الكاتب: دعوة للجميع
بين الناس وزهور الحقل بعض شبه. فمن السهل أن نمر من دون أن نفطن للخير والجمال الذي في كل منهما. من المهم أن يقطف كل إنسان زهرة من زهور الحقل ويُمعن النظر إليها، إلى رقة العرو أوراقها، وطراوة خضرتها وبهاء الألوان التي ترصعها.
وإذا ما فعلت ذلك فلا تنسى أن تعرّض تلك الزهور لأشعة الشمس وتتأمل في دقة التوازن بين أجزائها كافة. إن كل زهرة فريدة في رونقها.
جميل ما كتبه روي كرافت حين قال: "أحبك... لأنك نظرت إلى ما فيّ من ضعف ولكنك ما حدّقت فيه وتفحصت، بل سلطت الضوء على ما هو جميل فيّ وما من أحد حدّق فيه من قبل ولا رآه".
نعم إن كلا منا يحب أن ينظر إليه الآخر عن قرب ولكن ألا يتوقف عند غشاء الضعف الذي يُخفي في غالبيتنا الكثير من الخير والجمال. عليّ أن أجد في البحث لدى الآخرين عن الجمال الذي لم يجهد في سبيله أحد ولا ثابر أحد لاكتشاف ما هو فريد فيه. ولكن على كل باحث عما هو إيجابي أن يعرف أنه قد ينعت بشيء من السذاجة لأن العالم لا يمكنه أن يتقبل بسهولة تلك النظرة الإيجابية التي توجه سلوكه.
لقد فكرت غالبًا في أن كل أزمة في العلاقة تشكل في الواقع تحديًا لكل من طرفي تلك العلاقة. ويبدو أن العلاقة، بعد أن تعيش فسحة من السلام، تصطدم بأزمة قد تكون عاصفة أو صامتة. وقد تبدأ عندما يبدأ المرء يخشى القيام بعلاقة حميمة أو أنه يغرق في الضجر. وقد تبدأ في صراع على السلطة، يعد فيه كل من الفريقين انتصاراته والهزائم. ولكن مهما كان السبب فواقع الأزمة لا يتبدل.
كل أزمة في العلاقة هي ناقوس خطر. إنها تدعو كلا من الفريقين إلى التعمق مرة أخرى في معرفة الآخر. قد يكون حدث لك أن اختبرت مثل هذه الأزمة، فتباعدتما حتى إنك تساءلت هل كان من حب يومًا بينكما. وما دار بينكما من كلام غاضب ولـّد شعورًا بالاشمئزاز والبغض. وفجأة قيل لك أن ذاك الشخص مُني بمرض عضال، فأسرعت لتكون إلى جانبه وأعربت له بصدق عن مشاعر عميقة. ما ظننت يومًا أنك تكنها له. فنمت بينكما مرة أخرى علاقة حميمة... وكأن أحدكما اكتشف عمقاً جديدًا لدى الآخر، فكانت بداية جديدة لعلاقة جديدة.
من كتاب رحلة فى فصول الحياة