ترد التهمة في آيتين يفسر بعضهما بعضا : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . ال عمران 78 .
مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ) . النساء 46 .
النص صريح بان فريقا ( من الذين هادوا ) يلوون ألسنتهم في تلاوة الكتاب ، أي يقرؤون بغير القراءة الصحيحة ، ويعتبرون قراءتهم هي المنزلة ، وما هي بالمنزلة . ويعطي مثالا على تلاعبهم في الكلام قولهم : ( راعنا) ؛ فإذا لفظوها (راعنا) عنت بلغة اليهود ارعن .
فالتهمة هي قراءة مشبوهة لآيات في الكتاب يقصدون بها غير ما قصد الله بها في كتابه العزيز .
واختلاف القراءات ، سواء كانت صحيحة او مشبوهة ، شيء مألوف في التوراة والإنجيل والقران ؛ واختلاف القراءات لا يمس حرف النص ، فهو سالم .
وهذا اللي بالسان في تلاوة الكتاب ، أي القراءة المختلفة ، يجمعها في الآية إلى تحريف الكلام عن مواضعه ( النساء 46) فيكون التحريف المقصود بالتهمة القرآنية هو القراءة المختلفة.
وهذه شهادة سلبية على سلامة نص الكتاب من التحريف .
ونلاحظ ان من يقوم بذلك التلاعب في قراءة الكتاب إنما هم فريق من الذين هادوا ، لا كلهم ، ولا دخل للنصارى في التهمة على الإطلاق .