اسمع يا عزيزي ما يقوله الكتاب المقدس عن الله: "ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟" (عدد 19:23).
"لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنساناً ليندم" (1صموئيل 29:15). وأيضاً مكتوب في الرسالة إلى أهل رومية 29:11 "فإن الله لا يتراجع أبداً عن هباته ودعوته".
ولكن، يوجد في بعض الأماكن الأخرى أن الله ندم، فهل يوجد في كلمة الله تناقض؟ لا يا عزيزي. بل هناك اختلاف في المعنى الأصلي لكلمة ندم. في الآيات الأولى تعني أن الله لا يمكن البته أن يتراجع عن كلامه. أما المعنى الثاني للكلمة فهو أن الله شعر بالحزن أو التأسف في قلبه للشر الذي لحق بالإنسان نتيجة لقضاء الله.
دعني أعطيك هذا المثل: إذا أخطأ ابني ونصحته مرة واثنين وثلاثة ولم يطع، فماذا أفعل؟ سأقوم بضربه حتى يفهم. ولكن ما هو شعوري بعد ضربه؟ كأب سوف أشعر بالندم لضربه. لذلك نجد أن كلمة ندم يأتي ذكرها عندما يلحق شرا أو كارثة بالإنسان. فمن محبة الله لنا يؤدبنا كأبناء، وبنفس المحبة يشعر الله بالندم لتأديبنا لأنه أبونا.
إقرأ تكوين 5:6،6 ستجد أن الله تأسف في قلبه لأنه خلق الإنسان، وذلك لازدياد شر الإنسان. ويمكن لك أن تقرأ عاموس 3:7،6 وأيضا يونان 10:3 . أما في تثنية 36:32 يقول الكتاب: "لأن الرب يدين شعبه وعلى عبيده يشفق". وهذا هو المعنى المقصود. فعندما يدين الله أولاده ويعاقبهم، فإنما يفعل ذلك مع وجود شفقته.