![]() |
|||||||
وهذه هي مشكلتنا. ففي حضارة مكرسة الآن لحياة الإنسان، وكنيسة منقوعة في التعليم عن تطوير الذات وبناء حياة أكثر سعادة، لا يمكننا بسهولة أن ننمي رغبة قوية نحو أي شئ آخر سوى شبعنا الآني (الفوري). إن الكنيسة في القديم، في دورها كسفيرة لمملكة غريبة عن هذا العالم، قد علّمت بأن الغاية العظمى للبشر هي أن يمجدوا الله ويتمتعوا به إلى الأبد. أما الكنيسة العصرية فكثيراً ما تعلم أن الغاية العظمى لله هي أن يرضي البشر.
جلست إلى نفسى أسأل وأتساءل عن مفهوم العطاء فى قاموس البشر . فإذا بى أجد نفسى أمام مشكلة صعبة ... فليس هناك عطاء إلا من إنسان يملك فيقدم لللآخرين مما يملكه ، ثم عُدت أسأل نفسى .. ماذا يملك الإنسان ليقدمه ؟! .
أن العاطفة الروحية تنبع من حب الأمور الروحية (لذاتها وليس من مصلحة ذاتية). والآن لنتقدم خطوة أبعد من ذلك، فأنا أقول أن هذا الحب للأمور الروحية هو حب أخلاقي (أدبي)، فما يحبه المؤمن في الأمور الروحية هو قداستها، إنه يحب الله لجمال قداسته.
قال باسكال العظيم ما معناه
ان «للإنسان ثلاث مراتب: مرتبة الجسد ومرتبة العقل ومرتبة المحبة»
وانا اواجه كل هذه المراتب باستقلالها وبتواصلها قبل موتي
لنقوم الآن بخطوة إضافية للتعرف بشكل أفضل على ما يجري بداخلنا. لقد اختبرنا أننا نمر بحالات مختلفة عبر الأيام والأسابيع والأشهر. هناك فترات نشعر فيها بحيوية روحية كبيرة، تتناوب مع فترات أخرى نشعر خلالها أنه لم يعد شيء يجري على ما يرام. ماذا يجري ؟ لنحاول فهم تناوب هذه الحالات الداخلية المختلفة.
الصفحة 20 من 40