الكاتب: دعوة للجميع
كان عند أحد الملوك الوثنين وزير مسيحى ، ونظرا لأن ذلك الوزير كان أمينا ومخلصا وعاقلا ومدبرا ، فقد كان الملك كثيرا مايجالسه ويحادثه ويستشيره.
وذات يوم بينما كانا يتناقشان ، قال الوزير ان المسيح نزل من السماء ليخلصنا . فقال له الملك :" انى ان أردت أن أحقق غرضا ، أمرت أحد خدامى أن يؤدى الأعمال اللازمة لتحقيق هذا الغرض دون أن أتعب أو أتحرك، فلماذا يأتى الله نفسه ويأخذ جسدا من عذراء ويولد فى مذود حقير بين الحيوانات ،ثم يتعب ويتألم ويصلب ،بينما يستطيع أن يخلص العالم بكلمة واحدة !
طلب الوزير من الملك أن يعطيه مهلة ثلاثة أيام ليجيبه عن سؤاله.
خرج الوزير وذهب الى أحد المثاين الماهرين وأمره أن يعمل تمثالا من الخشب يماثل فى حجمه وهيئته "ابن الملك" الطفل البالغ من العمر سنتين، وذهب الوزير سرا الى خادمة فى القصر الملكى كانت هى المكلفة بالعناية بالأمير الصغير والتجول به فى عربته الخاصة فى حدائق وردهات القصر.
وقال الوزيرللخادمة :"اسمعى .. خذى هذا التمثال وألبسيه ملابس مشابهة تماما لملابس الأمير الصغير وضعيه فى المركبة الملكية الصغيرة ، وسيكون جلالة الملك وأنا ماشين نتنزه فى حدائق القصر غدا فى الخامسة مسـاء، وعندما تريننى قد رفعت يدى اليسرى الى أعلى ، اقلبى العربة وأسقطى التمثال فى البحيرة ولاتخشى عقابا " .
وفى الغد فى الساعة الخامسة مساء كان الملك جالسا مع وزيره المسيحى بجوار البحيرة يتحادثان ، وطالب الملك وزيره بأجابة السؤال ،واذ بالخادمة تقبل فى تلك اللحظة تدفع العربة الملكية التى يجلس فيها تمثال الأمير الصغير.
وعندئذ رفع الوزير ذراعه اليسرى، فقلبت الخادمة العربة وسقط التمثال فى الماء،وكان منظره شبيها بمنظر الأبن الأمير.
لم يتمالك الملك نفسه،وجرى نحو البحيرة وانبطح لينتشل ابنه من الغرق! ولكنه سرعان ما اكتشف أنه تمثال لا أكثر ،فاندهش وتسأل فى غضب ، فهدأه الوزير قائلا : "هذا كله قد تم بأمرى وتدبيرى".
سأل الوزير الملك قائلا :" لماذا لم تأمرنى يامولاى أن أنزل وأخلص ابنك؟"
فأجاب الملك :"الحبة الأبوية هى التى دفعتنى الى ذلك وكيف أقعد أو أستريح وابنى يغرق ،وكيف لى أن اّمر أحد غيرى بتخليصه ؟"
فقال له الوزير :"هذه هى اجابتى عن سؤالك . ان الله يحبنا أكثر من محبة الأباء لاولادهم ،ولذلك دفعته محبته الأبوية الى أن يترك السماء وينزل الى الأرض ، ويولد فى مذود حقير ، ويتألم ثم يصلب ويقوم لكى يخلصنا ،ولايمكن أن يقوم بمهمة خلاصنـا أحد غيره".
الكاتب: دعوة للجميع
لاشك أن هناك نوعاً من الحب للآخر ينشأ من محبتنا لذواتنا.ويحدث هذا عندما يكون أول ما يجذب محبتنا لشخص ما هو بعض الفوائد أو الهدايا التي يعطيها لنا. في هذه الحالة تكون محبة الذات هي أصل المحبة للآخر بكل تأكيد. إن الأمر يختلف تماماً عندما يكون الباعث الأول لاجتذاب محبتنا للآخر هو تقديرنا لصفات فيه تكون طيبة ومحبوبة في حد ذاتها.
الكاتب: دعوة للجميع
اعتصر الألم جسدي وأنا أصرخ قائلاً: "يا رب، لا أعرف كيف أتي إليك. أحتاج أن أعرفك، وأن اشعر بحضورك ومحبتك أكثر من أي شئ آخر. لكني لا أدري ماذا أفعل. كل طريق أسلكه إنما يقود إلى ذاتي مرة أخرى. لابد أن أجد الطريق إليك! أنا أعرف أنك كل ما أملك. ولكني لا أعرفك بما يكفي أن تكون كل ما أحتاج. من فضلك دعني أجدك."
الكاتب: دعوة للجميع
س: ما الغرض والغاية العظمى من وجود الإنسان؟ ج: الغرض والغاية العظمى لوجود الإنسان هو أن يمجد الله (يعرفه ويحبه ويعبده ويخدمه) ويتمتع به إلى الأبد. (قانون الإيمان "الكاتشيزم" الويستمنستري المطول) "لأنك جبلتنا لذاتك يا الله، وقلوبنا لا تهدأ / ترتاح (تظل قلقة) حتى تستقر فيك". "إذاً لا كيان لي يا إلهي إلا فيك! أو بالأحرى لا وجود لي لو لم أكن فيك."
الصفحة 2 من 3