الكاتب: مريم عبد الملك
في إحدى الأيام ، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته ، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات
لا تكفي لسد جوعه ، لذا قرر أن يطلب شيئاً من الطعام من أول منزل يمر عليه ، و لكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة و جميلة ، فبدلاً من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب الماء .
عندما شعرت الفتاة بأنه جائع ، أحضرت له كأساً من اللبن ، فشربه ببطء و سألها : كم أدين لك ؟
فأجابته : " لا تدين لي بشيء … لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمناً لفعل الخير ".
فقال : " أشكرك إذن من أعماق قلبي " ، و عندما غادر هوارد المنزل ، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط ، بل أن إيمانه بالله و بالإنسانية قد ازداد ، بعد أن كان يائساً و محبطاً .
بعد سنوات ، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير ، مما أربك الأطباء المحليين ، فأرسلوها لمستشفى المدينة ، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر ، و قد استدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية ، و عندما سمع اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة ، لمعت عيناه بشكل غريب ، و انتفض في الحال عابراً المبنى إلى أسفل حيث غرفتها ، و هو مرتدياً الزي الطبي ، لرؤية تلك المريضة ، و عرفها بمجرد أن رآها ، فأغلق الباب عائداً إلى غرفة الأطباء ، عاقداً العزم على كل
ما بوسعه لإنقاذ حياتها ، و منذ ذلك اليوم أبدى اهتماماً خاصاً بحالتها.
و بعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه ، و طلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها ، فنظر إليها
و كتب شيئاً في حاشيتها و أرسلها لغرفة المريضة .
كانت خائفة من فتحها ، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورة ، أخيراً… نظرت إليها ،
و أثار انتباهها شيئاً مدوناً في الحاشية ، فقرأت تلك الكلمات :
" مدفوعة بالكامل بكأس واحد من اللبن "
التوقيع : د. هوارد كيلي
“ Paid in full with one glass of milk . ”
Dr. Howard Kelly
أغرورقت عيناها بدموع الفرح ، و صلى قلبها المسرور بهذه الكلمات :
" شكراً لك يا إلهي ، على فيض حبك و لطفك الغامر و الممتد عبر قلوب و أيادي البشر ."
صديقي:
1- و لو بعد سنوات
" من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط ، فالحق أقول لكم أنه لا يضيع أجره."
متى42:10 2- لا تبخل بتقديم محبة دائماً للآخرين لأن
" من يعرف أن يعمل حسناً و لا يعمل ، فذلك خطية له. " يعقوب 4 : 17