ان ذلك النفخ من جبريل كان بأمر الله واذنه فهو منه ، وهذا كقوله (نفخنا فيها من روحنا) ؛ - 5 قوله روح ، ادخل التنكير ليفيد التعظيم . فكان المعنى : روح من الأرواح الشريفة العالية القدسية .
وقوله منه إضافة ذلك الروح إلى نفسه تعالى لأجل التشريف والتعظيم .
ومن هذه الوجوه كلها تتضح شخصية المسيح الفريدة التي لا يدانيها نبي او رسول ، ويرفع المسيح فوق المخلوقين إلى صلة خاصة بالله .
فهو روح من الأرواح الشريفة العالية القدسية ، ولم يرد عن بشر انه منها ولو كان خاتم النبيين؛
وقول الرازي هذا أو من نقل عنه يفترض ان روحا علوية أي أحد الملائكة المقربين قد تجسد وظهر في شخص المسيح ؛ ومن يقول بذلك فالأجدر به ان يقل مقالة الإنجيل ( ان كلمة الله تجسد وصار إنسانا .
وهو روح من نفخة جبريل : إذا قصدوا جبريل كمصدر للمسيح فهذا قول هراء فليس جبريل بخالق ولا عنده نفخة خلاقة ! واذا قصدوا انه الواسطة المعجزة فما آتوا بتفسير لشيء اذ انه روح الله بمعزل عن جبريل .
وعلى كل حال فشرف الواسطة يدل على شرف الغاية .
أما قوله سمي روحا لانه كان رحمة من الله على الخلق : ليس هذا من باب التفسير بل من باب المقارنة التي لا تفي . ومع ذلك ففي اقرار بفضل المسيح على الخلق كلهم :
ولم يرد مثل هذا الفضل لأحد من البشر كما ينسب القران والمفسرون إلى المسيح .
أما قوله سمي روحا لغاية طهارته في مولده فمن باب الاستدلال لا من باب التفسير ، وان كان فيه إقرار بسمو تكوين المسيح الذي انفرد به .
وقد قارب المفسرون من فخامة الاسم وعظمته وجلاله بقولهم : سمي روحا لأنه كان سببا لحياة الخلق (الرازي) ، لأنه كان يحيي الأموات والقلوب (البيضاوي ) فجعلوه سبب الحياة الطبيعية والروحية والمعنوية ؛ وما ذلك إلا صدي لقول المسيح في الإنجيل ( أنا الطريق والحقيقة والحياة) يوحنا 10: 25 . فهو روح الله الحي المحيي .
وقد دلوا على معنى (منه) في التحديد المذكور بقولهم : ( ذو روح صادر منه)
(البيضاوي ) أي ذو روح منه تعالى (الجلالان) فالتعبير يحتمل معنى المصدر الإلهي للمسيح، اذ من أين يصدر ( روح الله ) الا من الله ؟ ؟ فالروح الذي يصدر من الله كيف يتميز عنه ؛ وبما انه ليس في الله انقسام ولا تجزؤ ، أليس هو والله واحد كذات الله ونورها ؟ وهذا أيضا صدى لتعاليم الإنجيل : ( قد خرجت من الآب وأتيت إلى العالم . . . . بهذا نؤمن انك من الله خرجت يوحنا 16: 28-30.
اليس هذا هو المعنى الكامل الذي قصده القران في تعريفه المسيح : انه كلمة الله وروحه ؟ انه لا ينطبق على مجموع الألقاب في الآية 170 إلا هذا المعنى : المسيح روح صدر من الله ككلمته
ونطقه الجوهري ؛ وكلمة الله ليس كلام خارج عن الله بل هو كلامه الداخلي كروحه.
كنت اعتقد عندما لجئت لإحدى الدول الغربية هربا من اضطهاد وظلم المتدينين المسلمين لي بسبب نشاطي الديني . أنني قد ودعت الخوف والقلق من المسلمين إلى ما لا رجعة . وذلك بحكم تواجدي في الغرب الديمقراطي ذات الأغلبية الغير مسلمة .
لكنني سرعان ما اكتشفت بطلان اعتقادي وتفاهة تفكيري وخداع أحاسيسي لي .
خصوصا بعد ان شاهدت مدى كثرة ونشاط وفعالية المنادين بالإسلام المقيمين في الغرب .
أرجو ان لا يؤخذ كلامي هذا على انه هجوما على الإسلام وتطاول على المسلمين .
فهذا ليس هدفي ولا هو أسلوبي .
انا فقط قلق على مستقبل أولادي وعلى مستقبل البلد الذي احتضني في اصعب أيام حياتي . نعم انا قلق على وطني الجديد وعلى مجتمعي الجديد الذي أصبحت انا وحدا منه . واعتقد ان هذا من حقي كانسان اصبح يشعر بالانتماء الكامل للمجتمع الغربي الذي أحيا فيه .
يرجع سبب قلقي من الإسلام إلى اكثر من سبب أستطيع تلخيصهما بكلمتين ( المعرفة وعدم المعرفة ) .
أي معرفتي انا بالإسلم . وعدم معرفة أكثرية الغربيين بالإسلام.
الإسلام كتعاليم مخيف جدا وقاسي . من يعرف الإسلام يجب ان يخف منه . هذا ليس تهجما على الإسلام ولا هو تطاول على المسلمين .
هذه دعوة أوجها لك من القلب يا صديقى أن تفكر .. تتأمل ..تدرس..تبحث..تفتش عن الحق..أن تبذل الغالى والنفيس من أجل الحق..فكل من يجد الحق فان الحق يحرره ..يحرره من قيود الشر والخوف..يحرره من الحقد والكراهية..فيصبح خليقة جديدة ..إنسان جديد ..يحب الله سبحانه وتعالى من القلب..يعبدة بخشوع ..يعرفة معرفة
شخصية .
قال أحدهم " لقد مارست فرائض الدين 25 سنة ولم أتغير ورأيت أتباع الدين الآخر حياتهم وسلوكهم مختلف فقلت فى نفسى الدين الذى لا يغيرنى سأغيره "
ليست هذه الدعوة يا صديقى لتغيير الدين ؟ لا.. فما الفائدة من زيادة
اتباع دين معبن برقم واحد ؟ بل هى دعوة لتغيير الحياة ..لتغير السلوك .. وهذا لن يحدث بالإرادة أو العزيمة فلقد جرب الكثيرون هذه الطرق ونجحوا أيام لكنهم أعلنوا فشلهم أخيراً ..إن لم يغير الله القلب فلا تغيير سيحدث.وقد قال السيد المسيح ..أما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة وليكن لهم أفضل.. هذه هى دعوتنا يا صديقى دعوة للحياة الأفضل ..مع السيد المسيح فما هو رأيه ؟؟