كتب مايك وودارد

من إبريق شاي ملطخ بالسواد فاقد البريق أو من حياة انطفأ بريقها وأصبحت نغامتها نشازا  !

احيانا ، نتعلم  من حيث لا نتوقع  .

أحب المتاجر الخاصة بالأشياء المستعملة، عادة ما أذهب هناك لأبحث عن الكتب ولكن من حين لآخر أبحث عن شيء يجذب انتباهي. ذات يوم وقع نظري علي إبريق شاي مصنوع من الفضة ولكنة ملطخ وأسود وفقد لمعانه.  كنت على وشك الاحتفال بعيد زواجي ال25 وثمن هذا الإبريق كان جيد جداً. وبعد بعض التفكير و احتساب التكلفة ، قررت أن أشتريه، واثقاً انى سوف أعيد له بريقه من جديد.

وفي طريق العودة للمنزل وأنا أقود السيارة نظرت إلي هذا الشيء الذي اشتريته. ولم يبد جذاباً إطلاقاً. مما دعاني للتفكير مرة أخري هل خطأ فعلت عند شرائي هذا الأبريق؟ وتساءلت من أين أتي أصلاً وماهي البيوت التي مر بها حت انتهي به المطاف في متجر للأشياء المستعملة.

عند وصولي المنزل، أحضرت ملمع الفضة و بدأت في إزالة طبقة السواد الخارجية . ومع كل محاولة كان الأمل يزداد في اعادة البريق لهذا الشيء . و يا للعجب،  فقد تحققت آمالي في إظهار الجمال الحقيقي. ومن هذا الشيء الملطخ الأسود المطفأ البريق، ظهر جمال رائع أستطيع أن أري انعكاس صورتي فيه ، وزاد من لمعانه ،  انعكاس نور الشمس علي صفحة هذا الإبريق النظيف اللامع .

إبريق الشاي القديم هذا جعلني أتأمل في كيف يري الله حياتنا ؟. يري الفوضى، السواد، انطفاء اللمعان والبريق، كل مرحلة في مراحل الحياة ،  كل علامة، كل الاستهتار  والإهمال المتراكم – هو يعرف الكل . لقد دفع ثمناً غالياً، في حين كان الخارجي كله مشوه. مات ابنه عل الصليب لكي يدفع الثمن ليفدي الكل. هو يعرف قيمتنا، لم  يتردد ابدا ان يهب حياته للجميع .

بخلاف ابريق الشاي الفضي، يجب علينا أن تكون لدينا الرغبة والإرادة أن تُزال طبقة السواد التي تكسونا. لقد دُفع الثمن ولكن لن تكتمل  التضحية الا اذا ، رغبنا و اردنا أن نخضع أنفسنا لأيدي السيد والمعلم الحانية لكي يبدأ عمله.

وللأسف يظن البعض أن عليهم أن يزيلوا طبقة السواد بأنفسهم لكي يكونوا مستحقين ومتأهلين أن يكونوا ملكاً لله. ولكن كما أنه من المستحيل علي إبريق الشاي الفضي أن ينظف نفسه بنفسه، فهكذا حال حياتنا. لا يمكن الوصول للجمال الحقيقي الذي خلقه الله بدون تطهيره وتنظيفه وبدون عمل الوديع في حياتنا.

عندما نصبح ملكاً له ،  يبدأ عمله فينا  لإظهار جمال شخصه في حياتنا. ويخرج منا الجمال الكامل من المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، التعفف.

فكر للحظة " ما هو الاختلاف الذي سيحدث في حياتك وحياة الآخرين إذا كانت هذه السمات واضحة في حياتك؟"

منذ عدة سنوات  ، شعرت بأن حياتي في حالة من بعض الفوضى .  وقعت في يدي قصيدة كتبتها مايرا بروكس ولش بعنوان  لمسة من يد المعلم :

حدث هذا فى احدى صالات المزاد التى تباع فيها الأشياء القديمة
من سيبدأ المزاد؟ .. دولار واحد .. إتنان
إثنان فقط .. من سيقول ثلاثة؟!
لم يرفع سعرها أكثر من ثلاث دولارات .. لعل أحد
المزايدين يشتريها !!

فجاه ، تقدم رجل من الخلف وسط زحام الجموع المحتشدة فى المزاد
والتقط القوس وبدأ ينظف الكمان من الأتربة العالقة بها
وأخذ يشد أوتارها المرتخية ثم عزف بها لحنا بديعا وسط دهشة
الحاضرين .. لحنا شجيا سبح في أرجاء القاعة و كأنه صياد ماهر
يصطاد قلوب سامعيه !!
و يا الدهشة !! ... يا العجب!!
اذا ارتسمت على وجه بائع المزاد ابتسامة عريضة وأخذ ينادى على ذات الكمان بهمة وحماس زائد هكذا ،

من يزايد على هذه الكمان القديمة ؟!
 ألف دولار !!! ألفان !!! ... من سيقول ثلاثة آلاف؟!!
ثلاثة الاف .. سأقولها للمرة الأخيرة
إذن لقد ربحتها ... ربحتها
وأخذها المشترى وسط دهشة وذهول لجميع !!
كيف؟! .. كيف تغيرت حالة الكمان القديمة
وكيف ارتفع سعرها هكذا من ثلاثة دولارات إلى ثلاثة آلاف ؟!!

انها عندما يلمسنا السيد بحنانه..

أن نفسك بالية ومجروحة بالخطية
و الضعف ... لو بيعت في المزاد سوف تذهب رخيصة جدا
ومحتقرة وسط الجموع المزدحمة ؟!!
لا تيأس ..
أبدا لاتفقد رجائك فى إلهك

كم  من نفس بالية و مجروحة بالخطية  و الضعف ،   تحولت نغماتها نشاذ، وتشوهت وامتلأت بالندوب ،  لو بيعت فى المزاد سوف تذهب رخيصة جدا ومحتقرة وسط الجموع المزدحمة ؟!!مثلها مثل الكمان القديم  . " طبق حساء" كأس من النبيذ، لعبة و يستمر . و"ينادي" واحد.. و"ينادي" أثنين، ثم "ينادي" ويكون علي وشك " البيع". في ملء زمانك .. في زمن افتقادك
سوف يٌغلب السيد من دموعك ،ويرق قلبه لانكسارك ومذلتك ، سوف يتقدم وسط الجموع
يلمس حياتك ... ينظفها من الأتربة .. يشد أوتارها، ويعزف بك أشجى وأعذب الألحان في أنشودة الخلاص !!!فيعطى لحياتك قيمة ومعنى، فهذا هو وعده الصادق والأكيد.

تعبت ذات مرة من فوضي حياتي الباهتة الشاذة النغمات. و ادركت أني أحتاج للمسة يد الله، فصرخت إليه. وطلبت منه أن يلمس حياتي.

حقيقة أنا أطلب هذة الطلبة يومياً. فلقد أدركت بنفسي دون تلقين. أنني لن أكون أبداً ما أتمني أن أكونه. لأنني لم أُخلق لأسير في رحلة حياتي بدون لمسة الله. أنه لا جدوي للقفاز إن  لم تكن هناك يد لمسة من السيد ، فأن حياتي تفقد هدفها بدون الله.

ربما تكون مثلي قد أدركت حاجتك للمسة السيد والمعلم. إن كان الأمر كذلك فأني أشجعك أن تصلي الصلاة التالية:

ربي يسوع، أحتاج إليك. أشكرك من أجل موتك علي الصليب لأجل خطاياي. أني أفتح أبواب حياتي وأقبلك مخلصاً ورباً. أشكرك لأنك غفرت خطاياي ومنحتني الحياة الأبدية. أطلب منك أن تتربع علي عرش حياتي. وتجعلني ذلك الشخص الذي تريدني أن أكونه. آمين.

إن كنت قد صليت ودعوت المسيح ليدخل إلي حياتك الآن، فيمكنك ان تثق أنه أتي ودخل إلي حياتك. ومن اللحظة التي دعوت فيها المسيح ليدخل حياتك بالإيمان ، حدثت أشياء كثيرة منها:

لقد دخل المسيح إلي حياتك.

غُفرت خطاياك.

أصبحت ابناً لله.  

حصلت علي الحياة الأبدية.

لقد بدأت المغامرة الكبري التي خلقك الله لأجلها !!!

أو ربما تقول :" لقد فتحت قلبي للمسيح من قبل." إن كان الأمر كذلك فهو لا يزال معك ولكنك تحتاج أن تسلمه دفة سفينة حياتك مرة أخري. إن كان الأمر كذلك ، أشجعك أن تصلي صلاة التسليم هذه :

أبى السماوي، أحتاج إليك. أعترف أني أخطأت إليك لأني أقود وأوجه حياتي بنفسي بدونك . أشكرك لأنك غفرت خطاياي بموتك علي الصليب من أجلي. أدعوك ياربي يسوع الآن أن تأخذ مكانك علي عرش حياتي مرة أخري. أملاني بالروح القدس كما أوصيتني أن أمتلئ، وكما وعدت في كلمتك أنك ستفعل ذلك إن طلبت ذلك بإيمان. أصلي هذا باسم يسوع. وكتعبير عن حبي ، أشكرك الآن على قيادة وتوجيه حياتي وملئي بالروح القدس. آمين.

الصلاة من أجل قبول المسيح في حياتك تحتاج إليها مرة واحدة ولكن صلاة التسليم يجب أن تكون يومية ، أو في بعض الحالات مرة كل ساعة. وأحياناً أخري كل دقيقة. الهدف هو أننا نسلم ونخضع للمسة يد الله الرقيقة في حياتنا فهو سيضبط النغمات أو يلمع حتي يُري جماله فينا!

إن كنت قد صليت أحدي هاتين الصلاتين اليوم، فأننا نحب أن نتواصل معك ونرسل لك بعض مواد المتابعة التي تساعدك لتنمو في علاقتك مع الله. و يمكننا أن نجعلك تتواصل مع شخص له خبرة في مجال التعليم والمشورة والتوجيه إذا كنت ترغب في ذلك.

هل أخذت فرصة للصلاة من اجل قبول المسيح و الامتلاء بالروح القدس ؟

http://www.thoughts-about-god.com/