الكاتب: دعوة للجميع
ورغم كل هذه القوة لم يستطع القطار الصمود أمام قوة أعظم كانت قد لمستني في بداية هذه اللحظات القصيرة .هذه القوة التي جعلتني أقول لأول وجه أراه بعد أن سقطت على قضبان القطار {صلي لي العذراء تكون معايا} و بعدها بَدأت قوة عجيبة بداخلي جعلتني أصلي المسبحة الوردية. و كانت هذه بداية لرحلة ألم غريبة، في كل لحظة فيها اكتشف حبّ الله المتجدد دائماً لنا .من تلك اللحظات القليلة تبدل كل شيء ، تغير الطريق من سوهاج إلى المستشفى. كل ما كنت احلم به في حياتي تغير و بسرعة البرق .ووجدت نفسي في لحظة غير قادرة على المشي. فقد أخذ القطار رجلي وجعلني عاجزة عن المشي ولكنه لم يأخذ رغبتي في التحرك، لم يأخذ "حريتي".
لا استطيع وصف كل لحظة عشتها مع الله في هذه الرحلة وحتى الآن .
كل ما استطيع أن أقوله هو أن ما حدث لي لم يُغير فقط أحلامي وما خططته في مستقبلي كالجميع، ولكن غيّر تفكيري أيضاً .
لم اعُد كما كنت من قبل، فلقد تبدلت بداخلي كل الأشياء و المعاني، بدأت تنمو معاني جديدة أعمق للحياة .
بدأت أعيش تطبيق فعلي لمفاهيم كثيرة كنت أقرأها واسمعها بل وأومن بها ولكنها اختلفت كثيراً عندما بدأت أعيشها و هذا هو الفرق بين المسموع و المُعاش في حياتنا.
ما بدأت أعيشه منذ سنتان سبع سنوات تقريباً هو معنى الإيمان الحقيقي المُعاش فعلياً و ليس الإيمان المتوارث .
فاختباري الإيماني لم يكن مجرد كلمة ولكن هو فعل حبّ ناتج عن عمق علاقة الله الشخصية معي.
فالحبّ الذي منحني الله إياه هو سرّ قوتي وإيماني حتى الآن .
اختباري مع الله له طابع خاص، والحديث عن الله صعب للغاية بعكس الحديث معه فهو سهل جداً.
ولكن أريد أن أقول لك:"إن حياتنا مليئة بأشياء وأحداث كثيرة تأتي وتذهب دون أن نفحصها جيداً"
إذا تأملنا قليلاً لوجدنا أن كل ما حولنا ينبض بوجود الله.
ما يحدث لنا وان كنا لا نريده و لكننا نختاره فهو بترتيب من الله الموجود.
الذي لا يريد إلا سلام الإنسان وخاصة السلام الداخلي. الذي بفعل حبّ الله لشخصي الضعيف أصبح يملأني،
فلقد قدمت له إرادتي و حياتي و قد وجدت في ذلك سعادتي .
لا أريد أن أبالغ ، فلكل إنسان أوقات سعادة، حزن، قوة، ضعف ........
لكن ما فعله اختبار الإيمان معي: أن في كل تلك الأوقات لا يزول هذا السلام ولا تختفي هذه الابتسامة التي أصبحت مشهورة بها .
فسرّ ابتسامتي في أكثر الأوقات من وراء الإيمان والحب والرضا .
مهما تكلمت في كل حياتي التي وهبني الله إياها لن استطيع أن أمجده المجد الذي يستحقه ولكني احاول.
وفي النهاية أقول: يا الله ... أيها الحب والرحمة،
أشكرك من كل قلبي على كل ما حدث بحياتي،
على كل هذا الحبّ الذي أعطيتني إياه بدون مقابل .
أشكرك لأنك جعلت روحك القدوس يتمجد في شخصي الضعيف .
الهي ... اعرف أننا لسنا نحبك بقدر ما تستحق أن تُحب
ولكننا نُحبك بقدر ما فينا أن نحب .
فأرجوك امنحنا السلام وأعطينا الإيمان الذي نستطيع به أن نقبل أي شيء،
وان نحول كل شرّ إلى ما هو خير لنا . أمين