![]() |
|||||||
كتب وليم س.ستودارد
" أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ لِي شَرّاً، وَلَكِنَّ اللهَ قَصَدَ بِالشَّرِّ خَيْراً، لِيُنْجِزَ مَا تَمَّ الْيَوْمَ، لإِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ."(تكوين 50:20)
اقرأ تكوين 20-15:50، تثنية39:4، أخبار الأيام الأول 10:29-12، رومية28:8، 2تي18:4
بواسطة William S. Stoddard
" فِي ذَلِكَ اليَومِ، أقامَ اللهُ عَدُوّاً لِسُلَيْمانَ " الملوك الاول 14:11
أقرأ : 1 ملوك 11: 9-14 ؛ سفر التثنية 28: 47-50 و 31 : 15-18 ؛ إشعياء 54: 11-17 .
كل المعضلة المطروحة على الضمير المسيحي اليوم هي أن نسعى بحيث تظهر الرسالة التي نحملها كجواب على انتظار البشرأفيكون انتظار الله وانتظار الملكوت غريبا عن انتظار العالم ومجئ ملكوت الله ، تللك المعضلة التي هي في قلب التفكير الحالي حول علاقات الكنيسة والعالم . ولكن هذا النقاش ليس نظريا وقفا على خبراء اللاهوت حسب ، بل يهم حياة كل مسيحي علماني ملتزم يبني العالم الحالي .
أمل العالم يتحتم علينا نحن المسيحين ، شهود الله في عالم لا اله له ان نشرع باحترام الامال الكبيرة التي ترفع العالم المعاصر : بناء العالم افضل وترقي الشعوب وتحرير الانسان من الحتميات المزعومة التي هي الجوع والحرب والجهل . ولربما لاول مرة وعت الكنيسة الملتئمة في مجمع بوجود مشروع جماعي للبشرية له شرعية حتى قبل ان تعمده المسيحية . وبعنى اخر أن العالم هو اكثرمن الاطار لبناء ملكوت الله ، فهو يحمل في ذاته مدلولا ثابتا .أن قراءة ( علامات الازمنة ) التي دعانا اليها البابا يوحنا الثالث والعشرون في رسالة( سلام على الارض ) أعتراف ضمني بأن حركة التاريخ بالذات ليست عديمة المعنى . وهكذا فان أنتظار الله لايناقض الامال الاكثر اصالة عند بشرية في سعي دائم لتحرير ذاتها وتحقيق أكتمالها : أنها تضطلع بها وتتيح لها أن تفضي الى ما وراء التاريخ .
صحيح قد نسي بعض المسيحيين ذلك بسهولة اليوم ، ان بناء عالم أفضل لا يؤدي مباشرة الى ملكوت الله . فان كلمة الله تاتي من عل ، والنعمة عطية محبة كلها مجانية ، وحركة التاريخ الدنيوي يحتم علي أطعام البشر. ولكن اطعامهم وتحريرهم من الخوف ومن مستوى ادنى من حياة بشرية ، لا يعني خلاصهم بعد . ولذلك فأن الاعتراف بقيم مسيحية ضمنية مبذولة في سبيل تحرر الانسان واصدارحكم أكثرتفاؤلا حول فرص الخلاص السارة للبشر .
المسيح محور التاريخ يجب ان نعتبر معا دون تناقض ، ضرورة رسالة الكنيسة في اعلان يسوع المسيح ومن خلاله الكشف عن المعنى الاخير وعن الحقيقة الكاملة كقيم يشترك فيها كثيرون الناس . وهذا اليقين الاخر اي ان المسيح هو مخلص لكل البشر وربهم . وبمعنى اخر كل انسان يظل خاضعا لجاذبية يسوع المسيح الذي هو محور التاريخ .وكل أنسان تعمل فيه نعمة الخلاص سريا . هذا هو اساس تفاؤلنا المسيحي ازاء البشرية التي ليست ضمن عمل الكنيسة التاريخي . وبفضل هذا التفاؤل ، كان بأستطاعة البابا بولس السادس ان يقر رسميا من منبر الامم المتحدة بهذه المؤسسة العليا الا وهي هيئة الامم المتحدة بوصفها ( السبيل اللازم للحضارة المعاصرة والسلام العالمي ) ان حركة البابابولس السادس ترمز الى التلاقي بين أنتظار ملكوت الله الذي تشهد له الكنيسة ههنا وبين أنتظار تجمع سلمي لكل شعوب الارض الذي تشكل الامم المتحدة وعدا له . أن الكنيسة هي الشاهدة لرجاء يتخطى موضوعه تماما مشروع البشر على الصعيد التاريخي . وهذا الموضوع هو الله ( كل في الكل ) وشركة البشر مع الله . الان ان هذا الرجاء المتسامي ليس غريبا عن الانتظارالعظيم في قلوب البشر الذين يجتهدون في طرق التاريخ . فثمة تلاقٍِ بين حركة التاريخ التي تنزع بقدر ما هي متطابقة للمتطلبات البشرية ، الى مصادرها الخاصة للتقرب من المثل العليا التي تتوخاها الجماعة البشرية المتحققة في العالم الاخر وبين هذه شركة البشرالسعيدة الله التي هي هبة مجانية ممنوحة من عل .
فأن عالم الخلقة وعالم الفداء ليسا عالمين متجاورين . كلاهما خاضعان لربوبية المسيح رب العالم ( وتللك هي دعوة الكنيسة ) تتضمن اذن خدمة الخليقة والعالم . ان دعوتنا الفريدة هي ان نكون شهود انتظار عالم اخر ، في حين ان البشر يتصرفون كما لو لم يكن ثمة خلاص اخر ينتظرونه الا ذاك الذي بوسعهم الحصول بأنفسهم . بيد أن انتظارنا لن يكون أنتظار ملكوت الله ، اذا ما مكثنا دون احساس تجاه انتظار البشر الشرعي لمدينة الارض . لا يمكن معارضة انتظار الله بانتظار البشر حيما يتعلق هذا الانتظار بالعلاقات السلمية بين البشر والسيطرة على قوى الطبيعة والتقدم في نظام الانسنة .
أن البشر يحققون دون علمهم وبمصادرهم الخاصة ، تصميم الله بالذات ، جمع كل انسان وكل مخلوق في المسيح ، ان هذا المشوع البشري جيد وشرعي ، وعلى المسيحين ان يساهموا فيه بكل قلبهم . ولكنهم لن يكونوا ملح الارض اذا ما كفوا عن الاعلان في الوقت ذاته بأن هذا المشروع يستأنف ويتحقق بطريقة سامية فيما وراء التاريخ .
كتاب مجال الله / كلود جفري
ما هو هدف حياتك؟ ولماذا أنت موجودٌ على هذا الكوكب؟
المشكلة أنّنا ننطلق من النقطة الخاطئة لنجيب على هذين السؤالين. ننطلق من "الأنا". نسأل دائمًا الأسئلة المتمحورة حول الذات. ماذا يجب أن أفعل بحياتي؟ ما هي أهدافي، أحلامي؟ ماذا أخطّط لمستقبلي؟ بالطبع كلّنا نبحث عن النجاح في حياتنا، ولكن هذا النجاح لا يعني أنّنا حقّقنا هدف حياتنا. فالتشديد على الذات يمنعنا من رؤية الهدف الحقيقيّ لحياتنا. فنحن لم نخلق أنفسنا ولذلك نحن لا نعلم هدف خلقنا إن انطلقنا من "أنفسنا".
إن سمات وخواص النضج النفسي لابد وأن تقف على قاعدة أساسية داخلية، أي بداخل الإنسان نفسه، ألا وهي وجود علاقة صحية وسليمة مع الذات، أي بين الإنسان ونفسه. ماذا نعني بوجود علاقة صحية وسليمة بين الإنسان ونفسه؟ نعني بذلك الآتي:
"أن يكون الإنسان في تلامس مع نفسه أغلب الوقت، أي أن يكون في وعي وإدراك وفهم لمن هو يكون وماذا يريد في الحياة، ولما يحدث ويعتمل بداخله من تفاعلات؛ مما يجعله مهيئاً لأن يكون في حالة تصالح واتساق (انسجام وسلام وتوافق) مع ذاته وهو الهدف المقصود من العلاقة الصحية مع الذات."
الصفحة 2 من 4