الصفحة 36 من 37
. درس محمد للكتاب وترتيله ليلا:-
سورة المزمل: هي من بين السور الخمس الاولى في التنزيل – لم يكن القرآن قد نزل بعد فأي قرآن يدعى محمد الى ترتيله؟؟؟؟ هل يدعى الى ترتيل "قراءة" – قرآن أو قريانا بالسريانيه والعبريه – من الكتاب المقدس حسب عادة النصارى الى اليوم في استفتاح تلاوة أسفار الكتاب في الصلاة: "قراءة او قرآن من سفر النبي فلان"؟؟؟؟؟
ففي السورة الثانيه (القلم) إشارة صريحه الى كتابة الوحي ودراسة الكتاب المقدس! فمحمد يستعلي على بني قومه المشركين بقوله: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون؟ ...أم عندهم الغيب فهم يكتبون؟ (35 – 37 مه 47). محمد وحيد لا جماعة له بعد، فالمسلمون المذكورون هم الذين أُمر ان ينضم اليهم وان يتلو القرآن معهم (النمل 91-92)، وهو يستعلي على المشركين المجرمين بانتسابه الى اهل الكتاب "المسلمين" اي النصارى من بني اسرائيل، جماعة القس ورقة بن نوفل وعداس القسين في مكة على النصارى العرب، والنصارى الاجانب، ويستعلي عليهم بالكتاب الذي يدرسه مع هذه الجماعة وبالغيب المنزل فيه. وهي شهادة متواترة: "أم آتيناهم كتابا، فهم على بينه منه"؟ (فاطر 40) محمد عنده كتاب، وهو على بينه منه؛ " وما آتيناهم من كتب يدرسونها" (سبأ 44) محمد عنده كتب يدرسها.
ولا يكتفي محمد بدرس الكتاب الامام، بل يؤمر بترتيله في قيام الليل: "...ورتل القرآن ترتيلا...” (المزمل). لم ينزل من القرآن العربي بعد سوى عشر آيات في مطلع )العلق والقلم)، ولم يُعرف حتى يُعرّف على الاطلاق: "القرآن" المشهور. فقد اهتدى محمد الى الايمان بالكتاب (الشورى 52)، وهنا يؤمر بترتيل قرآن الكتاب: فالكتاب هو "القرآن" على الاطلاق. وقيام الليل للصلاة وترتيل آيات الله ليست عادة عربيه، ولا يهودية، بل نصرانيه رهبانيه: فمحمد يؤمر بترتيل الكتاب مع جماعة النصارى بمكة في صلاة الليل، بعد دراسة وكتابة الوحي منه. فقرآن الكتاب هو دراسة محمد، وصلاته في قيام الليل.
بل ان اهل مكة يعرفون ان محمدا يدرس الكتاب ويكتبه: " وقالوا اساطير الاوليين اكتتبها، فهي تملى عليه بكرة واصيلاا" (الفرقان 5). فهو لا يرد على هذه التهمة، انما يرد قبل هذه الاية على افتراء القرآن العربي: " وقال الذين كفروا: إن هذا الا افك افتراه! واعانه علييه قوم اخرون! – فقد جاؤوا ظلما وزورا" (الفرقان 4). فمن الظلم والزور ان ينعتوا القرآن العربي (افكا افتراه)، لكنه لا يرد على إعانة القوم الاخرين التي يؤكدها في الاية التاليه: "اساطير الاوليين اكتتبها، فهي تملى عليه بكرة واصيلا" (الفرقان 5).
فما كان القرآن العربي لينقل تهمة كتابه للكتاب الذي يصفونه "اساطير الاوليين"، لو لم تكن كتابته (اي محمد) للكتاب امرا مشهودا.
ومحمد قد "درس" الكتاب كما "يدرسه" أهل الكتاب: فيقول: :وكذلك نصرف الايات – وليقولوا: درست! – ولنبينه لقوم يعلمون" (الانعام) فمحمد لا يرد على تهمة الدرس، إنما يبين الغاية منه، وهي تبيان الكتاب!
أضف تعليق