إنه لأمر عجيب أن يُقدم الله على اختيارنا ويضع ثقته فينا! قد نقول: "ولكنه لم يكن موفقاً في اختياره لي، لأنه لا شيء فيّ يستحق ذلك، وليس لي أي قيمة، لكنه لهذا السبب بالذات قد اختارك.
فطالما كنت تفكر أنه يوجد فيك شيء، فهو لا يمكنه أن يختارك، ذلك لأنه لديك أهداف خاصة تسعى إليها. ولكنك إذا تركت الله يأتي بك إلى إنهاء اكتفاءك بذاتك، حينئذ يمكنه أن يختارك لتصحبة إلى أورشليم، وهذا يعني تحقيق الأهداف التي لم يناقشها معك.
إننا عرضة لأن نقول أن الإنسان، لكونه يمتك قدرات طبيعية، فهو بإمكانه أن يصير إنساناً مسيحياً فاضلاً. إن السؤال ليس هو إمكانياتنا بل فقرنا. لا ما نأخذه معنا لكي نقدمه ولكن ما يضعه الله فينا، ولا هو مسألة صفات طبيعية تتميز بها قوة الشخصية أو المعرفة او الخبرة – فكل هذا لا جدوى منه في هذا الموضوع ولكن الأمر الوحيد المجدي هو أن نخضع لضرورة الله العظمى التي توضع علينا عندما يختارنا أتباعاً له (قارن 1كو 1: 26-30).
إن الله يختار أتباعه من أشخاص يعرفون فقرهم. إنه لا يستطيع أن يعمل شيئاً لإنسان يعتقد في نفسه أنه نافع لله. ونحن كمسيحيين لا نسعى لأي هدف يخصنا على الإطلاق، ولكن غايتنا الوحيدة هو الله. ونحن لا نعرف ما يعده الله لنا بعد ذلك، ولكن علينا أن نحافظ على علاقتنا معه مهما حدث، ويجب ألا ندع شيئاً يسيء إلى هذه العلاقة، وإن حدث أن أُصيبت علاقتنا بالله بأي شيء فعلينا أن نلتمس الفرصة لكي نسترجعها سليمة كما كانت.
إن الشيء الأساسي في الحياة المسيحية ليس هو العمل الذي نعمله، بل هو العلاقة الحميمة التي نحافظ عليها والمجال الذي ينشأ عن تلك العلاقة. هذا هو كل ما يطلبه الله منا أن نهتم به، وهو في الوقت نفسه الشيء الوحيد الذي يتعرض للهجوم باستمرار من جانب العدو.
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
للمؤلف: أوزوالد تشيمبرز