الكاتب: دعوة للجميع
تغلق "كل" فتاة في عمر السادسة عشرة، عينيها عند المساء لتحلم بذلك الأمير الذي يوقظها في الصباح على أحلى حياة تعيشها. ويحلم كل شاب في السادسة عشرة بفتاة جميلة نائمة، تستيقظ بلمسة سحرية منه.
لحلم الجميل:
تحكي الأسطورة القديمة أنه في يوم من الأيام جاء الأمير الجريء يمتطي حصاناً أبيض. دخل القصر المسحور. الحراس في أماكنهم والوصيفات هنا وهناك، لكنهم جميعاً نيام في وضع الوقوف. صعد السلم. وجد الخدم يشيرون إلى إحدى الحجرات، وإذا بالخدم أيضاً نيام. دخل الحجرة إذا به أمام هالة من النور تحيط بوجه فتاة جميلة نائمة منذ مئات السنين. أزاح الستار الرقيق عن فراشها. اقترب منها، طبع قبلة على وجهها استيقظت الأميرة الجميلة. استيقظت على ذلك الوجه الذي وعدتها به الساحرة الطيبة. وجه أمير وسيم طيب يستطيع أن يرفع السحر عنها ويوقظها من نومها العميق. استيقظت في عمر السادسة عشر. وانطلقت مع الأمير إلى حياة سعيدة في قصره في النصف الآخر من الكرة الأرضية. انطلقت بعد أن عادت الحياة إلأى كل سكان القصر المسحور النائم.
ومن يومها تغلق "كل" فتاة في عمر السادسة عشرة، عينيها عند المساء لتحلم بذلك الأمير الذي يوقظها في الصباح على أحلى حياة تعيشها. ويحلم كل شاب في السادسة عشرة بفتاة جميلة نائمة، تستيقظ بلمسة سحرية منه.
شمعة الـ 16 سنة:
هكذا يحمل سن الـ 16 براءة الحلم، وعمق الإحساس بالحياة والاستعداد للتواصل، وعظمة القدرة على العطاء والخلق. لكن كل هذا لا يسير على وجه أكمل إذا أخطأ الشاب أو الفتاة في تقدير الأمور، أو إذا أفتقد الأهل القدرة على استيعاب المرحلة بكل ما بها من حساسية ورقة وخطورة.
أشكال الحب:
حول حكاية الحب الأول وحب الاستطلاع وحق الشباب في تجربة عاطفية يقول الدكتور عادل محمد المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: "الحب في تلك الفترة حب مرحلي. أي أنه مرحلة يجب أن يمر بها الشخص، لكي تخدم تكوين شخصيته، وتستكمل إحساسه بالآخر، حتى يستطيع أن يكون كياناً مكتملاً يدرك وجود الآخر الذي يشاركه الحياة على وجه الأرض. لكن هذا النوع من الحب لا يكون -بالتأكيد- حباً جاداً ينتهي بالزواج. إذا تفهم الشباب تلك النقطة الجوهرية فسيتعامل بأسلوب سوي أكبر مع الشعور العاطفي الذي ينتابه عند الـ 16 سنة.
وحب الـ 16 سنة يأخذ عدة أشكال، فقد ينصب على لاعب كرة أو أبطال السينما وكبار المغنيين، ويعلن الشاب أو الفتاة عن هذا الحب بتعليق صور هؤلاء المشاهير في غرفته الخاصة. وقد يأخذ صورة الحب من طرف واحد.. كأن تحب الفتاة ابن الجيران وترقبه من خلف الشباك دون علمه، ودون محاولة لفت نظره أو التصريح بهذا الحب لأحد. وقد يأخذ شكلاً ثالثاً وهو إعلان العاطفة من الطرفين ومحاولة تبادل الخطابات والمقابلات.
كيف ينظر الأهل إلى حب الـ 16 سنة؟
"في حالة حب المشاهير والحب من طرف واحد، لا توجد مشكلة على الإطلاق. أما في حالة وجود علاقة فعلية بين الطرفين، فهناك طريقتان للتعامل:
الأولى: محاولة إيقاف ذلك طبقاً لمعتقدات المجتمع الشرقي لحماية الشباب من الانزلاق في علاقة محكوم عليها بالفشل. وحمايته أيضاً من أي خبرات جنسية قد تؤدي به إلى الانحراف في بداية الحياة.
والطريقة الأخرى: هي السماح بهذا النوع من الحب بشرط مراقبته جيداً، وضمان عدم حدوث أخطاء أو اتصالات بين الطرفين في الخفاء. بالإضافة إلى إعطاء النصائح بشكل ودي حتى يكتشف كلا الطرفين حقيقة أن تلك العاطفة ليست هي الحب الحقيقي الناضج".
عادي جداً!
هكذا تتضافر الأحلام والهموم، الدموع والابتسامات، الطموح والجنوح، الخير والشر. وبين الطريقين يختار الإنسان أي السبل يسلك. فإما أن يقبل التحدي.. تحدي المرحلة والبيئة والظروف، ويثبت للجميع أنه يستطيع الاحتمال ويقدر على تحمل المسئوليات، فيحصد في القريب ثمار تعبه وإصراره. وإما أن يستسلم إلى السلبيات، ولا يرى من الصورة سوى اللون الأسود، فتتحطم عزيمته ويصبح مجرد شخص عادي جداً!