![]() |
|||||||
ما أمجد هذا الرجاء الذي لنا في وسط الآلام! فكل شيء يصيب حياتنا هو جزء من مقاصد الإله المحب، لأن كل ما يصادفنا، وما علينا أن نحتمله، يأتينا أصلاً من ذاك الذي هو الحب الأبدي، فنحن نجد محبته في كل صليب وفي كل ألم يرسله لنا. دعونا إذاً أن نتعبد له كالأب لنا الذي لا يتأخر قط عن معونتنا.
الحرية إذن جوهر الإنسان وغايته، والإثم هو ضعف الحرية. فحين يأثم الإنسان، فإنه ينهار من المرتبة الروحية العليا، ويتولاه القلق من انهيار أخطر. وأخيراً، بعد تكرار الإثم، يعتريه يأس من الصعود ثانية إلى العالم الروحي، يأس من التخلص من الضعف المستحوذ عليه، ويأس من ذاته.. فينتابه مرض يؤدي به وهو محروم من كل أمل في حياة أخرى بعد الموت.
فهل يمكن للمحبة أن تموت؟ … هل يمكن أن يحدث هذا؟… أن تتلاشى الحياة وتختفي داخل قبر حجري؟
هناك أناس يمدون البذرة و الرحم للحياة لتنمو لكنهم ليسوا مانحى الحياة . هناك فقط مانح حياة واحد وهو أب الكل "
" مانح الحياة ؟ لقد تحدثت عنه من قبل .لقد قلت أنه من وضع الجوهرة بقرب قلبى الآن تقول لى أنه أبى الحقيقى . أنا مرتبكة إننى أعلم لماذا تركنى المشعوذ لكن لماذا يختفى منى هذا الأب .. هل هو الآخر شريرا ؟ "
ورغم كل هذه القوة لم يستطع القطار الصمود أمام قوة أعظم كانت قد لمستني في بداية هذه اللحظات القصيرة .هذه القوة التي جعلتني أقول لأول وجه أراه بعد أن سقطت على قضبان القطار {صلي لي العذراء تكون معايا} و بعدها بَدأت قوة عجيبة بداخلي جعلتني أصلي المسبحة الوردية. و كانت هذه بداية لرحلة ألم غريبة، في كل لحظة فيها اكتشف حبّ الله المتجدد دائماً لنا .من تلك اللحظات القليلة تبدل كل شيء ، تغير الطريق من سوهاج إلى المستشفى. كل ما كنت احلم به في حياتي تغير و بسرعة البرق .ووجدت نفسي في لحظة غير قادرة على المشي. فقد أخذ القطار رجلي وجعلني عاجزة عن المشي ولكنه لم يأخذ رغبتي في التحرك، لم يأخذ "حريتي".
الصفحة 22 من 40