إذ قامت الطبقات الفقيرة بالثورة على كبار الرأسماليين فى فرنسا ، صودرت الممتلكات ، وقتل كثير من الإقطاعيين.
غير أن احد الامراء الأغنياء جدا أنقذ عبيده الذين دافعوا عن سيدهم بقوة ، لأنه كان يترفق بهم ويحبهم ويعاملهم كإخوة وأبناء وأحباء وليس كعبيد.
اكتفت الثورة الفرنسية بمصادرة كل ممتلكاته مع تركه حراً، لأنه كان مختلفاً تماماً عن غالبية الأغنياء.
وإذ مرت الأيام ، لم يجد عملاً يمارسه لأنه بدون حرفة ، فجاع ولم يجد بيتاً يأويه .. واذ اشتد به الجوع جداً ، وبدأت علامات الهزال تظهر عليه...
فكر ان يذهب إلى قصره ليلتقى بعبيده الذين استولوا على ممتلكاته، وبالفعل وجدهم يأكلون فرحين متهللين ، واذ حيوه وطلبوا منه ان يأكل معهم ،
تحت ضغط الجوع الشديد لم يتردد بل أسرع نحو المائدة ، بدأت الهمسات والنظرات حوله لان الامير صار جائعاً ومحتاجاً ، بينما العبيد صاروا سادة وملاكاً ،
لم يحتمل الامير همساتهم ، ولا نظراتهم ، لكن شدة الجوع ألزمته ان يمسك بلقمة خبز بين أصابعه ليرفع بالكاد يده نحو فمه ،
وإذا بدموعه تنهمر بغزارة ، ويده تتوقف عند شفتيه تحمل لقمة الخبز.
صار فى صراع شديد ، هل يأكل اللقمة مع المذلة ، ام يرفض الطعام ويقوم ، ولكنه عاجز تمام العجز حتى عن القيام بسبب شدة هزاله ، اما فمه فقد اغلق تماماً عن قبول طعام المذلة ..
بقيت " اللقمة " عند شفتيه لحظات طويلة ليتنهد الرجل فى مرارة ويسلم الروح، مفضلاً ان يموت جائعاً عن ان يعيش بلقمة الذل والهوان !!
كان بالحق جائعاً الى الحب لا الى لقمة الخبز !!
هذه قصة انسان لم يحتمل المذلة تكشف عن جوع الإنسان إلى الحب أكثر من الخبز!!