الكاتب: دعوة للجميع
ما يبدأه الإنسان لابد له أن يتمّه، فلكل بداية نهاية، ولكل فكرة تلد في غمار تفكيرنا وتنضج في عقولنا لا بد لها أن ترى النور، لكي تصبح ملكا للإنسانية وليس لنا، فوجودنا في هذه البسيطة ليس لكي نعيش؛ نأكل ونشرب ونفرح ونلهو، فقط إنما لكي نعمل بجد وننجز العمل على خير ما يرام، فلا مجال للتقاعس أبدا. والبشر أنواع شتى ولا تتشابه تصرفاتهم؛ فكل آتي من بيئة مختلفة ولكل عائلة تربيتها الخاصة حسب اجتهاد رب الأسرة وتعليمه، لذلك نرى هذا الكم الهائل من التنوع في المجتمع الواحد، ويكون اجتمعا لأرباب الأسر سواء الأب أو الأم أو كليهما معا غنيا جدا في تبادل المعرفة وشرح الخبرة المتراكمة من سير الحياة وتربية الأولاد.
والتهاون أو الصرامة، هما نقيضان لكننا نحتاجهما في حياتنا وباستمرار، لكن شريطة أن نعي زمن ومكان استخدامها، فلكل منها فوائد وسلبيات لكن الصياد الماهر يعرف بالضبط متى يرمي السهم لكي يصيب فريسته، ويحقق كسبا لنفسه ولأهل بيته، هكذا ايضا الصرامة فهي مطلوبة في الأمور الجدية لكي يتم تطبيقها والوصول إلى نتائج تبهج النفس فالكتاب يعلمنا أن نؤدب أولادنا بعصا من حديد،
إنها مثال للصرامة وقد يقول البعض أنها مفرطة فعصا الحديد تؤلم وقد تؤذي، لكنها ضرورية بعض الأحيان لكي تقوم بتقويم مسار خطأ ما حصل في المسيرة. أما التهاون فهو غالبا ما يشرد ذهننا عندما نتلفضه نحو التقاعس أو الإهمال أو ماشابه ذلك لكنه قد يقودنا إلى أعطاء الفرصة لمن ارتكب خطأ بسيطا ويستطيع بذاته تدارك الأمر فهنا تهاوننا في المسألة قد يجعلنا نراقب وتكون لحظة التهاون هي لحظة الامتحان لنرى النتائج ولتليها الصرامة بعد ذلك ونحصل على مبتغانا ولكن المغالاة بكليهما قد تقودنا إلى نتائج عكسية لا تروق لنا.
وإرادة الله من الأمور الجدية التي لا تقبل أنصاف الحلول لذلك هنا الصرامة تكون الحل الوحيد لنا للوصول إلى نتائج ترضي ضمائرنا وتريحنا طول العمر، لأن الإرادة الإلهية لا تبتغي سوى خير الإنسانية فالله كامل في الخير والمحبة، وهذا الكمال لا ينشد سوى الكمال لنا أيضا، الأمر الذي يقودنا إلى تتميم هذه الإرادة دون تهاون، والإيمان يتطلب منا الصلاة بحرارة والتضرع دون توقف والطرق على الباب بإلحاح وإن كان رب البيت لا يفتح ويعطي لنا لعلة ما لكن بإلحاحنا سيفتح وسنحصل على النتائج التي كرسّنا أنفسنا من أجلها.
إن طريق الخير مفتوح وبجانبه طريقا آخر مغاير، ونحن مخيرين لسلوك أي منها، والنتائج في الطريقين مغايرة، لكن السير في الطريقين أيضا مغاير، فطريق الخير يكون مليئا بالمصاعب فيجب أن لا نجزع لأن نهايته ستكون مليئة بالفرح.