الكاتب: دعوة للجميع
عزيزتي الأم .. كوني أكثر إيجابية في تربية طفلك وامنحيه الثقة ولا تنظري إليه كطفل صغير محدود القدرات؛ حيث يؤكد الدكتور "كولين جيتشي" الطبيب النفسي بمستشفي الاطفال التذكاري بشيكاغو، أن إشراك طفل في الرابعة أو الخامسة من العمر في أداء بعض المهام المنزلية, ينمي لديه الثقة بالنفس ويشعره بالالتزام نحو الآخرين, فالطفل يمتلك المهارة الحركية والبراعة والتركيز المطلوب لأداء الأعمال المتنوعة.
إليك الآن بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لجذب طفلك للمشاركة في الأعمال المنزلية:
- اجعليه يشعر بأهميته وإغريه علي العمل بفكرة أنه قد أصبح كبيرا وأنك ووالده تعتقدان انه قادر علي عمل أشياء لنفسه وأوكلي إليه مهمة محددة يقوم بها يوميا ليشعر بأهميته في الأسرة.، حسب ما ورد بصحيفة الأهرام -
- اجعليه يختار المهمات المنزلية التي تناسب سنه ويميل إلي أدائها مثل وضع الأطباق علي المائدة أو رفعها أو وضع الملابس المتسخة في سلة الغسيل, أو وضع الكتب أو الملابس أو اللعب في أماكنها أو تلميع الموبيليا وطي الفوط أو تفريغ سلة المهملات.
- علميه كيف يعمل وتابعيه في أثناء العمل فإذا طلبت منه فرز الغسيل فقولي له هذا ملون وهذا سادة، وجاوبي علي أسئلته وكوني صبورة وإذا نسي خطوة من خطوات العمل ذكريه بصدر رحب.
- انسي الإتقان ففي هذه السن يكفيك أن يبذل الطفل مجهودا في العمل فإذا لم يحسن طي الفوطة جيدا أو إذا نسي أن يضع الشوكة علي الجانب الأيسر من الطبق فلا تنتقديه فالنقد سينقص من تقديره لنفسه ويجعله أقل تعاونا.
- وفري أدوات عمل للأطفال ولا تعطي طفلك مكنسة أطول منه, واشتري له مكنسة وجاروفا صغيرا ليجمع به فتات الخبز الصغيرة وضعي له سلما صغيرا تحت الحوض ليغسل طبقه.
- كوني نموذجا فلا تشكي من كثرة الأعمال المنزلية, لان هذا يوصل له رسالة بأن العمل شيء يجب الهرب منه. ولا تستعجليه ففي استطاعة طفلك أن يقوم بالعمل أفضل إذا تم إعطاؤه مهلة فبدلا من أن تقولي له اترك ما تفعله وضع الأطباق علي المائدة قولي له ستدق ساعتي بعد عشر دقائق وبعدها ستضع الأطباق علي السفرة.
- قدمي له الحوافز مثل المدح والعناق بعد أن يحسن أداء عمله, فهذا السلوك له فعل السحر وهناك تكتيك آخر فعال. وهو إعداد جدول تدون فيه مجموعة من الأعمال تضعين أمام كل عمل ينجزه نجمة, وعندما ينتهي من إنجازها كلها اخرجوا سويا لتناول الآيس كريم أو إلي المكان الذي يحبه.
- أعطيه فرصة لينمو بالتدريج فإذا استطاع السيطرة علي ما يقوم به من عمل, وأصبح يجيده مثل تصنيف الغسيل علميه كيف يضعه في الغسالة وتحت مراقبتك تستطيعين أن تجعليه يقوم بتشغيل الغسالة فيما بعد.
- إياك يا عزيزتي أن تجعلي مساعدتك طفلك لك تنسيك حقه في اللعب، وإلا ستكونين بذلك قد قضيتِ على إبداعه وتميزه؛ فقد أثبتت دراسة بريطانية حديثة صادرة عن إحدى جمعيات المعلمين في بريطانيا أن حرمان أطفال الحضانات ورياض الأطفال من ممارسة نشاطهم في الهواء الطلق يتسبب في عرقلة نموهم.
وأوضحت الدراسة أن لعب الأطفال تساعد الطفل على الابتكار وتنمي قدراته على الإبداع، وذلك من خلال اللعب خاصة الأدوات التي تحتاج إلى الفك والتركيب وإظهار المهارات والقدرات الفنية في الرسم والمهارات الحركية المتنوعة فالثقة بالنفس وحب الاستطلاع والابتكار تتفاعل بعضها مع بعض وبالتالي يصبح تقدير الأطفال لذواتهم عاليا وهو الأمر الذي يسهم في تطوير وتنمية القدرات الابتكارية لديهم.
كيف تحدين من دلع طفلك؟
إن ذكاء الاطفال : فطري يصعب تفسيره أمام بعض المواقف ، فرغم بساطة تفكير الطفل إلا انه يبدي ذكاءً غريباً حيال لعبة يصرّ على شرائها . يقول ( دنيس شولمان ) احد الاختصاصين في مجال سلوك الاطفال : ان الاطفال يترجمون ردود فعل الوالدين الى سلوكيّات تمكّنهم من تحقيق ما يريدون ، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوّد الطفل على تلبية طلباته ، من المفروض ان يسمع الطفل كلمة ( لا ) كثيرة ، يكفّ عندها من استخدام الاساليب ملتوية لتحقيق مطالبه.
أن كثيراً من الإزعاج افضل من قليل من الانحراف السلوكي ، ومع ذلك فان هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الازعاج. عندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقّق بالإزعاج مثلا فانه يتحوّل الى طفل مزعج.
أهم الوسائل التي تعوّد الطفل ان يكون مثالياً ، ويطلب ما يحتاج اليه فقط هي تجنّب تعريضه الى التلفاز والالعاب الالكترونية وعلى الوالدين ان يتداركا هذا الامر ، ويقللا جلوس ابنائهم امام شاشتي التلفزيون والكمبيوتر.
لا تستغربي ان يصرّ ابنك على شراء حذاء مرسوم عليه « نينجا السلاحف » ، او الكابتن « ماجد » او غيره من ابطال افلام الكارتون حتى لو كان ذلك الحذاء تعيساً لأن الاطفال صيد ثمين للاعلانات التجارية ، أن وهم اكثر تأثراً بها وأكثر تأثيرا على آبائهم لشراء منتوجاتها .
علينا ان ندرك اطفالنا قادرون على ان يكونوا سعداء بدون تلفزيون والعاب الكامبيوتر والعاب أخرى ، وعلى اطفالنا أن لا يتوقعوا هدية صغيرة أو كبيرة في كل خروج الى السوق بعمد كثير من الآباء والأمهات الذين يمضون ساعات عديدة بعيداً عن البيت سواء في العمل او غيره الى تعويض ابنائهم عن هذا الغياب بهدايا متكررة .
ان سلوكا مثل ذلك لا يجلب الحب للابناء بقدر ما يربط رضا الطفل عن احد والديه بمقدار ما يقدم له من الهدايا .
ويطرح كثير من آباء اليوم ، ابناء الامس عدداً من الاسئلة من قبيل لماذا قل مستوى هيبة الآباء لابنائهم ؟! ولماذا انحسر تقدير الابناء لهم واحترامهم ؟!
في الماضي نكاد تتجمد الدماء في عروق الابناء بمجرد تقطيبة حاجبين ، او نظرة حادة ، او عضّ شفة من أحد الوالدين دون أن ينطق بكلمة ، او يمد يده للضرب ، ورغم التقدم الحضاري والوعي الثقافي لكلا الوالدين ، ورغم الآف الأطنان من الدراسات التربوية فأن مستوى الإطناب التربوي يتراجع نوعاً ما أمام تربية ابن البادية او الريف الذي لا يتمتع والده بنفس المستوى الثقافي.
يكاد يمضي أبناء الريف والبادية معظم اوقاتهم في رعاية الابل والبقر وحلبهما ورعي الغنم والاستمتاع بمواليدها الصغيرة ، وجمع البيض وغيرها من الواجبات التي لا مناص منها.
بل ان الطفل هناك يسعى الى تعلّمها منذ سنينه الاولى ، ويكاد الصغير في الصحراء او الريف لا يجد وقتا يرتاح فيه ، وعلى هذا فإنه يخلط بين عمله والاستمتاع بوقته ، ويعود الى بيته وقد انهك جسمه النحيل وصفا عقله وفكره.
اما ابناء المدن فطالما يستيقظون متأخرين من النوم خصوصاً من الاجازات يبدأ برنامجهم الترفيهي امام شاشات القنوات الفضائية ، فمن فيلم كرتون ، الى برنامج الاطفال ، الى فيلم كرتون آخر ، وإذا أحس الطفل بالضجر أدار جهاز الكمبيوتر لمزيد من الالعاب الالكترونية ، لتستهلك فكره وابصاره دون أن يستنفذ طاقات جسمه الكامنة.
على الوالدين ان يحددوا لمشاهدة ابناءهم لهذه الأجهزة واذا ما تمّ إغلاق التلفاز فسيبحث الإبن والإبنة عما يشغلها .
ساعدي ابناءك في البحث عن وسائل مفيدة تشغل اوقاتهم ، كما انه من المناسب جداً ان يفهم الأبناء في أداء بعض الواجبات المنزليّة بعد تناول وجبة الافطار ، بإمكان طفل الأربع سنوات ان ينظف طاولة الطعام ، وينقل صحون الافطار الى حوض الغسيل ، وبامكانه ايضا ان يسهم في غسيل الصحون مع بعض كلمات الاطراء.
وبامكان طفل الخمس والست سنوات ان يرتب سريره ويجمع ألعابه وكتبه ويشرع في ترتيبها من الضروري ان يتحمل الابناء الصغار بعضا من الاعباء حتى يتعودوا المسؤولية مهما كان العمل تافهاً وجهي ابنك وابنتك الى القيام به وتشجعيهما على ادائه.
لاحظي ان توفير هذه الالعاب يستهلك ميزانية ليست بالقليلة قياساً بالمنافع التي هي تجلبها ، ومتى ما تولد لدى الابناء شعور بأنهم مميزون وان تفكيرهم يسبق سنهم فإنهم تلقائيا سيتحولون الى مستهلكين انتقاليين واذكياء.
وسيعزز ذلك جانب الضبط والحفاظ على الاموال احذري ان تعطي ابنك او ابنتك شعوراً بأن الاسرة فقيرة وغير قادرة على تأمين ما يلح عليه الابناء . لانهم سيراقبون تصرف والديهم وسيحاسبونهم في كل مرة يشتريان فيها شيئا لهما.
وربما يسرف كثير من الاباء في شرح اسباب امتناعهم عن تلبية رغبات ابنائهم. ولذا فإن الابن سيتعود في كل مرة يرفض فيها طلبه على تفسير منطقي . بغض النظر ان كانوا يستوعبون ما يقال لهم ام لا . اذا رفضت طلب ابنك شراء دقائق البطاطا فإنه غير المناسب ان تشرحي له اضرارها الصحية وانها تزيد من نسبة الكروليسترول وترفع ضغط الدم . وتسهم في تكسير كريات الدم وغيرها . من الايضاحات . فقط قولي له انه غير جيد لك .
في بعض الاحيان يبدو طلب الابناء منطقيا ، ومع هذا لا تستجيبين له مباشرة ... حاولي ان تربطي طلب ابنك بعمل ما حتى يكون مكافأة له على انجازه . من شأن ذلك أن يرفع قيمة السلعة لدى الطفل ، فاذا احتاج الطفل الى دراجة هوائية ، فبامكانك ربط طلبه باداء واجب كمساعدتك في المطبخ لمدة شهر واحد مثلا ، عندما سيحس بقيمة الدراجة وربما يحافظ عليها . ويتعود على طاعة والديه ومساعدتهما في البيت. لاحظي ان الواجبات التي سينفذها ليس هي واجباته اليومية المعتاد أن يقوم بها .
لا تنسي ان وظيفتك هي تنشئة اطفالك حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة . علميهم ان الحصول على شيء يتطلب جهداً حقيقياً وان التحايل والالحاح لا يأتيان بنتيجة.
من كتاب الطفل والتربيه
كيف تعلمي طفلك الإنفــاق ؟
1 اشرحي لطفلك من أين تأتي النقود: من المهم أن يعرف الطفل أن والديه يعملان ويبذلان الجهد للحصول على النقود وأن ماكينة البنك التي يسحب منها والداه النقود ليست صنبورا يفتحانه وقتما يشاءان.
اشرحي لطفلك أنه حينما تسحبان النقود التي في حسابكما، لا يمكنكما سحب غيرها قبل أن تتقاضيا راتبكما الذي تبذلان جهداً من أجل الحصول عليه في بداية الشهر التالي.
2 كوني قدوة حسنة : أنفقي النقود أمام أطفالك بطريقة مسؤولة، واشرحي لهم دائماً لماذا اخترت شراء سلعة معينة دون الأخرى.
يجب أن يتعلم الأطفال أيضا أن النقود يجب أن تنفق بحرص حتى لا ينفقوا كل ما لديهم على أشياء غير لازمة. سيساعد ذلك على أن تزرعي في طفلك قيمك الخاصة بمسألة النقود.
أيضاً لا تتكلمي أمام أطفالك عن حلمك بامتلاك شيء معين لأن ذلك سيؤكد لديهم فكرة أن الأشياء المادية هي ما تجعلنا سعداء.
3 اشرحي لهم هدف الإعلانات : عندما يصبح سن طفلك مناسباً (6 سنوات تقريباً)، يمكنك أن توضحي له هدف الإعلانات وسياسة التسويق.
على سبيل المثال، اشرحي لطفلك أن الإعلانات التي توضع دائماً مع الجرائد اليومية عن المطاعم التي تقدم الهدايا واللعب عند شراء وجبات معينة هي مجرد طريقة لإغرائنا على شراء وجبات غير صحية. اشرحي له أيضا أنه كثيراً ما تكون نوعية هذه اللعب غير جيدة.
حتى لو لم يقتنع أطفالك بكلامك أول مرة، سيختزنون هذه المعلومات في عقولهم وهذا النوع من التوجيه سيساعدهم على أن يكونوا مدبرين عندما يكبرون.
4 اجعلي لطفلك مصروفاً خاصاً: من أفضل الطرق لتعليم الطفل السلوكيات المتعلقة بالنقود هي أن تجعليه يخوض تجربة الإنفاق بنفسه.
أعطى له مصروفاً كل يوم، وعندما تذهبين للتسوق، اطلبي منه أن يأخذ معه نقوده، وعندما لا تكفي نقوده لشراء شيء معين يريده، انصحيه بأن يدخر أكثر ليشتري ما يريد في المرة التالية.
تحت كل الظروف، لا تستسلمي لتوسلات طفلك بأن تشتري له الشيء الذي يريده لأن ذلك سيضيع المجهود الذي تقومين به لغرز السلوكيات التي تريدينها فيه.
توقعي في البداية أن يشتري طفلك بعض الأشياء غير اللازمة، فتعليم الطفل قيمة النقود وكيفية إنفاقها بشكل سليم لا يحدث في يوم وليلة.
فالأمر يحتاج لخبرة لكي يعرف الطفل أنه كان من الأفضل أن يشتري سلعة أخرى بدلاً من السلعة التي اشتراها. تذكري أن تناقشي طفلك في اختياراته الخاطئة لكن دون انتقاده.
5 الاجتماعات العائلية: تعلم الطفل مهارات التدبير يعتقد الخبراء أن تحديد أوقات معينة لاجتماع الأسرة معاً لمناقشة احتياجاتها ومتطلباتها يساعد على تعويد الطفل على تلبية متطلباته باستخدام الموارد المتاحة.
الفائدة الرئيسية من هذه الاجتماعات هي تعليم الطفل كيفية إدارة دخل الأسرة وكيفية وضع الأولويات.
6 أظهري لطفلك أهمية القيم غير المادية: يجب أن نتذكر تعليم أطفالنا أن أجمل ما في الحياة ليس له مقابل مادي يذكر!
إذا صنع لك طفلك كارت عيد الأم، أظهري له سعادتك به كأنه هدية ثمينة.
تكلمي مع أطفالك عن الأوقات الظريفة التي يقضونها مع جدهم وجدتهم وليس فقط عن الهدايا التي قدماها لهم.
أظهري لهم أنهم يمكنهم أن ينفقوا نقودهم في أوجه الخير، وكيف أن ذلك يبعث على الرضا والإشباع.
سيتعلمون أن مساعدة الآخرين قد تبعث على السعادة حتى أكثر من إنفاق النقود على أنفسهم.