![]() |
|||||||
بين الناس وزهور الحقل بعض شبه. فمن السهل أن نمر من دون أن نفطن للخير والجمال الذي في كل منهما. من المهم أن يقطف كل إنسان زهرة من زهور الحقل ويُمعن النظر إليها، إلى رقة العرو أوراقها، وطراوة خضرتها وبهاء الألوان التي ترصعها.
الإنسان وحيد.. ليس من إنسان آخر يشعر أو يفكر أو يسلك مثلنا بالتمام. فكل منا متفرد، والوحدة التي نشعر بها ما هي إلا الوجه الآخر لهذا التفرد. لكن المشكلة المطروحة هنا هي في الاختيار: هل ندع هذه الوحدة تتحول إلي عزلة، أم ندعها تقودنا نحو الاعتكاف.
ولكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد
الى ما هو قدام. اسعى نحو الغرض لاجل جعالة
دعوة الله العليا في المسيح يسوع
حين "تحب" شخصاً ما أو "تفتقد" شخصاً ما فإنك تختبر ألماً داخلياً. شيئاً فشيئاً، عليك أن تكتشف طبيعة هذا الألم. حين ترتبط أعماق ذاتك بأعماق ذات شخص آخر، فقد يكون غياب هذا الشخص مؤلماً، ولكنه سوف يقودك إلى شركة من نوع أعمق مع هذا الشخص، إذ أن هذا الحب هو في الله.
ما يبدأه الإنسان لابد له أن يتمّه، فلكل بداية نهاية، ولكل فكرة تلد في غمار تفكيرنا وتنضج في عقولنا لا بد لها أن ترى النور، لكي تصبح ملكا للإنسانية وليس لنا، فوجودنا في هذه البسيطة ليس لكي نعيش؛ نأكل ونشرب ونفرح ونلهو، فقط إنما لكي نعمل بجد وننجز العمل على خير ما يرام، فلا مجال للتقاعس أبدا. والبشر أنواع شتى ولا تتشابه تصرفاتهم؛ فكل آتي من بيئة مختلفة ولكل عائلة تربيتها الخاصة حسب اجتهاد رب الأسرة وتعليمه، لذلك نرى هذا الكم الهائل من التنوع في المجتمع الواحد، ويكون اجتمعا لأرباب الأسر سواء الأب أو الأم أو كليهما معا غنيا جدا في تبادل المعرفة وشرح الخبرة المتراكمة من سير الحياة وتربية الأولاد.
الصفحة 29 من 40