قال المعترض : ـ
" ولكن هذا لا يمنعنا من أن نشير إلى أن " ألوهية المسيح " لم تعتمد مطلقاً ـ فى نفوس تلاميذه وحوارييه ورسله ـ من بشارات العهد القديم أو العهد الجديد ، ولم يشفع لها شئ من حياة المسيح وأعماله ـ وإن كل ذلك ـ إن كان له وجود قبل الصلب ـ فهو من قبيل الظنون التى لا تقيم يقيناً . بل لقد ذهب ذلك كله هباءً يوم الصلب ! "
صفحة 204
وقال أيضاً :ـ
" وهذا يعنى أن المسيح لو كان هو " الله " متجسداً لما أخفى هذه الحقيقة عن حوارييه وخلصائه ، ولما تركهم للشك والحيرة والإختلاف "
صفحة 202
وللرد نذكر للمعترض : إيمان الرسل بلاهوت المسيح ، مؤيداً بشهادة العهد القديم ، وشهادة يوحنا المعمدان ، وشهادة المسيح ، وشهادة الرسل أنفسهم :ـ
1 ـ شهادة العهد القديم
لا شك أن الله أعلن لآدم عن مجئ المخلص من نسل المرأة لينقض عمل إبليس تك3 : 15
كما أعلن للأنبياء أن هذا المخلص الإلهى سيتأنس أش 9 : 6 وإن هذا المخلص الذى مخارجه منذ القديم منذ أيام الآزل سيخرج من بيت لحم مى 5 : 2
وقد تأكد رجال العهد القديم من شخص المسيح فرأوة بالإيمان كمرأى العين كقول المسيح لليهود " أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح " يو 8 : 56
وأشعياء فى رؤياة " رآه فى مجده وتكلم عنه " يو 12 : 41 ، أش 6 : 1 ـ 13
وقال المسيح عن موسى " لأنه هو كتب عنى " يو 5 : 46
وقال أن داود دعاه بالروح رباً فقال " قال الرب ربى أجلس عن يمينى " مت 22: 43 ، 44
والحواريون كيهود كانوا يتعبدون بتلاوة كتابهم المقدس .
فالدارس بفهمٍ للعهد القديم يرى المسيح كائناُ إلهياً على الكل وفوق مستوى الملائكة والبشر .
2 ـ شهادة يوحنا المعمدان
وفى نهاية العهد القديم وقبيل ظهور المسيح جاء يوحنا المعمدان يبشر بقدوم المسيح .
وبين فى كرازته أن المسيح الذى بعده هو كائن قبله أى صاحب الآزل يو1 : 15
وأنه ابن الله يو 1 : 34
وأنه قد أتى من السماء وهو فوق الجميع يو 3 : 31
وأنه حمل الله الذى يرفع خطية العالم يو 1 : 29
وأن من يؤمن به له حياة أبدية ومن لا يؤمن به لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله
يو 3 : 36
وأنه ديان الجميع فرفشة فى يده وسينقى بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن . وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ مت 3 : 12
وأنه النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان آتياً إلى العالم يو 1 : 9
وغير ذلك من الألقاب والأوصاف والأعمال التى تدل على لاهوت المسيح .
وقد كان بعض تلاميذ المسيح قبلاً تلاميذاً ليوحنا المعمدان يو 1 : 35 ـ 40 فلابد أنهم سمعوا منه وقبلوا كل هذه التعاليم الخاصة بلاهوت المسيح .
3 ـ شهادة المسيح
إن السيد المسيح منذ حداثته أعلن أنه ابن الله فقال لأمة السيدة العذراء وليوسف " لماذا كنتما تطلباننى ؟ ألم تعلما أنه ينبغى أن يكون فيما لأبى " لو 2 : 49
وفى خدمته الجهارية أعلن أن هذة البنوية تعنى أنه من طبيعة الله وجوهره كقوله " أنا والآب واحد " يو 10 : 30
وقد برهن لاهوته بعمله جميع أعمال الآب كقوله " أبى يعمل الآن وأنا أعمل "يو 5 : 17
وقوله أيضاً " كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى كذلك الأبن أيضاً " كما أن الآب يقيم من الأموات ويحيى من يشاء " يو 5 : 21
وكانت تعاليمه بسلطان " بهت الجموع من تعليمه ، لأنه كان يعملهم كمن له سلطان وليس كالكتبه " مت 7 : 28 ، 29
وجميع أقوال المسيح المدونة فى الأناجيل الأربعة تفيض بالتصريحات عن لاهوته .
وقد قال المسيح عن تلاميذه " وهم قبلوا وعلموا يقيناً إنى خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتنى " يو 17 : 8