منذ بداية حياة الإنسان على الأرض وهو يفكر في طريقة يرضي بها الله وليحصل بها على غفران خطاياه. لقد أرشد الله الانبياء والاباء قديما إلى وسيلة مؤقتة للكفارة لحين وقت الإصلاح، وهذه الوسيلة هي الذبائح من الخرفان أو الماعز، أما الفقراء فكانت ذبائحهم عباره عن فرخي حمام أو يمام. وفي أيام موسى النبي قال الرب: "لان نفس الجسد هي في الدم فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم. لان الدم يُكفّر عن النفس" (لاويين 11:17). وهذا الطريق كان مؤقتا ولا يستطيع أن ينتزع الخطيئة من جذورها. إلى أن جاء السيد المسيح فقال عنه يوحنا المعمدان (يحي بن زكريا): "هذا هو حمل الله الذي يزيل خطيئة العالم" (يوحنا 29:1).
وبالفعل سُسفك دم السيد المسيح على الصليب ليكون ذبيحة أبدية لكل البشر، وكل من يؤمن به ينال غفران خطاياه على أساس الدم المسفوك، "ففيه لنا بدمه الفداء، أي غفران الخطايا، وفقا لغنى نعمته" (أفسس 7:1)، ليس هذا فقط بل لنا أيضا في هذا الدم القوة لكي نغلب الخطيئة. عندما يمرض أحد وينزف دم كثير فإنّه يفقد قوته ويحتاج إلى عملية نقل دم لكي يستعيد قوته. لقد استنزف الشيطان قوانا بالخطيئة، وأصبحنا ضعفاء أمامه، وأننا نحتاد إلى عملية نقل دم حتى نتقوى، وذلك بالإيمان بقوة موت المسيح وقيامته من أجلنا، لذلك فيقول الكتاب: "وهم (أي المؤمنين) قد انتصروا عليه (على الشيطان) بدم الحمل وبالكلمة التي شهدوا لها" (رؤيا 11:12).
عندما آتي إلى الله تائباً طالباً الصفح عن خطاياي على اساس دم المسيح المسفوك فإن الرب يستجيب من السماء. ويغفر خطاياي لأنه قال: "ليس الله إنسانا فيكذب ولا إبن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. أو يتكلم ولا يفي" (عدد 19:23). وقد وعد الله بأنه سيغفر خطايانا على أساس هذا الدم المسفوك إذا آمنا. فهل من الممكن أن يرجع في وعده؟
أما بالنسبة للنعمة، فالنعمة هي: أن يحصل الإنسان على شيء لا يستحقه، وهي عطية مجانيّة من الله. كيف نستطيع أن نعيش بالنعمة؟ بقبولنا عطية الله وغفرانه على أساس موت المسيح وقيامته. على أساس هذه النعمة يكون لنا علاقة شخصية مع الله كعلاقة الاب بابنه، والصديق بصديقه. ليتك تختبر إرادة الله في حياتك وتتخذ الله كأبوك المحب الحنون الذي يعتني بابنه الحبيب.
صديقي.. هل تصدّق الله؟ هل تؤمن بكلمته المكتوبة في الكتاب المقدّس؟ إنه قد غفر لك خطاياك، هو وعد بذلك.