الخلاصة
الذي أراده الإسلام هو مقاومة كل تعليم يرمي إلى الإشراك والتعدد والتوالد التناسلي، واعتبار المسيح إلهاً منفصلاً عن الله، واتخاذ مريم إلهاً من دون الله. والمسيحية لا تعلّم بإشراك ولا تعدد ولا توالد تناسلي، ولا تقول إن مريم إله، ولا تعلم أن المسيح إله منفصل عن الله.
فالإسلام إذاً في موقفه هذا لا يعادي المسيحية الصحيحة ولا يقاومها، ولكنه على العكس يسير معها جنباً إلى جنب ويحالفها في إشهار الحرب ضد تلك الفرقة المبتدِعة. وبديهي أن الإسلام لو كان يعتقد أن المسيحية بأسرها حادت عن الحق في هذا، وأنه أراد بهذه النصوص النعي على المسيحية عامة لَمَا مجَّد المسيحية وشهد بصحة إيمان تابعيها. فقد قال في سورة آل عمران 3: 113 ، 114 : ,,, لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاءَ اللّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وقال ايضاً في نفس السورة 55 إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الّذينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الّذينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الّذينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
فهنا نرى الإسلام يحكم للمسيحيين بالإيمان الصحيح بالله، ويشهد لهم ببعدهم عن الكفر، كما يشهد برفعهم فوق الكافرين إلى يوم القيامة. فالمسيحية باقية صحيحة وكتابها باق لم يُحرَّف، ومجدها سيبقى إلى الأبد، وسيبقى الذين آمنوا بها فوق الذين كفروا بها إلى يوم القيامة
وبعد
أليست هذه المقارنة تنطق بصورة واضحة بالتشابه بين ما صرّحت به المسيحية عن مجد المسيح ككلمة الله الأزلي، وبين ما صرّح به الإسلام عن شخصه المبارك الممجد؟
وهلا تثبت هذه المقارنة دعوانا أن الإسلام ما حارب المسيحية قط، بل على العكس كان مؤيداً لتعاليمها، مصدقاً على عقائدها في المسيح مؤسسها، ذاك الذي له المجد إلى الأبد. آمين.
التعليقات
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة