الكاتب: مريم عبد الملك
كان هناك ولد صغير يدعى جونى يزور مزرعة جده .. وهناك أعطوه نبلة ليلعب بها
وسمحوا له أن يقوم بالنيشان على بعض الأخشاب الموجودة هناك .. كان الولد يتدرب
باجتهاد ولكنه لم يكن أبداً يصيب هدفه .. بعد العديد من المحاولات الفاشلة قرر التوقف .
بينما كان يسير في الطريق إلى المنزل ليتناول عشاءه ، رأى أمامه بطة جدته وبدون أي لحظة تفكير جعلها هدفاً لنيشانه ، ومن المرة الأولى أصاب بدقة رأسها فوقعت ميتة...
أصابت الطفل صدمة ، وبذعر قام بإخفاء البطة الميتة في كومة من الأخشاب …
لكن كانت هناك أخته سالي تراقب بصمت..
بعد تناولهم الغداء في اليوم التالي ، قالت جدته لسالي : هيا لنغسل الصحون سوياً ..
ولكن سالي أجابت :
جدتي ، جونى أخبرني أنه يريد أن يساعد في المطبخ بدلاً منى ..
ثم اقتربت من جونى وهمست في أذنه : " فاكر البطة ؟ "
ولهذا قام جونى لغسل الأطباق مع جدته…
وفى نفس اليوم ، طلب الجد من الأولاد أن يستعدوا للذهاب لصيد الأسماك معاً ،
ولكن الجدة قالت : من فضلك اترك لي سالي لأنني بحاجة إليها لتعد معي العشاء..
ابتسمت سالي وقالت :
حسناً ، لا توجد مشكلة ، فإن جونى قال لي أنه يريد أن يساعدك بدلاً منى ..
وذهبت لجونى وهمست ثانية في أذنه : " فاكر البطة ؟ "
وهكذا ذهبت سالي لصيد السمك وظل جونى في المنزل لمساعدة جدته..
بعد عدة أيام قام فيها جونى بكل الأعمال المفروضة عليه وعلى أخته أيضاً ،
لم يعد يحتمل المزيد…
ذهب إلى جدته واعترف بأنه قتل البطة …
نزلت جدته على ركبتيها واحتضنته طويلاً وقالت :
صغيري الحبيب .. أنا أعرف كل شيء .. فقد رأيت كل شيء من النافذة..
ولكن لأنني أحبك كثيراً ، فقد سامحتك على الفور ، ولكنني كنت أتساءل إلى متى
تترك سالي تستعبدك دون أن تأتى وتعترف لي بكل شيء !؟!
فكر دائماً.. مهما كان ماضيك .. مهما كان ما فعلته .. وأياً كانت الثمار الفاسدة التي يلقيها إبليس في وجهك من كذب وشك وخوف وكراهية وغضب وعدم تسامح ومرارة .. الخ
مهما كان ما تواجهه ، عليك أن تعرف أن الله كان واقفاً في النافذة ورأى كل شيء ..
رأى كل حياتك .. وهو يريدك أن تعلم أنه يحبك وأنه قد سامحك بالفعل …
ولكنه يتساءل إلى متى ستترك إبليس يستعبدك ؟؟؟
العظمة تكمن حقاً في أن الله عندما تأتيه تائباً ، لا يغفر لك ويسامحك فقط ،
ولكنه أيضاً ينسى كل آثامك …
انه بنعمة الله ورحمته نحن قد خلصنا …لا تنسى : الله ينظر إليك من النافذة …