عندما أدخل إلى حضرة الله، لا أعتبر نفسي خاطئاً بصفة عامة (دون تحديد)، بل أدرك أن الخطية تتركز في وجه خاص من حياتي. قد يقول إنسان بسهولة: "نعم، أنا أعلم أنني خاطئ"، ولكنه عندما يمثل أمام الله لا يمكنه أن ينطق بهذه المقولة وحسب، فإن الإدانة تتركز في: إني أنا هو هذا أو ذاك أو آخر. هذه هي دائماً العلامة على أن هذا الرجل (أو تلك المرأة) هو في حضرة الله.
لا يوجد أبداً أي إحساس مبهم (غير محدد) بالخطية، لكن تركيز الخطية هو شيء محدد يختص بالشخص. لأن الله يبتدئ بإقناعنا بالشيء الواحد الثابت في الذهن كما يكشفه لنا روحه القدوس، فلو خضعنا لتبكيته على ذلك الشيء، فإنه سوف يقودنا إلى التخلص الكامل من الخطية. تلك هي الطريقة التي يتعامل بها الله معنا دائماً عندما نشعر بوجودنا في حضرته.
ومعرفة أين تتركز الخطية هي خبرة حقيقية عند أعظم القديسين وأصغرهم كما هي خبرة حقيقية عند أعظم القديسين وأصغرهم كما هي أيضاً عند أعظم الخطاة و أقلهم على السواء. وعندما يكون الإنسان على أول درجة من سلم الخبرة، قد يقول: "أنا لا أعرف أين أخطأت"، ولكن روح الله سوف يشير إلى شيء خاص ومحدد. إن تأثير رؤية قداسة الرب على إشعياء النبي تركز في إقناعه بأنه كان إنساناً نجس الشفتين. وهنا يقول: "فطار إلىً واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمي وقال إن هذه قد مست شفتيك فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك". فقد كان ينبغي أن تمس النار المطهرة المكان الذي كانت الخطية مركزة فيه.
(أوزوالد تشيمبرز)
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي