الصفحة 4 من 8
كان مسيحيو نجران يجعلون من مولد المسيح المعجز دليلا على ألهيته بنوته لله فأجابهم القران : ( ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له : كن ! فيكون ) آل عمران 59.
فقارن القران ، في الرد عليهم ، الغريب بالأغرب: المسيح ولد بدون أب ، وادم كان دون أب ولا أم ! فكما ان مولد آدم لا يجعله آلها ، كذلك المسيح لا يجعله ابن الله . هذا منطق القران ومنطوقه.
فالقران لا ينكر فضل المسيح على المرسلين ، بمولده المعجز الذي انفرد به على العالمين . إنما ينكر برهنته على إلهية المسيح.
لذلك نستغرب قول الذين لا يرون للمسيح فضلا على المرسلين أجمعين بمولده المعجز ، ونستغرب استشهادهم بهذه الآية . فان خلق آدم بدون أب ولا ام ليس معجزة ، اذ المعجزة خرق العادة : فخلق آدم بدء لناموس الطبيعة البشرية ، ولا خرق فيه لهذا الناموس ؛ اما مولد
المسيح من ام بلا أب ، فهو خرق العادة وهو المعجزة عينها. لا ينكر القران ذلك ، بل يستنكر البرهنة به على بنوته أو ألهيته .
أضف تعليق