الكاتب: دعوة للجميع
تأثير المخدرات على جسم الإنسان
يمكننا تصنيف المخدرات حسب ما تحدثه من تأثير على متعاطيها :
أولا : مخدرات تقلل من النشاط البشرى مع الإحساس بالخمول و النعاس
وهى عقاقير مهدئة تجعل المتعاطي بعيدا عن أرض الواقع وفى حالة غيبوبة وأحلام دائمة مثل الأفيون و مشتقاته كالمورفين Morphine والهيروين Heroine و أيضا الميثارون والديميرول والكحولات بالأضافة للأقراص المنومة والمسكنات ..
ومدمني الأفيون يتناولون كميات كبيرة نسبيا للحصول على نفس الأثر الذى يحدثه الأفيون من تعود . وهذه الكميات قد تكون كافية لمهاجمة الجهاز العصبى بقوة .....................فتقلل من أنشطة مراكز التنفس Respiratory centers ومن حساسيتها كذلك تجاة ثانى أكسيد الكربون بالدم ........... مما يؤدى إلى بطء شديد في سرعة التنفس ويزداد عمقا .......
أما إذا كانت الجرعة أكبر فإن التنفس يصبح غير منتظم مع فترات من التوقف التام للتنفس Chino Stokes Respiration و قد يحدث اختناق Asphyxia مما يؤدى إلى الموت
ثانيا : مخدرات تزيد من نشاط الأنسان وتعطى أحساسا بالخفة والقدرة التى لا حدود لها
كالكوكايين Cocaine والريتالين Ritalin ومدمن الكوكايين عاده ما تتدهور حالته بصورة سريعة .............. فيفقد شهيته للطعام ويشحب وجهه و يهزل جسده ثم.. يبدأ تأثير العقار المدمر على الخلايا العصبية في الظهور ....... فيضطرب سلوكه ، ويختل عقله ، ويصبح في حاله من القلق المستمر ، غير قادر على النوم ، مع حدوث رعشات وتشنجات عصبيه ، بالإضافة إلى الكثير من الهلوسة وخاصة السمعي منها ..
ونظرا لتأثير الكوكايين على المراكز المخية المختلفة ، تزداد سرعة ضربات القلب مع ارتفاع فى ضغط الدم في بادئ الأمر .
أما إذا أعطى العقار بجرعة كبيرة فانه يحدث هبوطا فى القلب مع انخفاض شديد فى ضغط الدم و أرتفاع زائد فى درجة حرارة الجسم ( حمى الكوكايين ) وقد ينتهى الأمر بتوقف قلب المدمن وموته .
ثالثا : عقاقير تعطى الأحساس بالخفه والسعاده
كالحشيش Cannabis والماريجوانا Marihuana الذى إذا ما تناوله النتعاطى بجرعات صغيرة صار مرحا منبسطا كثير الحديث بدون داع ونادرا ما تصدر عنه تصرفات عدوانية ..
أما اذا تناول كميات كبيرة فإنه ينتقل إلى عالم من الأحلام و يتصور الجميع أن حواسه متيقظة على الرغم من أنه فى الحقيقة يفقد القدرة على التركيز و يشعر بجوع و عطش شديدين ................. نظرا لتأثيرالحشيش على مراكز الشبع بالمخ فيصبح شرها فى تناول الأطعمة وقد يعانى من تخمة زائدة تؤدى للموت ..
أيضا تختفي فكره الوقت أو الزمن من ذهن متعاطي الحشيش ومن هنا يأتى الأعتقاد الخاطئ بأن الحشيش يزيد من الفترة الزمنية للعلاقة الجنسية و يقوى القدره الجنسية ... و لكن سرعان ما تتلاشى كل هذه المشاعر الكاذبة ليحل محلها ضيق و يأس شديد لا يتخيله إنسان.
رابعا :عقاقير تسبب الهلوسة
مثل حبوب L.S.D التى تحدث أضطرابا وتداخلا فيما يستقبل الأنسان من أحاسيس فيشعر المتعاطى أنه يرى الموسيقى ويسمع الألوان ويتخيل أشياء غريبة فيرى الجمادات وكأنها أجسام نابضة بالحياة من حوله ، وبالرغم من أنه لم يعرف للآن كيف يؤثر هذا العقار العقل البشرى إلا أنه يؤدى إلى أضطرابات عقلية خطيرة قد يصعب العلاج منها.
الأشكال المختلفة للمخدرات
يمكن تصنيف المخدرات حسب أصلها .
فمنها ذات الأصل النباتي كالحشيش الذي يستخرج من زهور نبات الكانابيس ساتيفا ( Cannabis Sativa) و الأفيون المستخرج من ثمار الخشخاش (Papaver Somincferum ) ، و الكوكايين من أوراق الكوكا ( Leaves of Erythraxylom Coca )
وهناك المخدرات المصنعة كيميائيا ، إما على هيئة أقراص مخدرة كالريتالين أو مساحيق مخدرة كالهيروين والكوكايين والكودايين أو سوائل مخدرة كالماكستون فورت ...
كيفية تعاطى المخدرات
مع انتشار المواد المخدرة تعددت و تنوعت أساليب تعاطيها فمنها من يتم تعاطيه عن طريق التدخين إما مع السجائر أو الحوزة مثل الحشيش و الأفيون . تلك المواد التي تباع في الأسواق للمدمنين على هيئة قطع صغيرة ملفوفة بورق السوليفان . و قد يتناولها البعض عن طريق البلع أو أذابتها فى قليل من القهوة أو تركها لتذوب بالفم ...
و أحيانا يذاب الأفيون الخام أو المورفين في قليل من الماء ثم يحقن تحت الجلد أو فى الوريد ، ولا يخفى علينا ما يمكن أن يحدثه استعمال أدوات غير معقمة من خراريج في موضع الحقن أو نقل للأمراض نتيجة للاستعمال المتكرر لنفس الحقنة في أشخاص عديدين كألتهاب الكبد الوبائى ( Hepatitis ) ، والملاريا ( Malaria ) و أخيرا مرض الإيدز ( AIDS ) ، ففي إحصائية أخيرة أجريت بالولايات المتحدة على مرضى الإيدز وجد أنه من بين اثنتي عشره ألف حالة مصابة بالإيدز ، 73% منهم من مدمني تعاطى العقاقير المخدرة عن طريق الحقن ...
وهناك أيضا الأقراص المخدرة التي يتناولها المدمنون بكميات كبيرة كالريتالين ..
أما المواد المخدرة التي يتعاطاها المدمن عن طريق الشم كالكوكايين والهيرويين فلقد زاد استخدامها فى الفترة الأخيرة بشكل واضح ، و يستخدم المدمن بودرة الهيرويين أو الكوكايين مخلوطة بسكر أبيض و بحمض بوريك حتى يخفف تركيز المخدر فى المسحوق المتعاطى إلى حوالى 7% من العقار ، إذ أن شمة واحدة نقيه 100% من تلك المواد قد تؤدى بحياة الإنسان .
وكثيرا ما يحدث الشم تقيحات شديدة بالأنف وثقوب بالحاجز الأنفى للمدمن (Nasal Septum Perforation ) .
و جدير بالذكر أن تعاطى المخدرات عن طريق الفم يكون أقل خطورة فى بادئ الأمر عنه فى حالات الشم أو الحقن فالمخدر المعطى بالفم يمر بالجهاز الهضمي حتى يصل إلى الكبد الذي يحاول التخلص من تلك المواد السامة لكي يحمى باقي خلايا الجسم من آثارها المدمرة .
إلا أن خلايا الكبد نفسه تتلف بعد حين .. ولكن في حالات التعاطي بالشم أو الحقن ، فإن المخدر يصل إلى خلايا الجهاز العصبى مباشرة ويتلفها . و هنا مكمن الخطورة ، فالخلية العصبية هي خلية الجسم الوحيد التى لا يمكن تعويضها .
والنفس التى يدمرها ذلك الشبح الرهيب آلا وهو الأدمان هى الكنز الوحيد يا أخى الذى لا يمكن تعويضة
ويأتي سؤال ملح يفرض نفسه آلا وهو:
كيف تغير العقاقير من الحالة النفسية لمتعاطيها ؟
إن الانفعالات الإنسانية النفسية كالفرح و الحزن ما هي إلا تغييرات كيميائية تحدث في خلايا جسم الإنسان وخاصة المخ . وجميع عقاقير الإدمان عبارة عن مواد كيميائية تؤثر فى التوازن الكيميائي للمخ و الإفرازات الداخلية للجسم من هرمونات وغيره مما يغير كثيرا من الفعالات وسلوكيات المتعاطي ويظهر ذلك فيما يحس به المدمن من أحاسيس وتخيلات بعد تعاطيه المخدرات .
علاقة الأدمان بالمناعة الطبيعية للجسم
لا شك أن الشخص المدمن أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض من الشخص العادى غيرالمدمن فلقد وجد أن معدلات الأصابة بالأمراض المعدية Infectious Diseases كذلك بعض الأورام خاصة أورام الغدد الليمفاوية Lymphoma نزيد مع مدمنى المخدرات و الكحولات
يؤدى ذلك لما يحدث من ضعف وتشوهات في الجهاز المناعي للجسم نتيجة للتعاطى المتكرر لتلك المواد .. إذ يقل نشاط خلايا الليمفوسيت Lymphocytes فيحدث خللا واضحا فى أستجابة المناعة الخلوية بالجسم .
أيضا تقل قدرة خلايا الدم البيضاء على التفاعل المناعى الطبيعى عندما يصاب الجسم بأى عدوى أو التهاب . هناك أيضا عوامل أخرى غير مباشرة لا يمكن اغفالها فمثلا مدمنى الكحولات يحدث عندهم نقص شديد فى نسبة حمض الفوليك Folic acid بالدم نتيجة لضعف امتصاصه مما يؤدى الى أحباط وظائف النخاع العظمى الذى يعتبر جزءا من الجهازالمناعىلجسم الأنسان.
كما أكدت دراسات عديدة أن المخدرات على المدى الطويل تقتل خلايا المخ التي تصبح غير متجددة.. مدمن المخدرات يجعل الخلايا في مهمة الدمار لأن التعاطي على فترات يدمر خلايا العقل.
ضعف الخلايا أو تدميرها يؤدي سلبا الى الضعف الجنسي.. في لحظة يجد المدمن نفسه غير قادر على أداء واجباته كزوج.. ونظرية المخدرات مفيدة للجنس.. نظرية خاطئة وهي مجرد أوهام وشائعات انتشرت بين طوائف الشباب الذي صادق الشائعة وساعدته ظروفه في دخول التجربة فصادق شبح الإدمان.. وربما كانت الغيبوبة في المخدرات سببا في عدم خروج المدمن من نفق الإدمان. وتعاطي المخدرات بصورة دائمة له نتائج عكسية على أداء الوظائف الجنسية للزوج.
في القارة الأفريقية هناك اعتقاد راسخ وسائد بين الأزواج أن المخدرات تزيد من الفحولة الجنسية.. فتحدث لدى المتعاطي هلاوس ويتصور أنه قوي وحدوث أشياء لم تحدث في الواقع.. الغيبوبة التي عاش فيها تجعله يتصور أنه قادر على أداء دوره الجنسي بقوة وأنه قادر على استغراق وقت طويل وأدى دوره كما ينبغي.. ومع الأسف أن حالة الغيبوبة ساعدته في رسوخ معتقدات خاطئة في نفسه ربما ساعده خياله في التوهم في حدوث أشياء لم تحدث.