فهرس المقالات |
---|
المذاهب المسيحية |
فما هو سبب الانقسام؟ |
طلب وحدة الطوائف |
كيف نقرع باب الوحدة ليفتح لنا؟ |
جميع الصفحات |
أصبحت وحدة المسيحيين ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى، فلماذا لا يستجيب بعض المؤمنين أو رؤساؤهم للدعوة لهذه الوحدة، تاركين الترسُّبات الفارغة من بِدع الأوّلين ليعملوا معاً للهدف الواحد؟ وإن كان البعض لا يستوعب المقاصد الإلهية من وحي الكتاب المقدس، وهو بالطبع لا يستجيب لها، فلماذا يرفضها؟ وهل كان السيد المسيح كاثوليكياً أم بروتستانتياً، أو أرثوذكسياً، أم نسطورياً، حتى أخذ كل فريق منهم ما راق له من اسمٍ أم طريقةٍ؟
ل. ش
الموصل
السبب المباشر لعدم تجاوب المؤمنين الحقيقيين للتحركات الوحدوية التي بدأت في الأيام الأخيرة هو نظر بعض القادة المسيحيين إلى الوحدة كوسيلة لإذابة الكنيستين الإنجيلية والأرثوذكسية في الكنيسة الكاثوليكية. فهاتان الكنيستان الكبيرتان تتمسكان بحجج منطقية لا يمكن تجاهلها:
أ) الكنيسة الأرثوذكسية
يقول مؤرخو الكنيسة الأرثوذكسية إنها انتظمت منذ أقدم العصور المسيحيّة، وهي في نظر الأرثوذكس أم الكنائس، وقد التزمت منذ أوائل عهدها برسل يقودون، وشيوخ يدبرون، وشمامسة يخدمون، وتلامذة وإخوة مؤمنون. لذلك يمتنع الأرثوذكس عن إقامة وحدة على أساس إذابة كنيستهم في الكنيسة الكاثوليكية.
ب) الكنيسة الإنجيلية
من المعلوم أن الكنيسة الإنجيلية وليدة الإصلاح الديني بعد مخاض عسير خلال العصور الوسطى والمظلمة، إذ دخل إلى كنيسة المسيح الفساد في الإيمان، ففي القرنين الخامس عشر والسادس عشر قامت محاولات إصلاحية على أيدي سافونا رولا ووكلف وجون هس. ولكن أحبار روما استطاعوا قتل هذه المحاولات في مهدها، إلى أن جاء ملء الزمان فاستخدم الله رجل الإصلاح العظيم مارتن لوثر ورفاقه، الذين استطاعوا بعون الله أن يعودوا بالمؤمنين إلى نقاوة الإنجيل. فالإنجيليون الذين بذلوا المزيد من الدم والعرق والدموع في سبيل الإصلاح لا يمكنهم إقامة وحدة على أنقاضه.
دُعيت مرة إلى اجتماع مسيحي كبير لإلقاء محاضرة في موضوع الوحدة. وبعد أن أوردت تعليم الإنجيل في هذا الموضوع، قلت: إن كنا نريد الوحدة حقيقةً فلنترك العقائد الخاصة جانباً، ولنتَّخذ المسيح نقطة مركزية، ولنجلس نحن دائرة من حوله. وكل من كان خارج الدائرة يجب أن يتقدم. ومع أن دعوتي معقولة فقد اعترض عليها عدد من الآباء الكاثوليك لأنهم أشد غيرة على العقائد الخاصة منهم على إنجيل المسيح، الذي بإقامة حدوده نستطيع أن نحقق الوحدة وفقاً لمشيئة الفادي.